مع استمرار الحرب الأوكرانية الروسية في يومها الثالث عشر، خيمت الحرب على كثير من السلع والمواد الغذائية، وخاصة سوق النفط العالمي.
وإثر تسجيل ارتفاع سعر النفط والغاز، تأثرت أسواق الأسهم بشدة، حيث ارتفعت أسعار النفط، بشكل جنوني متجاوزة 130 دولارا للبرميل، مما أدى إلى الخوف من حدوث أزمة اقتصادية عالمية، وحسب تصريحات نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، قال إن الأسعار النفط قد تقفز فوق 300 دولار للبرميل إذا حظرت الولايات المتحدة وأوروبا واردات الخام من روسيا.
وأضاف "نوفاك"، "من الواضح تماما أن رفض النفط الروسي سيؤدي إلى عواقب كارثية للسوق العالمي، والقفزة في الأسعار ستكون من المتعذر التنبؤ بها، سيصل السعر إلى 300 دولار للبرميل إن لم يكن أكثر".
وأكمل: "روسيا تعرف أين ستعيد توجيه النفط إذا رفضته أوروبا والولايات المتحدة، استبدال إمدادات النفط الروسي إلى أوروبا سيستغرق أكثر من عام، وأوروبا تدفعنا نحو حظر على تسليم الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، لكننا لم نتخذ هذا القرار حتى الآن".
وسجلت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، ارتفاعا ملحوظا لم يحدث منذ سنوات، حيث بلغ خام برنت 125 دولارا للبرميل ، أي أقل بنسبة 10% تقريبًا من أعلى مستوى في 14 عامًا.
أسعار النفط العالمية
وذكرت مصادر إعلامية عالمية، أن أسعار النفط العالمية شهدت قفزة كبيرة منذ بداية 2022، لنسبة تصل إلى 60%تقريبا، مع تزايد الخوف على النمو الاقتصادي العالمي، والذي يثير القلق هنا أن دولة الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تستهدف نموا أبطأ عند 5.5% هذا العام.
وفي هذا الصدد قال الدكتور أحمد سعيد خبير اقتصادي إن المشكلة لا تكمن فى زيادة سعر النفط ولكن فى هبوط القيمة الشرائية للدولار نتيجة تضخمه بفضل طباعة الحكومة الأمريكية ترليونات الدولارات بدون أي إنتاج يوازيها أثناء فرضها الحظر الكلي في زمن كورونا.
وأضاف "سعيد"، خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن القيمة الشرائية للدولار تستمر في الانخفاض بفضل عزم روسيا والصين على عدم استخدامها فى معاملاتهم التجارية، لذلك سينخفض الطلب، مما يؤدي إلى المزيد من تضخم الدولار.
وأشار "سعيد"، إلى أن في النهاية سيكون أمام المتعاملين في التجارة الدولية خيارات جديدة فى عملة الدفع(روبل & يوان)، فلم يعد الدولار العملة الوحيدة ذات القبول العالمى.
واختتم: "وإذا لو لم تكفر احد الدول النووية بالمنافسة الحرة فى التجارة وقررت هدم السوق، سيعيد السوق تقييم قيمة كل عملة وفقا لطاقتها الانتاجية، وما يحدث هو بالتأكيد في مصلحة فاعلية المنافسة فى السوق مما يصب بشكل مباشر في مصلحة المستهلك".
الحرب الأوكرانية الروسية
ومن جانبه قال الدكتور صلاح حافظ نائب رئيس هيئة البترول الأسبق إن الغاز يزداد سعره، نتيجة استيراد الدولة له، ومن هنا سوف تصبح الدولة في حالة مرهقة عن الانتهاء من مخزونها البترولي السائل.
وأضاف "حافظ"، خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر تتأثر بشدة نتيجة الحرب الأوكرانية الروسية، حيث أن أصبح لديها أزمة في المواد الغذائية والبترول السائل فقط، وذلك لأن مصر دولة مستوردة خالصة للبترول السائل.
وأشار "حافظ"، إلى أن مشكلة البترول تمثل مشكلة اقتصادية بحتة، وأضاف أن الجميع أصبح يسير نحو تخزين البترول قبل أن يزيد سعره مرة أخرى، مما سبب صراع اقتصادي كبير على مستوى العالم.
واختتم: "هناك خسارة كبيرة للدولة المصرية يسببها البترول السائل، مناشدا المواطنين: "حاولوا ان تقتصدوا في الحركة وكل ما هو يعمل عن طريق البترول، ويجب أن يتعاون الجميع لمساندة الدولة حول دخولها في أزمة البترول السائل".
وقال أنتوني بلينكين الأحد الماضي، إن واشنطن وحلفاء أوروبيين يدرسون الآن فرض حظر على واردات النفط الروسي، وتصاعد الموقف في أوكرانيا بسبب روسيا، التي تعد من أكبر منتجي النفط في العالم، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها وانخفاض الأسهم العالمية، مما أدى إلى انخفاض مؤشر نيكاي بما يزيد على 3 % صباح الأحد الماضي في طوكيو، ولذلك تعهد كيشيدا بالنظر في كل خيار لتخفيف تأثير ارتفاع أسعار النفط على الاقتصاد الياباني.
النفط والسلع الأولية
وسجل مؤشر نيكاي الياباني أكبر انخفاض له منذ سنين، بسبب ارتفاع أسعار النفط والسلع الأولية الأخرى وزيادة المخاوف من حدوث صدمة تضخمية مصحوبة بركود اقتصادي عالمي، حيث أغلق 25221.41 نقطة، وهو أكبر انخفاض له منذ 27 يناير.
وكانت أسعار النفط في يناير 1999 قد وصلت إلى حاجز متدني حيث بلغت 16 دولار بعد زيادة إنتاج النفط من العراق وتزامن مع الأزمة المالية الآسيوية، مما أدى إلى تراجع الطلب.
ثم زادت الأسعار بسرعة، لأكثر من الضعف بحلول سبتمبر 2000 فبلغت 35 دولارا، ثم انخفضت مرة أخرى حتى نهاية عام 2001، ثم اتجهت إلى الزيادة بشكل متطرد، وبلغت 40-50 بحلول سبتمبر 2004، وفي أكتوبر 2004 ارتفع سعر النفط الخام الخفيف للعقود الآجلة متجاوزا 53 دولارا في عقود تسليم نوفمبر و55 دولارا في عقود ديسمبر.
ثم بعد ذلك ارتفعت أسعار النفط الخام إلى مستوى قياسي فوق 60 دولارا في يونيو 2005، واستمر هذا الاتجاه في أوائل أغسطس 2005، وارتفعت العقود الآجلة لنحو 65 دولارا، كما واصل الطلب على البنزين ارتفاعه على الرغم من ارتفاع الأسعار، وصل سعر النفط الخام وصل إلى ذروته في يوليه 2006 فحقق أكثر من 77 دولارا، وفي ديسمبر 2006 بلغ نحو 63 دولارا.
وفي سبتمبر 2007، تجاوز خام تكساس حاجز 80 دولارا، عوامل متعددة تسببت في ارتفاع هذه الأسعار، منها أن زيادة إنتاج أوبك كانت أقل من المتوقع، وانخفاض أسعار الأسهم في الولايات المتحدة بأقل من توقعات الخبراء، والتغيرات في السياسات النفطية الاتحادية، وتعرض ستة من خطوط الأنابيب لهجوم من قبل مجموعة يسارية في المكسيك، وفي أكتوبر 2007 ارتفع الخام الأميركي الخفيف فوق 90 دولارا للمرة الأولى، بسبب مزيج من حدة التوتر في شرق تركيا وانخفاض قيمة الدولار.
وفي يناير 2008، بلغ متوسط سعر برميل النفط خلال تلك السنة 94 دولار وفق إحصائية منظمة أوبك وتأرجح سعر النفط خلال هذه السنة.