EN 
دعونا نعيش مع هذا المقال فى دهاليز جرائم الاعتداء على الشرف والاعتبار إذا ارتُكبت بطريق التقنيات الحديثة فى الاتصال مثل الإنترنت والهواتف النقاله أو أية أجهزة اتصال أخرى، فإنها تُعد إساءة لاستعمال أجهزة الاتصالات وإزعاجاً للغير فى ذلك الوقت.
وتُعد جرائم القذف والسب هي الأكثر شيوعاً من بين الجرائم التي تُرتكب عبر الإنترنت والهواتف النقاله وأجهزة الاتصالات الحديثة، فيتم القذف قولاً فى مواجهة المجني عليه عبر خطوط الاتصالات أو كتابة أو رسماً عبر المبادلات الإلكترونية وصفحات الويب أو غُرف الدردشة أو الرسائل القصيرة أو الرسائل المسجلة عبر البريد الصوتي.
وفى ذات السياق نود التأكيد على أن شبكة الإنترنت تعتبر نشره إعلاميه نظراً لمتابعتها من مستخدمى الإنترنت وبالتالي فإن القذف على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى يعتبر كالنشر فى الصحف أو عبر الإعلام ومن ثم تنطبق نصوص قانون العقوبات التقليدية إذا إرتكتب الجريمة عبر شبكة الإنترنت.
كما يجب التأكيد بأنه إذا كان الأصل فى القذف أن يكون علنياً إلا أنه إذا وقع بواسطة التليفون أو من خلال البريد الإلكتروني فلا يشترط فيه العلانية، وتقع الجريمة فى هذه الحالة سواء كان المستمع إلى التليفون هو المجني عليه شخصياً أو أحداً غيره، ويكون الغير فى هذه الحالة شاهداً على الجريمة.
وإذا كان ما سلف بيانه فيجب الحذر كل الحذر من ارتكاب نشاط إجرامى من خلال التليفون المحمول أو من خلال البريد الإلكتروني الذى يرسله الشخص للمجني عليه نفسه أو إلى أشخاص آخرين أراد إطلاعهم على ما ينسبه لهذا المجنى عليه، ويستوى أن تكون الرسالة مكتوبه أو صوتية أو أي شكل من أشكال التعبير.
وفى النهاية »يجب التأكيد على أن الوعى بالقانون ليس مجرد معرفة التشريعات والنصوص القانونية بل هو صوره متمازجه وشامله لكل أنواع الثقافه العامه فى المجتمع وفى مقدمتها الوعى الاجتماعى، وهذا يعنى ضرورة استيعاب المواطن لكل ما يدور حوله من علاقات ومفاهيم من خلال تصورات قانونيه سليمه، يهدف من خلالها إلى اعتبار القانون قيمه من القيم التى يحترمها، وأن يتعامل مع واجباته بوصفها شيئاً وجد لمصلحته حاضراً له ومستقبلاً لأبنائه«.
