رشاد عبده: حظر استيراد النفط من روسيا لن يضرها.. وأوروبا ستواجه المتاعب
يمن الحماقي: الأسعار سترتفع نتيجة حظر استيراد النفط والغاز الروسي
الديواني: أوروبا ستتأثر بحظر استيراد النفط الروسي.. ومن المتوقع أن تعمل أمريكا على إيجاد البدائل
أعلن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" حظر استيراد النفط والغاز من روسيا، التي تعتبر ثاني أكبر منتج لهما في العالم، وذلك وسط تخوفات أوروبية كبيرة، والسعي لإيجاد البدائل.
ويستعرض "صدى البلد" آراء خبراء الاقتصاد، للوقوف على تداعيات الموقف من هذا القرار، وكيف ستتأثر اقتصاديات العالم بتطبيقه؟
قال الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن بمجرد إعلان الولايات المتحدة عن دراستها لهذا القرار ارتفع سعر برميل النفط إلى 139 دولارًا، وستواجه أوروبا المتاعب إذا تم تطبيقه لأنها تعتمد على أكثر من 50% من احتياجاتها من الغاز والنفط من روسيا.
وأضاف "عبده" في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن التجربة أثبتت أنه لن تستطيع أي دولة ملء الفراغ الذي يمكن أن تحدثه روسيا إذا تم حظر استيراد النفط والغاز منها، حيث تشاور الرئيس الأمريكي مع الدول المصدرة للغاز ومنها مصر والجزائر وقطر لمعرفة مدى استطاعتهم لإحلال محل روسيا ولكنهم أجمعوا على عدم استطاعتهم.
روسيا لن تتضرر
وأكد الخبير الاقتصادي أن روسيا لن تتضرر كثيرا لأن لديها بدائل بعضها معلن والبعض الآخر غير معلن، حيث عقدت شركة "شيل" صفقة مع روسيا التي منحتها تخفيضاً 22% وبالتالي فهي صفقة رابحة للجانبين.
وأوضح رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن النفط والغاز ليسوا رفاهية بل لهم العديد من الفوائد مثل التدفئة، الصناعة، ومثل هذا القرار يؤدي إلى ارتفاع تكلفة إنتاج المنتجات الأوروبية مقارنة بالمنتجات الصينية.
ارتفاع الأسعار
قالت الدكتورة يمن الحماقي الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، أن قرار فرض الولايات المتحدة الأمريكية حظر على استيراد النفط والغاز الطبيعي من روسيا له تداعيات خطيرة جدا على أسعار البترول والغاز، حيث سترتفع الأسعار بنسبة كبيرة، كما أنها ارتفعت بالفعل منذ بداية الإعلان عن مناقشة هذا القرار في الكونجرس الأمريكي.
و أضافت "الحماقي" في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن الواردات الامريكية من البترول الروسي لا تتعدى 3% من احتياجاتها لمصادر الطاقة، بينما ترتفع هذه النسبة إلى40% لبعض الدول الأوروبية، ومنها ألمانيا، لذلك هذا القرار سيكون له تداعيات خطيرة على اقتصاديات الاتحاد الأوروبي.
ألمانيا غير مستعدة
وأشارت الخبير الاقتصادي، إلى أن ألمانيا أعلنت عدم استطاعتها على تطبيق هذا القرار، كما أن تصريحات الرئيس الروسي "بوتين" برغبته في منع البترول والغاز عن أوروبا، ورفع أسعار برميل النفط إلى 300 دولار تعتبر سابقة في منتهى الخطورة .
ولفتت أستاذ الاقتصاد، إلى أن اقتصاد العالم ومنها مصر، لا يتحمل هذا الارتفاع الكبير في أسعار مصادر الطاقة خاصة أننا مازلنا مستوردين لبعض مصادرها.
وتمنت "الحماقي" أن يهدأ هذا النزاع الذي يسيطر عليه النزعة العرقية ولا يسمع لصوت العقل، والذي من الممكن أن يحصل بالعالم إلى مخاطر كبيرة اقتصادية وربما نووية.
قال الدكتور شريف الديواني، الخبير الاقتصادي، ومستشار مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية، أن قرار حظر استيراد النفط والغاز الروسي لن يؤثر على أمريكا بل على دول أوروبا التي تستورد 40 % من احتياجاتها من الغاز من روسيا، خاصة ألمانيا التي تقوم حاليا بدراسة البدائل لتتجنب العواقب التي ستواجهها نتيجة القرار الأمريكي.
أوروبا تبحث عن البدائل
وأضاف “الديواني” في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” أن اوروبا الآن تبحث عن بدائل مثل الغاز السائل، وإعادة تشغيل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، بعد إغلاقها حفاظا على البيئة من التلوث.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن الشتاء القارس الذي تواجهه الدول الأوروبية الآن هو أحد أهم مشكلاتها، نظرًا لارتفاع استهلاكها للطاقة بسبب اعمال التدفئة في هذا الوقت من العام، كما أن أمريكا ستعمل على توفير بدائل أخرى بالاتفاق مع دول أوروبا.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ قليل، فرض حظر على واردات الطاقة الروسية بما يشمل النفط والغاز حسبما أفادت القناة الاولى الفضائية.
وقال بايدن في كلمة له :"الحرب في أوكرانيا ليست عذرا لشركات النفط كي تقوم بتحقيق أرباح".
وأضاف بايدن: “نقدم الدعم الكامل للشعب الأوكراني في مواجهة الهجمات الروسية عليه”.