بعد نجاح رحلته من قنا إلى الاسكندرية ليلة رأس العام الحالى، بالدراجة الهوائية" العجلة" قرر العم أحمد غزالى تكرار التجربة مرة أخرى، لكن من أسوان إلى الاسكندرية، تشجيعاً للرياضة وحث الشباب على العودة إلى ممارسة الرياضة، بجانب التعريف بمشروعات حياة كريمة وجهود الدولة لتحقيق حلم الجمهورية الجديدة.
العم أحمد غزالى" بائع متجول" كان يعمل فى وظيفة حكومية، لكن لظروف مرضية تركت أثرها فى إعاقة بالقدم، ترك وظيفته مكتفياً بما يتحصل عليه من معاش شهرى، لكنه لم يركن إلى حياة الكسل والخمول كما يفعل الكثيرون، فاستثمر وقت الفراغ فى بيع التسالى والحلويات عبر دراجة هوائية بسيطة وغير مجهزة" عجلة".
التحدى ليس فقط فى سنوات العم أحمد غزالى، التى قاربت من الستين عاماً، لكنها فى إعاقة القدم التى كانت كفيلة بأن تجعله حبيس جدران منزله المتواضع، وضعف الإمكانيات المادية، وظروف الطقس المتقلبة، التى تمكنه من خوض مغامرة السفر عبر دراجة هوائية، يستغرق السفر بها ما لا يقل عن ثمانية أيام، يقطع خلالها مئات الأميال لتحقيق حلمه.
قال أحمد غزالى" بائع متجول "خرجت معاش مبكر نتيجة ظروف صحية تسببت فى حدوث إعاقة بالقدم، ومن وقتها و أنا أتجول بدراجتى الهوائية و لأبيع ما يتاح لى شرائه من مسليات وحلويات لتدبير نفقاتى و أسرتى ، إضافة على أننى أحب الرياضة و التجول بالدراجة الهوائية " العجلة" التى أرى أن الاعتماد عليها سوف يساهم فى حل الكثير من المشاكل التى تواجهنا سواء صحية أو اقتصادية .
و استطرد غزالى، فى بداية عام 2022 وتحدياً ليلة رأس السنة، نفذت مغامرتى ، برحلة من قنا إلى الاسكندرية بدراجتى المتواضعة، واستغرقت فيها 8 أيام وسط الأمطار التى اضطرتنى للمبيت فى فنادق خلال رحلتى بين المحافظات المختلفة، وهو ما كان سبباً فى تحميلى أعباء إضافية، و لم تكن هذه الرحلة هى الأولى، لكنى خضت قبلها رحلة كانت بسيطة، فرحلتى الأولى كانت فى 2020 للتوعية بمخاطر فيروس كورونا المستجد وضرورة أخذ الاحتياطات و الإجراءات اللازمة للوقاية منه، أما الرحلة الثانية فى 2021 فكانت للتوعية بمشروعات مبادرة حياة كريمة ، كل ذلك بمجهود ذاتى إحساساً منى بمسئوليتى المجتمعية.
و أشار غزالى، إلى أن الرحلات التى يخوضها ليست عشوائية، لكن لها أهداف قوية، فى مقدمتها تشجيع الرياضة، وحث الشباب و الكبار على ضرورة ممارسة الرياضة، لأنها السبيل الأول لأجساد صحية وعقول سليمة، بجانب حبه للسفر والتجول بين البلاد والذى يكسبه خبرات ومعارف جديدة، مضيفاً بأن كلفته ثمانية آلاف جنيه رغم الظروف الصعبة، لكنه كان سعيداً باكتمال الرحلة حتى النهاية.
و أوضح غزالى، بأن الرحلات التى يخوضها يستعد لها قبلها بفترة مناسبة، تبدأ بالحصول على التصاريح اللازمة لخوض الرحلة، بعدها الكشف على الدراجة و تجهيزها للرحلة الطويلة التى قد تستغرق بضعة أيام، مع إحضار المستلزمات الهامة والضرورية لمواجهة أى أعطال طارئة قد تحدث خلال الرحلة، إضافة لأخذ منتجات غذائية متنوعة، لافتاً إلى أن رحلاته تبدأ دائماً بعد صلاة الفجر، وتستمر على المساء، لتبدأ بعدها رحلة البحث عن فندق قريب للمبيت استكمال الرحلة فى الصباح، وقد يواصل السير بالدراجة لمسافة 30 كيلو متر متواصلة دون راحلة للتقليل من زمن الرحلة وبالتالى التخفيف من تكاليفها.
و أضاف غزالى، بأن رحلاته يوثقها بالصور خلال تواجده بالمداخل الرئيسية للمدن التى مر عليها وأسفل اللافتات الكبيرة، للتأكيد على جدية الأمر، والرحلة الأخيرة تم توثيقها فى ألبوم كامل مع شرح توضيحى للمناطق التى زارها، مطالباً الشباب والرياضة بأن تساعده فى رحلته القادمة من أسوان للاسكندرية للتخفيف من تكلفة الرحلة التى تصل لمبالغ كبيرة لا يستطيع تحملها فى كل مرة.