دخلت الحرب الروسية الأوكرانية يومها الثالث عشر، بإعلان روسيا وقف مؤقت لإطلاق النار، داخل عدد من المدن الأوكرانية الكبرى لتوفير ممرا إنسانية لخروج المدنيين الراغبين بمغادرة مناطق القتال.
وفي هذا التقرير، نستعرض أبرز تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، وأين وقفت القوات الروسية على جميع الجبهات، بعد 13 يوما من القتال.
وقف إطلاق النار بشكل مؤقت
كانت أخر التطورات، ما أعلنه مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، عن بدء وقف إطلاق النار في العاشرة من صباح اليوم، وقال: "الساعة 10 من صباح الثلاثاء سنوقف اطلاق النار للسماح بإجلاء المدنيين"، من جانبها ردت السلطات الأوكرانية بأن الجيش الروسي، يمنع إجلاء المدنيين ويقف في وجه وصول المنظمات الإنسانية إلى الأماكن المنكوبة.
وفي ليل أمس، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن مهمة تنفيذ العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، تشمل فقط العسكريين المحترفين، مؤكدا أنه جنود الخدمة الإلزامية في الجيش الروسي لن يشاركوا في العملية العسكرية في أوكرانيا.
وأضاف بوتين أن المهام المحددة يتم حلها فقط من قبل عسكريين محترفين، أنه مقتنع بأنهم سيضمنون بشكل موثوق الأمن والسلام لشعب روسيا، مؤكدا أن العملية العسكرية في أوكرانيا تحقق أهدافها المحددة.
الرئيس زيلينسكي باق في كييف
من جانبه قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، إن أوكرانيا ستقوم بكل ما يلزم لكسب الحرب ضد روسيا، وأنه سيبقى في العاصمة الأوكرانية كييف دون اختباء.
كما أنه في تصريحات سابقة، قال إنه يوجد حلول محتملة لمطالب روسيا ولكن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يخرج من فقاعته ويبدأ التفاوض معأوكرانيا، داعيا إلى مقاطعة النفط الروسي وجميع الصادرات والواردات.
أما على الصعيد العسكري، فإن القوات الروسية تحرز تقدما ملحوظا في جبهات القتال، فيما تؤكد السلطات الأوكرانية أن القوات الروسية تستعد لشن هجوم شامل على كييف، وتؤكد بيانات وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، اليوم الثلاثاء، أن روسيا نشرت في أوكرانيا 100% تقريبا من القوات التي حشدتها للغزو.
التطورات العسكرية على الأرض
وكان مسئول في البنتاجون أكد أمس، أن التقدم الرئيسي للقوات الروسية باتجاه كييف لا يزال متوقفا، موضحا أن البنتاجون يعتقد أن القوات الروسية لا تزال خارج العاصمة، خاصة لأن تقدم القافلة العسكرية الروسية متوقفا منذ 6 مارس، وكانت تبعد 25 كم عن وسط كييف.
وطبقا للمسؤول الأمريكي، فإن القوات الروسية تركز قصفها من الضربات الصاروخية، على طول خطوط، شمالًا باتجاه كييف، ومن الجنوب من شبه جزيرة القرم باتجاه ميكولايف ونحو ماريوبول والشمال الشرقي باتجاه خاركيف.
حققت القوات الروسية، في الأيام الأولى للقتال مكاسب سريعة، بعدما تقدمت الأفواج العسكرية على الأرض، أو المحمولة جوا من بيلاروسيا باتجاه نهر دنيبر مرورا بتشيرنوبل والتي احتلها في مساء اليوم الأول للقتال الخميس 24 فبراير.
زحف روسي متواصل نحو كييف
وفي الأيام التالية زحفت قافلة المركبات العسكرية الروسية باتجاه كييف ووقفت على بعد 30 كم من وسط المدينة، واحتلت تشيرنيهيف، وطبقا للجيش الأوكراني فإن المدينة لاتزال تتعرض للقصف، كما زحفت قوات الجيش الروسي، باتجاه العاصمة من الجبهة الشرقية، واحتشدت قوات ضخمة حول منطقة تروبورتنو.
وأيضا في الثلاثة أيام الأولى، وفي الجبهة الشمالية، تناوبت القوات الروسية والاوكرانية السيطرة على مطار جوستوميل، وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت عن تحييدها 200 عنصر من القوات الخاصة الأوكرانية في المطار.
شهدت الأيام الماضية قصفا مكثفا على مناطق في الشمال الغربي من العاصمة كييف، وخرج حوالي 2000 مدني من منطقة إيربين، بالتزامن مع القصف الروسي على المدينة وعدم إحراز القوات البرية تقدما إلى أبعد من ضواحي المدينة.
جبهات القتال في الشرق الأوكراني
وتقول وزارة الدفاع البريطانية إن طليعة قافلة طويلة من المركبات العسكرية الروسية لا تزال في هذه المنطقة ولم تحرز سوى تقدم ضئيل في الأيام القليلة الماضية.
تعتبر جبهة القتال الشرقية، هي منطقة الجهود الرئيسية للجيش الأوكراني منذ الأيام الأولى للحرب، حيث تقع المناطق الانفصالية المدعومة من روسيا وهما دونيتسك ولوجانسك، إلى جانب الجبهة الرئيسية للجيش الأوكراني على الحدود مع دونباس، وخاركييف ثاني أكبر المدن الأوكرانية، والتي تتعرض لقصف جوي عنيف باستمرار.
وهذه الجبهة لم تحقق فيها القوات الروسية، تقدما كبيرا، وتتبادل مع القوات الأوكرانية السيطرة على بعض المناطق خاصة القريبة من خاركيف، ويعتقد محللون أن حوالي 15 ألف انفصالي مسلح تدعمهم روسيا في دونتسك ولوجانسك، يساعدون القوات الروسية ميدانيا، وتعتقد أوكرانيا أن عدد هؤلاء الانفصاليين أكثر من ذلك.
وقف القتال وفتح ممرات إنسانية
تحقق القوات الروسية، تقدما في الجبهة الجنوبية تحديدا، ففي الأيام الأولى للهجوم أنزلت القوات الروسية، قواتها في أوديسيا، وتقدمت باتجاه خيرسون، من شبه جزيرة القرم، ومؤخرا تحاصر أوشكت على الاستيلاء على مدينة ماريوبول الساحلية.
وتفيد تقارير بنضوب مياه الشرب في المدينة وانقطاع التيار الكهربائي، وبأن الشوارع تغص بجثث القتلى، وتستهدف القوات الروسية أيضا مدينة ميكولايف لأن ذلك من شأنه تمهيد الطريق أمامها إلى ميناء أوديسا، وترى الولايات المتحدة أن الهجوم على أوديسا ليس وشيكا، لكن القوات الأوكرانية في المدينة تتأهب لهجوم في الأيام القليلة المقبلة.
واقترحت روسيا أمس الاثنين تدشين 6 ممرات إنسانية في مدن رئيسية، أربعة تؤدي إلى روسيا في جهة الشرق، أو إلى بيلاروسيا في جهة الشمال، وهو ما ادانته أوكرانيا ووصفته بأنه غير أخلاقي.