في التاسع من مارس من كل عام، تحي مصر ذكرى "يوم الشهيد"، وذلك اعترافًا بجميل وفضل شهدائنا الأبرار، وهو ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق فى عام 1969، حينما ضرب أروع الأمثال في لفداء والتضحية من أجل حماية الوطن.
فقد توجه رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق للجبهة، فى اليوم الثانى لحرب الاستنزاف، ليتابع بنفسه وفي الصفوف الأمامية، القوات المصرية، وفي 9 مارس عام 1969، استشهد الفريق أول عبد المنعم رياضليضرب المثل في الشرف والتضحية وليسجل التاريخ واحدة من أروع وأعظم قصص البسالة والشجاعة والفداء من أجل الوطن وليحفظ له التاريخ أيضا هذا الموقف العظيم.
في هذا اليوم العظيم، 9 مارس، يوم الشهيد، لا نقول أننا نتذكر شهدائنا فذكراهم لا تغيب أبداً عن الوجدان، وإنما نوجه إلى أرواحهم الخالدة، تحية عميقة يملؤها العرفان والتقدير، ووراءها رغبة في أن تظل رسالة استشهادهم باقية أمد الدهر من أجل خلود الوطن ذاته.
وبمناسبة يوم الشهيد، كان لـ "صدى البلد" لقاءاً مع أسرة الشهيد الرائد عبد السلام حمادة، الذي استُشهد فى 8 أبريل عام 2016، بعدما استهدفه عدد من الإرهابيين فى مدينة العريش، بمحافظة شمال سيناء، وتم تشييع جثمانه من مسجد التقوى بمنطقة "أبو سليمان".
وعرفانًا بفضل الشهيد، وتخليدًا لذكراه، وافقت محافظة الإسكندرية بإطلاق اسمه على إحدى مدارس إدارة شرق التعليمية، تخليدًا لذكراه وتقديرًا لتضحيته فى الدفاع عن الوطن، ليظل اسمه محفورًا في أذهان جميع الأجيال التي تتعلم في هذه المدرسة.
قالت شيماء هريدي، ارملة الشهيد عبدالسلام حمادة، إنه كان من أبطال جيشنا العظيم في سيناء وله بطولات كثيرة ضد الإرهابيين، وتمكن من قتل أحد قيادات أنصار بيت المقدس، وكان محبوبًا بين زملائه جميعًا، فقد كان دمث الخلق ويحب الخير للجميع.
وأضافت أن أخر أجازة قضاها الشهيد مع الأسرة، كانت في عيد الأم عام 2016، وأخر مكالمة بينهما كانت قبل حادث استشهاده بيومين، ووعدها بالحصول على إجازة فور استقرار الأوضاع في سيناء، ولكن القدر لم يمهله واستشهد بعد يومين من هذه المكالمة.
وأشارت “هريدي” إلى أن الشهيد انتقل إلى جوار ربه ونجله الأكبر محمد يبلغ من العمر 7 أشهر، وعقب استشهاده، اكتشتفت حملها وكأن الله أراد أن يهديها الطفل الثاني عقب رحيل والده.
وأكدت أنه رغم أن أبنائه لم يروه مطلقًا، فأحدهما كان راضيعا ابن سبع شهور والأخر لا يزال نطفة، إلا أنها دائمًا تحكي لهم عن بطولات والدهم وإنجازاته الكثيرة، حتى أنهم يتمنوا الآن أن يلتحقوا بالكلية الحربية ليكملوا مسيرة والداهم العظيم.
وأعربت عن سعادتها بإطلاق أسمه على أحد مدارس الإسكندرية بالقرب من محل سكنه، تكريما من الدولة لأبطالها، حتى تتعرف الأجيال الجديدة على بطولات وإنجازات هؤلاء الأبطال، فضلاً عن زرع الانتماء لتراب الوطن العزيز مصر.
وحول رسالتها إلى نظيراتها من أرامل الشهداء، طالبت شيماء هريدي منهن بالتحلي بالصبر والسكينة فهم شهداء عند ربهم يرزقون.
من جانبها، قالت ماجدة حمد، والدة الشهيد، أنه لم يكن يتحدث عن عمله مطلقًا ولا المخاطر التي يتعرض لها، وأشارت إلى أن أخر زيارة لنجلها كانت في عيد الأم، وجائه استدعاء مفاجئ للعمل اضطره للسفر، مضيفة أن يوم استشهاده شعرت بحزن كبير جعلها تبكي دون سبب حتى قبل أن تعرف بالخبر، حتى جاء اتصال هاتفي يخبرها باستشهاده.