يوم الشهيد
الأزهر: التحية والتقدير إلى أُمهات وأسر الشهداء والمصابين
الإفتاء: النبي صلى الله عليه وسلم وسَّع مفهوم الشهادة لتشمل الغريق والمبطون
الأوقاف: الشهيد على وزن الشريف والنبيل وهو كل إنسان ضحى بنفسه من أجل الآخرين
الأزهري: يوم الوفاء للشهداء الذين قدموا أنفسهم فداءً لوطنهم
أحيت الدولة المصرية اليوم الأربعاء التاسع من شهر مارس، ذكرى يوم الشهيد، الذي يتزامن مع استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض في عام 1969م.
والتاسع من مارس هو يومٌ تحتفل فيه مصر بـ"يوم الشهيد" تخليدًا للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم للحفاظ على تراب هذا الوطن، فيأتي هذا اليوم ليؤكد على قيمة الوطن وفكرة العطاء والتضحية في سبيله.
وحرصت المؤسسة الدينية الإسلامية على تقديم التهنئة للقوات المسلحة المصرية، مشددة على دور الشهداء ومنزلتهم في الدين الإسلامي الحنيف.
اعتزاز بالدماء الذكية
قدم الأزهر الشريف التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإلى رجال قواتنا المسلحة البواسل، بمناسبة «يوم الشهيد»، الذي يوافق التاسع من شهر مارس من كل عام، ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض في عام 1969م.
وأكد الأزهر أن يوم الشهيد هو وفاء وتكريم لشهدائنا الأبرار الأبطال ودورهم في الحفاظ على أمن الوطن وحمايته واستقراره، ورمزٌ للفخر والاعتزاز بالدماء الذكية التي سالت صونًا للوطن وعزته وكرامته، وهو تقليد رفيع للدولة المصرية التي تقدر شهداءها وتعتز بهم وتربي في نفوس المصريين يومًا بعد يوم معنى البذل والعطاء والتضحية دون مقابل.
كما تقدم الأزهر بخالص التحية والتقدير إلى أُمهات وأسر الشهداء والمصابين، الذين ضربوا أروع المثل في الصبر والوفاء وقدموا لمصر فلذات أكبادهم، داعيًا شباب مصر إلى الاعتزاز والفخر بوطنهم والمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية ورفعة الوطن ونهضته واستقراره.
للشهيد منزلة كبيرة عند الله تعالى
قالت دار الإفتاء، إن النبي صلى الله عليه وسلم وسَّع مفهوم الشهادة، فجعل (صلى الله عليه وسلم) من مات غريقًا، أو مبطونًا، أو بالطاعون من الشهداء.
وأوضحت دار الإفتاء عبر “فيس بوك”: “من رحمة النبي (صلى الله عليه وسلم) بأمته أنه وسع لهم مفهوم الشهادة فجعل (صلى الله عليه وسلم) من مات غريقًا، أو مبطونًا، أو مات بالطاعون من الشهداء؛ قال (صلى الله عليه وسلم): «ما تعدون الشهداء فيكم؟» قالوا: يا رسول الله، من قتل في سبيل الله فهو شهيد. قال: «إن شهداء أمتي إذًا لقليل» ! قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: «من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد» (رواه مسلم)، وقال (صلى الله عليه وسلم): «الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله» (متفق عليه)، والمبطون هو من مات بمرض في معدته دون غيرها، ومن المتفق عليه فقهًا أنَّ الذي يموت بأي مرضٍ من الأمراض يأخذ حكم المبطون، إذ لا فارق بين الموت بمرض دون مرض؛ فيدخل من مات بمرض آخر في الشهداء بعموم ألفاظ الشريعة وخصوصها”.
وقال شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن الشهادة في سبيل الله مرتبة عظيمة للغاية، لافتاً إلى أن للشهيد منزلة كبيرة عند الله تعالى، ومكرمة عالية، ورزق كريم نظير تقديمه أغلى ما عنده.
وأوضح المفتي أن الشهيد قدم أغلى ما عنده، وهو الجود بنفسه وروحه وحياته في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض، وإبقاء القيم والأخلاق، وتكريس العدالة والسلام، وصون البلاد من المعتدين، وحفظ عزة الأوطان وكرامتها، وتعزيز الاستقلال والحرية، وتحقيق سيادة الدول وحماية مكتسبات الشعوب، واندحار العدوان والظلم.
وأشار “علام” إلى أن الله تعالى أعدَّ للشهيد خصائص وميزات لا تكون لغيره؛ وهي درجة سامية جدا حرض النبي صلى الله عليه وسلم على نوالها بالإخلاص والتضحية حيث يقول: «وَلَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ».
وأكد مفتي الجمهورية أن فضل الشهادة في سبيل الله معروف ومقرر في الإسلام، موضحا أن الشهيد له منزلة عظيمة عند الله، ويكفيه في ذلك ما جاء في حقه في القرآن الكريم؛ يقول سبحانه: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169].
الشريف والنبيل
في حين، قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إنه يوم الشهيدالتاسع من مارس هو يوم الشهادة والشهامة والنبل، موضحاً أن الشهيد على وزن الشريف والنبيل، إنسان ضحى بنفسه من أجل الآخرين، ويكفي أن الحق سبحانه وتعالى قرن في كتابه العزيز بين منزلة النبيين ومنزلة الشهداء والصديقين فقال سبحانه : "وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا" ، وبين سبحانه أن الشهادة إنما هي منحة واصطفاء واجتباء ، فقال (عز وجل) : "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ".
وأوضح جمعة أن الشهداء ليسوا أمواتًا إنما هم أحياء عند ربهم يرزقون ، ويكفي الشهيد منزلة أن ذنوبه تكفر بأول قطرة من دمه ، وأن الشهداء يتمنون لو عادوا إلى الدنيا ليستشهدوا في سبيل الله مرة أخرى لما رأوا من عظيم منزلة الشهادة حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : " مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنَّ لَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَىْءٍ غَيْرُ الشَّهِيدِ فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ".
وتابع: الشهداء هم رجال المهام الصعبة الذين يكونون سندًا لأوطانهم وقت الشدائد ، محتسبين ذلك عند الله (عز وجل) ، مقبلين غير مدبرين ، موقنين بما أعده الله (عز وجل) للشهداء من منزلة عظيمة ، حيث يقول الحق سبحانه : " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " .
يوم الوفاء للشهداء الأبطال
كما هنأ الدكتور أسامة الأزهري أحد علماء الأزهر الشريف، الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ، ورجال القوات المسلحة قادة وضباطا وجنودًا بمناسبة ذكرى يوم الشهيد.
وقال الدكتور أسامة الأزهري في بيان له، إن يوم الشهيد، هو يوم الوفاء للشهداء الأبطال الأبرار الذين قدموا أنفسهم فداءً لوطنهم، ويجب أن نعمل جميعا على الوفاء بحق الشهداء وأسرهم وذويهم.
وأكد الدكتور أسامة الأزهري، أن الشهيد يأتي في درجته العليا ذلك البطل الذي يجود بروحه دفاعًا عن وطنه ، مشيدا ببطولات شهداء القوات المسلحة والشرطة رموز البطولة والرجولة والوطنية والتضحية والفداء.
وحيا «الأزهري» تضحيات القوات المسلحة والشرطة وثباتهم في حماية الوطن، مؤكدًا أن شهيد المعركة من أبناء القوات المسلحة والشرطة هم في قمة الشهادة لأنهم شهداء الدنيا والآخرة.
وقال إن شهداء الوطن هم من يدافعون عن الوطن ضد المعتدين، وضد من يروعون أهل وطنهم ويهددون أمنهم وأنه من واجبات المسلم أن يكون وفيا ومحبا لوطنه، وحاميا ومدافعا عنه بكل ما يملك من قول أو فعل وأن حب الأوطان من الإيمان.
وأضاف"الأزهري" أن تضحيات القوات المسلحة والشرطة وثباتهم في حماية الوطن ، وتجلي الله عز وجل بمزيد من الاصطفاء والتكريم ليزدادوا منزلة وتكريما وفضلا وثناء واصطفاه الله شهيدا ، مستشهدا بقوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) حيث إن لهم الجنة والمنزلة الكبرى.
ووجه الدكتور أسامة الأزهري رسالة لجنود مصر الأبطال في طول البلاد وعرضها أن أشقائهم من الشهداء الذين سبقوهم قد مضوا إلى دربهم وأن الوطن أمانة في أيديكم كما دعا الله أن يؤيد ويحفظ خير أجناد الأرض ، مطالبا جموع المصريين التكاتف خلف قواتنا المسلحة في مواجهتهم وحروبهم ضد جماعات التطرف والإرهاب المتربصين بأمن الوطن.
قيمة الشهيد
كما أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أنه قد تجلى في القرآن الكريم قيمة الشهيد، ففي سورة آل عمران برزت تلك المكانة في الآية (169) حيث جاء قوله تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ".
وتابع مرصد الأزهر في تقرير له: كما تعلمنا حب الوطن والتضحية في سبيل عزته ورفعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي بداية بعثته وحين هجرته إلى المدينة وقف على مشارف مكة يودع أرضها وبيوتها، ليردد صلى الله عليه وسلم في حزن "والله إني أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت".
كما تابع : وهنا نقول إن تخليد ذكرى شهداء الوطن أكبر رد على الفكر المتطرف الذي تنتهجه التنظيمات الإرهابية، فهو يدحض هذا الفكر الذي تعمل من خلاله على استقطاب النشء والشباب للعمل ضد وطنهم، فالاحتفال بـ"يوم الشهيد" وغيرها من مناسبات وطنية يغرس الانتماء وحب الوطن في نفوس الشباب ما يشكل درعًا واقيًا لهم أمام الفكر المتطرف.