الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيدات قائدات فاضلات في تاريخ الإسلام

علاء الشال
علاء الشال

في اليوم العالمي للمرأة أحببت أن أذكر نماذج من خير النساء في الإسلام، من تلك السيدات الفاضلات أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، بالإضافة إلى فضلها وجهدها في نشر الإسلام كانت رضي الله عنها شخصية قيادية ناجحة.

تجدها في ميادين التجارة تزاحم رجال الأعمال بمالها وذكاءها ويكفي من رجاحة عقلها ما كان من تنمية مالها واستخدامها الرجال في هذا ، فكان لها من الريادة والمكانة في سوق التجار مالها.

أضف لذلك أنها سيدة لماحة ذكية تختبر من يخرج في تجارتها حتى وجدت أفضلهم رسول الله صى الهل عليه وسلم.

ثم كان ما كان من شان الزواج المبارك وتظهر شخصيتها البارزة في إيمانها بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم

ثم سبقها في الإيمان به لتكون أول من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم على الإطلاق من الرجال والنساء، حتى كلل الله تعالى جهادها وقيادتها بما أعد لها في الجنة من المنزلة العظيمة، بل ينزل جبريل عليه السلام يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يقرئ خديجة السلام، ويبشرها ببيت في الجنة.

وفي طريق التعليم كانت حجرات عدد من أمهات المؤمنين الفضليات منارات للإشعاع العلمي والثقافي والأدبي، وتأتي أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) في الذروة والمقدِّمة، فكانت من الفصيحات البليغات العالمات بالأنساب.

كانت رضي الله عنها فقهية، خصوصًا فيما يتعلَّق بجوانب حياة النبي (صلى الله عليه وسلم)، وكانت عائشة تحثُّ سائلها ألَّا يستحي من عرض مسألته، وتقول له: "سَلْ فَأَنَا أُمُّكَ"، وقد أخذ عنها العلم نحو (299) من الصحابة والتابعين، منهم (67) امرأة.

أمَّا أم سلمة (رضي الله عنها) فكانت كما وصفها الذهبي "من فقهاء الصحابيات"، وممَّن روى كثيرًا من الأحاديث عن النبيِّ (صلى الله عليه وسلم)، وروى عنها كثيرٌ من الصحابة والتابعين بلغوا نحو (101)، منهم (23) امرأة.

وممن روي عنهن الحديث الشريف،: أسماء بنت أبي بكر الصديق، وأسماء بنت عميس، وجويرية بنت الحارث، وحفصة بنت عمر، وزينب بنت جحش (رضي الله عنهن).

ولم يغفل كبار كتَّاب الطبقات الترجمة للمرأة المسلمة خصوصًا في الرواية؛ فمحمد بن سعد ذكر كثيرًا من الصحابيات والتابعيات الراويات في كتابه (الطبقات الكبرى)، و(ابن الأثير) خصَّص جزءًا كاملًا للنساء في كتابه (أسد الغابة)، وفي كتاب (تقريب التهذيب) لـ ابن حجر العسقلاني ذكر أسماء (824) امرأة ممَّن اشتهرن بالرواية حتى مطلع القرن الثالث الهجري.

وقد تفرَّدت بعض المحدِّثات ببعض الروايات، مثل: (زينب بنت سليمان بن إبراهيم) المتوفاة (705هـ)، والتي أخذ العلم عنها (تقي الدين السبكي).

كما أجازت بعض العالمات المحدثات لعددٍ من كبار العلماء؛ فـ (زينب بنت عبد الله بن عبد الحليم بن تيمية) المتوفاة (725هـ) أجازت (ابن حجر العسقلاني) الذي روى -أيضًا- عن (عائشة بنت محمد بن عبد الهادي) التي كانت ذات سندٍ قويمٍ في الحديث، وحدَّث عنها خلقٌ كثير، وكانت توصف بأنَّها سهلة الإسماع ليِّنة الجانب، وروت عن محدِّثتين هما: (ست الفقهاء بنت الواسطي)، و(زينب بنت الكمال).

وأورد الإمام (الذهبي) قبله في كتابه (معجم شيوخ الذهبي) كثيرًا من شيخاته، وكان يقول عن بعضهن (توفيت شيختنا).

المرأة دوما وأبدا قائدة رائدة متى آمنت بنفسها وعملت على التنمية لمجتمعها ووطنها