EN 
لا يزال شبح الحرب الروسية الأوكرانية، يخيم بظلاله على شرق القارة الأوروبية، جاعلا من القارة شعلة نار متقدة ساحبا منها أمنها واستقرارها الذي ظل يلازمها لفترات زمنية طويلة.
ومع تقدم القوات الروسية المستمر في الأراضي الأوكرانية وقربها من العاصمة كييف لا تسيطر على العالم إلا فكرة وقوع الحرب العالمية الثالثة التي تنهي على نصف كوكب الأرض مع التطور الهائل في القدرات العسكرية للدول خاصة الدول الغربية وروسيا صاحبة الحرب والصين التي تنظر وتراقب المشهد من بعيد.
16 يوما من الحرب في أوكرانيا
وبعد مرور 16 يوما على بدء شرارة الحرب استطاعت القوات الروسية التقدم نحو العاصمة الأوكرانية كييف ومحاصرتها استعدادا لدخولها وسط ارتفاع أصوات الإدانات الغربية لروسيا والرئيس فلاديمير بوتين، حيث بدأت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول الاتحاد الأوروبي التنفيذ الفعلي لعقوباتهم الاقتصادية التي فرضوها على الجانب الروسي اعتراضا منهم على غزو أوكرانيا.
ولم تكتف الدول الغربية بفرض العقوبات الاقتصادية، ولكن قامت بإرسال إمدادات عسكرية إلى الجيش الأوكراني لمساعدته في الحرب ضد روسيا، حيث أعلنت الولايات المتحدة إرسال قاذفات مضادة للدبابات إلى أوكرانيا.
كما أعلنت بريطانيا إرسال مساعدات عسكرية وتأمينها للوصول إلى الجيش الأوكراني، وسبق وأعلنت بولندا عن استعدادها لوضع طائراتها من طراز ميج-29 "فورًا ومجانًا" في تصرف الولايات المتحدة ونقلها إلى قاعدة رامشتاين في ألمانيا لتقديمها لأوكرانيا قبل أن ترفض واشنطن المقترح، وغيرهم كثير من الدول الأوروبية التي أعلنت تضامنها مع كييف ضد موسكو.
دراسة الانضمام للاتحاد الأوروبي
وبالرغم من التهديدات الروسية المستمرة للدول الحدودية معها بعدم الانضمام إلى أي حلف تابع للاتحاد الأوروبي والغرب، إلا أن كلا من أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا وقعوا رسميا على طلبات بانضمامهم إلى الاتحاد الأوروبي، ويدرس الاتحاد هذه الطلبات.
ومن جانبها، أعلنت رئاسة الاتحاد الأوروبي عبر "تويتر"، أن ممثلي الدول الأعضاء في بروكسل توصلوا إلى "اتفاق لدعوة المفوضية الأوروبية لإبداء رأي حول طلبات عضوية الاتحاد الأوروبي المقدمة من كل من أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا".
وأضافت أنه تم إطلاق إجراء مكتوب الاثنين حتى "تقر" الدول الأعضاء "مسودات الرسائل التي تطلب الحصول على رأي المفوضية الأوروبية".
كما قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عبر "تويتر": "سنناقش طلب عضوية أوكرانيا في الأيام المقبلة".
حرية الانضمام لأي تحالف دولي
وقال الدكتور نبيل نجم الدين، المتخصص في العلاقات الدولية، إن الطلبات التي قدمتها كلا من أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا للدخول إلى الاتحاد الأوروبي ستقوم مفوضية الاتحاد الأوروبي بالبت في إجراءاتها.
وأضاف نجم الدين - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن مدينة فرساي الفرنسية تشهد عقد فعاليات قمة اليقظة الأوروبية أو "قمة أزمة" لمواجهة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مشيرا: "القمة ستناقش طلبات دول جوار روسيا وفي مقدمتها أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".
ولفت أن الدول الثلاث التي تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي دول ذات سيادة وأعضاء في الأمم المتحدة، وجزء من ممارسة السيادة هو حق الدولة في الانضمام للمنظمات الدولية، إذا أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا لهم الحق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي له شروط لقبول عضوية الدول الراغبة بالانضمام إليه، والشرط الأول هو الاستقرار السياسي في هذه الدول، والشرط الثاني أن يكون للدولة قدرات اقتصادية قادرة على إقامة دولتها، ومن ضمن الشروط إجراء إصلاحات اقتصادية لقبول الدولة.
المخاوف الروسية من التمدد الغربي
وأوضح نجم الدين، أن الأمر في غاية التعقيد لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتقد أن أوكرانيا والدول المتاخمة للحدود الروسية تشكل خطرا على الأمن القومي الروسي، وكان يتكلم على حلف الشمال الأطلسي الناتو وتمدده شرق أوروبا بتجاه روسيا، وأن موسكو لن تسمح باقتراب الناتو من حدوده الغربية.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي سيمضي قدما في دراسة منح أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا صفة العضو المرشح في الاتحاد الأوروبي، وسيكون هذا الأمر جزء في عملية شد الحبل بين الغرب وروسيا، متابعا: "لذلك فأن الاتحاد الأوروبي سيمضي قدما في خطوات وإجراءات قبول طلب هذه الدول للانضمام للاتحاد".
وعن انضمام دول جوار روسيا إلى الاتحاد الأوروبي ولما يشكله من تهديد للأمن القومي الروسي، قال نجم الدين، إن طلب انضمام الدول الثلاث إلى الاتحاد الأوروبي يزيد من التمدد والنفوذ الغربي في شرق أوروبا، ووجود الدولة تحت مظلة الاتحاد يجعلها تكون تحت الحماية من الاتحاد.
حرب أوكرانيا وقمة الأزمة الأوروبية
وقال الإليزيه إن قمة فرساي في فرنسا، والتي يشارك فيها رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، "هي قمة اليقظة الأوروبية، قمة السيادة الأوروبية".
وكشفت العملية العسكرية الروسية التي أعلن انطلاقتها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نقص القدرات العسكرية الأوروبية بعدما خفضت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد ميزانياتها بشكلٍ كبير منذ انتهاء الحرب الباردة.
كما كشفت الاعتماد الهائل للاتحاد الأوروبي على الغاز المستورد من روسيا، ما يحدّ من قدرته على التحرك ضد موسكو، وحتى إذا تبنت حزمة غير مسبوقة من العقوبات، تواصل أوروبا تمويل روسيا عبر مشترياتها من الطاقة التي لا تستطيع الاستغناء عنها على الأمد القصير جداً.
