في التاسع من مارس من كل عام، تحيي مصر ذكرى "يوم الشهيد"، وذلك اعترافًا بجميل وفضل شهدائنا الأبرار، وهو ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق فى عام 1969، حينما ضرب أروع الأمثال في لفداء والتضحية من أجل حماية الوطن.
فقد توجه رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق للجبهة، فى اليوم الثانى لحرب الاستنزاف، ليتابع بنفسه وفي الصفوف الأمامية، القوات المصرية، وفي 9 مارس عام 1969، استشهد الفريق أول عبد المنعم رياضليضرب المثل في الشرف والتضحية وليسجل التاريخ واحدة من أروع وأعظم قصص البسالة والشجاعة والفداء من أجل الوطن وليحفظ له التاريخ أيضا هذا الموقف العظيم.
في هذا اليوم العظيم، 9 مارس، يوم الشهيد، لا نقول أننا نتذكر شهدائنا العظام، فهم لا تغيب ذكراهم أبداً عن الوجدان، وإنما نوجه إلى أرواحهم الخالدة، تحية عميقة ملؤها العرفان والتقدير، ووراءها رغبة في أن تظل رسالة استشهادهم باقية بقاء مبدأ التضحية من أجله خلود الوطن ذاته.
وبمناسبة يوم الشهيد، كان لـ "صدى البلد" لقاءً مع أسرة الشهيد النقيب محمود ناجي العواد، أبن محافظة جنوب سيناء، والذي استشهد في ٢٥ مارس ٢٠١٨ في منطقة جبل الحلال.
الشهيد محمود ناجي العواد ولد عام ١٩٩٤ بمدينة طور سيناء بمحافظة جنوب سيناء، حيث التحق بمدرسة علي مبارك الابتدائية ثم التحق بمدرسة الشهيد إبراهيم الرفاعي الإعدادية ثم مدرسة الحرية الثانوية التي سميت باسمه بعد استشهاده ثم التحق بالكلية الحربية عام ٢٠١٢ وتخرج منها عام ٢٠١٥ وتم إلحاقه في الجيش الثالث الميداني.
وقد تم إطلاق اسم الشهيد على مدرسة ثانوي بجوار مدرسة الشهيد إبراهيم الرفاعي الإعدادية وتم تصميم جدارية كبيرة للشهيد بأكبر شارع بالعاصمة طور سيناء كما تم إطلاق شارع باسمه.
والتقى موقع "صدي البلد" الإخباري بأسرة الشهيد محمود ناجي العواد، حيث قالت والدته غادة مختار، مُعلمة لغة إنجليزية " فراق الضنا أصعب شيء في الحياة، ولكن كما قال لي ابني الشهيد إن الجنة تستاهل والوطن يستاهل التضحية"، مشيرة إلي أن الأمهات تتقاسم الشهادة مع الأبناء، موضحة أن الشهيد قبل استشهاده قال إنه يتمنى الشهادة.
وأضافت والدته: "قبل استشهاد ابني عرفت في آخر زيارة له أنه مشارك في عمليات مداهمة البؤر الإرهابية بشمال سيناء، وفي وداعه، حضنته وشعرت أنه كان آخر حضن لابني، وشعر هو بذلك فقال لي: "يا ماما ابنك ضابط جيش، وعندما أحصل على الشهادة، فخورة بي"،وقلت له: "يا حبيبي لكل أجل كتاب".
وأضافت أم الشهيد أنه أوصي زملاءه عندما يستشهد أن يخبروا أولا أخواله لأن الصدمة سوف تكون قوية على والدته وحتى يخففوا عنها وقع الصدمة، وأشارت أم الشهيد إلى أن في الاحتفال بيوم الشهيد ٩ مارس عام 2019، أشاد قائد الشهيد أمام الرئيس بالشهيد وشجاعته وأنه أنقذ تشكيله، وضحي بنفسه بعد أن قتل الإرهابين، وأصيب الشهيد بخمسة رصاصات واستشهد.
في ذات السياق، قال محمود ناجي العواد والد الشهيد، إن ابنه كان ابناً باراً بوالديه وأهله وجيرانه وكان شاباً خلوقًا يعرف الأدب والأخلاق مع كل الناس، واستشهد في سبيل الوطن كما كان يتمني.