منحت جامعة القاهرة، اليوم" الخميس" ، في احتفالية كبرى بقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة، الدكتوراه الفخرية في الآداب لـ إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان لجهوده العلمية البارزة ودوره في توطيد التعاون المصري الطاجيكي وإسهامه في نشر السلام والتسامح وقبول الآخر، وذلك بناءً على توصية من مجلس كلية الآداب وموافقة مجلس الجامعة برئاسة الدكتور محمد عثمان الخشت.
حضر الاحتفالية الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وأعضاء مجلس الجامعة، وسفير جمهورية طاجيكستان، وعدد من الشخصيات العامة.
وخلال الاحتفالية تسلم رئيس جمهورية طاجيكستان شهادة الدكتوراه في الآداب من الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، وقلادة ودرع جامعة القاهرة، ووقع في السجل التذكاري لشهادات الدكتوراه الفخرية بجامعة القاهرة.
وفي بداية كلمته، وجه إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان، الشكر للدكتور محمد الخشت ومجلس جامعة القاهرة لمنح فخامته الدكتوراه الفخرية في الآداب، مشيدًا بدور جامعة القاهرة الرائد في المجالات العلمية والتعليمية وتطوير نظام التعليم الحديث في مصر، مشيرًا إلى عدد خريجي جامعة القاهرة الحائزين على جائزة نوبل.
وتطرق رئيس جمهورية طاجيكستان، في كلمته، إلى العلاقات التاريخية بين طاجيكستان ومصر، مؤكدًا على أهمية تعزيز وتوسيع العلاقات العلمية والتعليمية بين طاجيكستان ومصر، وتطلع دولته إلى التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة الخضراء.
واستعرض رئيس جمهورية طاجيكستان، نتائج زيارته الرسمية إلى مصر وما تضمنته من مباحثات القمة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، والاتفاقيات المبرمة خلال الزيارة، مؤكدًا عمق علاقات طاجيكستان مع العالم العربي وفي مقدمته مصر.
ورحب رئيس جمهورية طاجيكستان، بمبادرة الحوار الديني التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة المخاطر والتحديات الحديثة مثل التطرف والإرهاب، داعيا إلى حماية بلاد العالم الإسلامي من مخاطر الإرهاب والتطرف.
كما تناول رئيس جمهورية طاجيكستان، خلال كلمته، الحديث عن مسيرة طاجيكستان عبر الاستقلال واجتيازها التحديات والمخاطر مثل الحرب الأهلية، وتجربة القيادة الطاجيكية في إخماد نيران الحرب وبدء عملية التفاوض والمصالحة الوطنية، والأهداف الاستراتيجية لتنمية طاجيكستان، والمبادرات الطاجيكية الدولية في مجال إدارة الموارد المائية، ومبادرة طاجيكستان "المياه من أجل التنمية المستدامة"، وقضية تغير المناخ العالمي، ودعم مبادرات مصر فيما يتعلق بالمناخ والاحتباس الحراري بما في ذلك جدول أعمال مؤتمر تغير المناخ الذي سيعقد نوفمبر القادم في مدينة شرم الشيخ.
من جانبه، رحب الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالرئيس الطاجيكي، وهنأه بحصوله على الدكتوراه الفخرية في الآداب بحكم مؤلفاته في التاريخ، مشيدًا بقرار مجلس كلية الآداب جامعة القاهرة بالتوصية بمنح الدكتوراه الفخرية.
وأشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إلى الجهود العصرية المبذولة بين قيادة الدولتين المصرية والطاجيكية في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف لاستقرار الشعبين المصري والطاجيكي وتعزيز ونشر السلام والتسامح وقبول الآخر.
وتطرق وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إلى انفتاح مصر على العالم، ومد الجسور والتعاون بين مصر وطاجيكستان من خلال الجامعات لتبادل المعارف والخبرات.
وفي كلمته، استعرض الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، التاريخ الطويل لجامعة القاهرة في منح درجة الدكتوراه الفخرية على مدار مائة عام لأصحاب الإسهامات العلمية والاجتماعية والسياسية المؤثرة الذين كرسوا أنفسهم لخدمة قضايا البحث العلمي والثقافة والسلام، وسائر القيم الرفيعة، باعتبار أن جامعة القاهرة عبر تاريخها وحتى الآن ترعى كافة هذه القضايا الإنسانية وتساندها خدمة منها للمجتمع البشري، ورغبة من جانبها في ارتقاء الحياة الإنسانية وتقدمها.
وأشار الدكتور محمد الخشت، إلى أن تاريخ أول دكتوراه فخرية منحتها جامعة القاهرة يرجع إلى عام 1910 في تكريم الملوك، ورؤساء الجمهوريات، والمناضلين العالميين، والحاصلين على جوائزِ نوبل، وبين هذه القائمة 22 من الملوك والرؤساء منحتهم جامعة القاهرة الدكتوراه الفخرية.
ونوّه الدكتور الخشت، إلى قرار مجلسِ جامعة القاهرة في جلسته بتاريخ 7 مارس 2022، بمنح درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب للرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان، والذي تم اتخاذهبالإجماع بناءً على توصية مجلس كلية الآداب في ضوء سيرته العلمية والعملية المتميزة، معتمدًا على مجموعة من الحقائق، أهمها أنالرئيس إمام علي رحمان له العديد من المؤلفات التاريخية والفلسفية والأعمال العلمية البارزة في الحضارة الإسلامية وتاريخ آسيا الوسطى وتاريخ العالم وحضارته بصفة عامة، ومن أهم هذه المؤلفات كتابه بعنوان "الطاجيك في التاريخ"، وإشرافه على مشروع ترجمة وطباعة كتاب الفقه الحنفي "هداية شريف" وغيره من كتب الفقه الإسلامي الوسطي باللغة الطاجيكية، وجمعه للعديد من الوثائق التاريخية المتعلقة بالحضارة الإسلامية ونشرها ومنها "وثائق البلعمي"، بالإضافة إلى دوره في حماية المجتمع الطاجيكي من أفكار التطرف والجماعات الإرهابية من خلال طرح الأفكار المعتدلة الوسطية وتغليب مبدأ التسامح والحرية والمساواة وتربية المجتمع الطاجيكي خصوصا الشباب على استخدام عقله في الفهم الصحيح لكل القضايا المطروحة على الساحة.
جدير بالذكر أن إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان درس الاقتصاد في جامعة طاجيكستان، وهو من الشخصيات التي جمعت بين العلم والسياسة والثقافة والفن والإصلاح المجتمعي، وله العديد من المؤلفات التي تهتم بالحضارة الإسلامية، فضلًا عن جهوده في تنمية المجتمع الطاجيكي وتطويره والحفاظ عليه وتثقيفه ونشر الحضارة الإسلامية بين ربوعه.
يشار إلى أن الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة حصل عليها عدد من الزعماء، وبدأت قصة الجامعة مع الدكتوراه الفخرية بعد عامين من إنشاء الجامعة، حيث قرر مجلس الجامعة منح درجة الدكتوراه الفخرية للرئيس الأمريكي الراحل تيودور روزفلت عام 1910، والملك الحسن الثاني ملك المغرب عام 1965، والرئيس الفرنسي جيسكار دستان عام 1975 والرئيس السنغالي عبده ضيوف عام 1985، كما حصل عليها نيلسون مانديلا رئيس جنوب أفريقيا عام 1990.