EN
قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أخبرنا بأنه لا تقوم الساعة حتى تتقارب الأزمان.
بعض علامات الساعة
وأوضح «الجهني» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما : لا تقومُ الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ وتكون السنةُ كالشهرِ ، والشهرُ كالجمعةِ .
وتابع: وتكون الجمعةُ كاليوم ، ويكونُ اليومُ كالساعةِ ، وتكونُ الساعةُ كالضِّرمةِ بالنارِ . رواه الترمذي بإسناد جيد، وبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الحديث بعضا من علامات الساعة، ومنها قلة بركة الزمان وقلة فائدته.
أسباب توفر الراحة
وأضاف: واشتغال أكثر الناس بزخارف الدنيا وملذاتها، وتضييع الوقت في ما لا ينفع، فلا يستفيدون من الزمن لا في أمور الدين ولا في أمور الدنيا، ولعله من الأسباب توفر الراحة وتكاثر النعم وتيسر الخيرات والواجب على المسلم التوازن في حياته ، ومعرفة الهدف الذي خلق له .
ونبه إلى أن الإنسان له هدف ورسالة ، فلم يخلق للأكل والشرب والمتاع واللعب فحسب وإنما هي قوة له للاستعانة بها على طاعة الله، مستشهدًا بما قال تعالى « وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ » الآية 56 من سورة الذاريات.
وأشار إلى أنه قال العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ : إذا قيل: ما هو السبيل الذي يجعل أوقاتنا مباركة ؟ قلنا : ذكر الله ، ودليل ذلك قول الله تعالى: «وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً» .
نزع الله البَركة من عُمره
ومعنى "أمره ": أي: شأنه كله، يَكن فرطًا: ليس فيه بَركة، فالإنسان إذا أَعرض عن ذِكر الله واتبع هواه نزع الله البَركة من عُمره وهذا هو حال كثير من الناس اليوم ـ مع الأسف ـ أنّ الله أغفل قلوبهم عن ذِكْرِه واتبعوا أهواءهم وكانت أمورهم فرطًا، تمضي عليهم الساعات بل الأيام وهم لم ينتجوا شيئًا.
وأوصى المسلمين بتقوى وشكر نعمة الله عليهم بما من َّ به من شهر شعبان كله مكان لرفع الأعمال إلى الله فاجتهدوا في طاعة ربكم، وخذوا من صحتكم لمرضكم ، ومن غناكم لفقركم ، ومن شبابكم لهرمكم ومن حياتكم لموتكم.
