يعتمد الزواج جنوب البحر الأحمر وبالتحديد بحلايب وشلاتين، على فكرة الترابط العائلي نفسه، لذا تنتشر فكرة زواج الأقارب بشكل كبير، وكانت العادة حتى وقت قريب، هو أن تكون الفتاة لأبن عمها، ولا يمكن لأحد آخر أن يتقدم لخطبتها، ما دام للفتاة أبناء عمومة، وهي فكرة محورية في ثقافة وطبائع السكان من قبائل البشارية والعبابدة.
يقول الباحث البيئى علي دورا، إنه في الماضي كانت أيام الفرح تطول (بعض الأفراح كانت تستمر لشهر متواصل)، ويرجع سبب ذلك إلى بعد المسافات، والترحال بالإبل، إذ لا يمكن أن يقطع المدعو مسيرة أسبوع لحضور عرس، وتنحصر مدته على أيام قلائل، لذا كانت من الذوقيات في ثقافتهم أن يمدوا أيام الأفراح ليستأنس الحضور طوال مدة إقامتهم لدن أهل العريس.
وتابع دورا: يرتدي العريس ما يميزه من بين أقرانه، عصابة حمراءعلى جبينه يتوسطها هلال ذهبي، وبحسب السائد من المعتقدات القديمة إن هذا يقيه من الجن، وطوال مدة العرس يحمل العريس السيف، وهو أمر مرتبط عند القبائل بالقوة وبلوغه سن الزواج، فمن يحمل السيف قد أصبح من الرجال الأشداء.
وأضافت كريمة العبادية من أبناء الجنوب: “ترتدي العروس الثوب المطرز، وهي من الملابس التي عرفها البجا قديما، وحملوها من بلاد الهند، عبر تعاملهم مع شبه القارة الهندية سنوات سيطرتهم على موانئهم القديمة عيذاب ومن بعدها سواكن، وكذلك العطور والبخور التي تتزين بها العروس، كذلك تضع فوق رأسها قطع ذهبية معقودة على مقدمة الرأس”.
ويوضح الحسن عثمان من أبناء ابورماد خلال هذه الأيام، تقام العديد من الاحتفالات، ومن سباقات الإبل في أجواء تنافسية ودية بين أصدقاء العريس، مع الرقصات الشهيرة مثل الهوسييت والبيبوب التي يتنافس خلالها مجموعات من الرجال والشباب، كما تكون حلقات السمر حول مشروب الجَبَنَة.
واضاف عثمان لا يطعم الضيف طوال هذه المدة إلا اللحوم، ومن عادتهم أن لا تنطفئ النار في أيام الفرح، ولا يشعل جيرانهم النار، فكل الطعام يكون على أهل العريس فقط، حتى ينتهي الزواج، وتكون الأطعمة المقدمة كلها من لحوم الضأن والإبل، على اختلاف طرق تسويتها من إنقِلْت أو سَّلات أو بالطرق العادية، وتقوم النساء بصحن الغلال في رحايا، لصنع الخبز "القبوري" وهو نوع من أنواع الخبز الذي يختص به أهل الصحراء.