الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مرسيدس وفورد ورينو وفولكس فاجن …لماذا تعيد شركات السيارات هيكلة إداراتها وتفصلها؟

إعادة هيكلة الشركات
إعادة هيكلة الشركات الكبرى في قطاع السيارات

 

الأخبار المتداولة بشأن المفاوضات بين مجموعة فولكس فاجن وشركة بورشه لطرحها للاكتتاب العام في البورصة تجعلها المثال الأشهر لما يحدث حاليا من إعادة هيكلة لقطاع السيارات والاتجاه المتزايد لتقسيم شركات السيارات العريقة و ذائعة الصيت إلى عدة شركات أصغر، ولكن ما السبب وراء تلك القرارات؟

 

وفقا لتقرير مجلة "أوتو كار"، المتخصص في النقل، يتلخص سبب قيام المصنّعين ومورديهم بهذا الفصل لسببين، زيادة قيمة العلامة التجارية في السوق و إعطاءها فرصة لترتفع أسهمها، والسبب الآخر إعداد أنفسهم بشكل أفضل للتحول إلى عصر السيارات الكهربائية بشكل أفضل وإدارة منفصلة بعيدًا عن سيارات محركات الاحتراق الداخلي.

 

يعتبر قرار مجموعة فولكس فاجن بإدراج 25٪ من بورشه في سوق الأوراق المالية مثالاً للسبب الأول وهو ارتفاع قيمتها السوقية بهذه الخطوة، لطالما كانت بورشه الذراع الأكثر ربحية لمجموعة فولكس فاجن في السنوات الأخيرة، وبالتالي فإن إدراجها بشكل منفصل يمكن أن يجعل قيمتها تصل إلى 90 مليار يورو أي أنها تقترب من قيمة مجموعة فولكس فاجن كلها التي تقدر قيمتها السوقية بـ 116 مليار يورو وفقا لسعر سهمها الحالي.

 

علق على أمر الاكتتاب الأولي في البورصة بنك الاستثمار Jefferies قائلا إن  "فولكس فاجن تستخدم الاكتتاب العام الأولي لزيادة رأس المال بشكل فعال". كما أن قرار فصل بورشه عن مجموعة فولكس فاجن وجعلها كيانا مستقلا يمنحها مزيدًا من الحرية وهي العلامة التجارية الفاخرة التي طالما شعرت بالغضب من الاضطرار إلى مشاركة المنصات التصنيعية مع العلامات التجارية الأخرى، حتى مع أودي.

 

بينما السبب الثاني في الفصل بين العلامات التجارية يأتي ليفسح المجال للتحول للسيارات الكهربائية، والمثال الأشهر شركة "فورد موتورز" الأمريكية، حيث أعلنت أنها كانت تقسم أعمالها في مجال السيارات إلى قسمين منفصلين، أحدهما للسيارات الكهربائية والآخر للسيارات الاحتراق الداخلي باسم فورد بلو.

 

تقوم الفكرة على أن قسم السيارات الكهربائية - Ford Model E - سوف يستغل نقاط القوة الخاصة به بشكل أفضل مثل العلاقات الوثيقة بالشركات الناشئة من الموردين، في حين أن قسم Ford Blue سوف يركز أكثر على التكاليف والطرق المتاحة لجني هوامش أرباح أكبر ومبيعات أفضل من سوق السيارات التقليدية الآخذ في التراجع، وبالتالي الفصل في الأقسام يجعل كل قطاع يعمل بأكثر تركيز وكفاءة.

 

قال "جيم فارلي"، الرئيس التنفيذي لشركة فورد: "الحقيقة هي أن مؤسستنا بطريقتها القديمة كانت تعيقنا عن التقدم، كان علينا التغيير. عملاء سيارات الاحتراق مختلفون عن سيارات الكهرباء، نعتقد أن طريقة مخاطية والوصول لكليهما مختلفا بشكل كبير ويحتاج لاستراتيجية مختلفة. تختلف عملية تطوير المنتج وأنواع المنتجات في كلا القطاعين، سلاسل توريد المشتريات كلها مختلفة، طريقة العمل والكفاءات اللازمة مختلفة ".

 

قامت شركة مرسيدس بنز أيضا بفصل قسم الشاحنات التجارية عن بقية خطوط إنتاجها في ديسمبر الماضي.

قال Ola Källenius ، الرئيس التنفيذي لكيان مرسيدس بنز للسيارات والشاحنات، في اجتماع أكتوبر الماضي الذي كان حاسما في موضوع الفصل بين المنتجات "تلبي الشاحنات والسيارات متطلبات مختلفة وبالتالي لديهم عملاء مختلفون ولديهم حلول ومجموعات تقنية مختلفة سواء من جانب العميل أو المستثمر."

 

وعلى الرغم من أن عملية الفصل بين المنتجات في شركات وإدارات مختلفة يعتبر عملية معقدة للغاية ولكن في الجانب الإيجابي تقسيم مفيد جدا للمستثمرين، حيث يمكنهم معرفة نقاط القوة والضعف بشكل أوضح بكثير والتوجه المستقبلي الخاص بكل قسم.

 

كما صرح مؤخرا، الرئيس التنفيذي لمجموعة "رينو"، لوكا دي ميو ، إن شركته يمكنها فصل خطوط إنتاج السيارات الكهربائية الخاصة بها عن أنشطة تصنيع سيارات الاحتراق، تزامنا مع انتقال الأعمال من قارة أوروبا.