الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صناعة الأمل

صدى البلد

ما بين تحورات كورونا وقاتمة الحرب بين روسيا وأوكرانيا والتهديد باستخدام واستهداف المحطات النووية يعيش العالم حالة من التوتر، فما لبثنا نحاول أن نتخطى أحزان كورونا بتحوراتها وضحاياها الكثر على مستوى الكرة الأرضية التي لم تفرق بين دول غنية أو فقيرة وخسائرها الاقتصادية الناجمة عن حالة الإغلاق والتقوقع ، حتي ابتلي الكوكب بحرب روسية أوكرانية لها تبعاتها على كل دول العالم وضغوط دولية وإنسانية أفرزت حالة من الكابة والركود النفسي. 

ويكفي نظرة على صفحات التواصل الاجتماعي التي تمتلئ بطاقات سلبية مزعجة، فأصبحنا بين إما دعوات بالرحمة أو الشفاء العاجل أوطلب الستر من الله ,ولو فكرت في مطالعة القنوات الإخبارية فالمشكلة أكبر وحالة من القلق تتوالي مع أخبار الحرب الروسية الأوكرانية التي تحبس أنفاس العالم  في تأثيراتها الاقتصادية أو السياسية أو حتي سيناريوهاتها المحتملة وتبعاتها دوليا وإقليميا.

أزمات بالغة التعقيد تخطت الحدود الجغرافية عبرت بتداعياتها لتصنع حالة من الكابة العالمية لملامح  يكسوها العبوس ,وبات الجميع في أمس الحاجة لصناعة البهجة والأمل تلك الكلمات السحرية التي تقتحم العقول قبل القلوب والقادرة على تحويل كل التحديات في الحياة إلى نجاحات وبدايات جديدة.

فلا توجد قوة في الحياة تغير المجتمعات نحو الأفضل أكبر من قوة الأمل ,وصناعة الأمل مسؤولية فردية ومجتمعية تبدا من داخلنا أولا حيث تحريك الراكد فكل منا مسؤول ومؤتمن في خدمة الوطن والإنسانية فانت من تصنع المواقف. 

والأشياء الصغيرة تصنع آمالاً كبيرة تكون فارقة في حياة من حولنا، فلنبدأ من أنفسنا بالابتسامة لكونها برقية أمل ورسالة تسامح نحاول من خلالها أن ننشر الفرح في محيطنا ودوائرنا القريبة أن نعلم ثقافة الأمل ونجعلها ثقافة مجتمعية وقيمة حياتية ورؤية إنسانية لتجاوز المحن  وقهر المخاوف  وكسر حواجز التحدي والإحباط وصولا لبلوغ الامال وفتح أبوابا للنور والجمال ,ولنحذرمن وهم الخوف والتردد والجهل والعجز وفقدان الثقة بالذات فهم لصوص الامل. 

علي المجتمع بكل مكوناته صناعة ثقافة جديدة عنوانها الأمل حتي  يتجاوز أزماته بأقل الأضرار، ولنقدم نموذجاً حضارياً يبشر بانفراجة في كل مناحي الحياة ولنحارب اليأس بكل إفرازاته وأدواته لنعطي للآخرين بصيص أمل حقيقي فقدنا ملامح الطريق إليه  بعيدا عن الشعارات الجوفاء ,حتي نستطيع مواجهة التحديات والتداعيات . 

ولابد من انتهاج سياسات إعلامية مختلفة  تنظرإلى نصف الكوب الممتلئ  لاستعادة روح الإنسان المنهكة بعيدا عن التشاؤم والياس والحزن, فالمتابع للمشهد الثقافى والإعلامى والفنى يجد أن وسائل إعلامية كثيرة الا من رحم ربي والتى تدخل بيوت السواد الأعظم سواء من خلال شاشات الفضائيات أو الاعلام الجديد الذي يتسلل إلينا عبر منصاته الإلكترونية أصبحت لا تصدر للمشاهد سوى المشاهد السوداوية والأزمات والمشكلات والجرائم وكل الحالات الشاذة.

وفنا لا يختلف كثيرا فاغلبه لا يكرس سوي لقيم الغاب بالفاظ خادشة مهترئة تهدم ولا تبني  باستثاء أعمال لا تتعدي أصابع اليد الواحدة فلماذا لا يتم التركيز على الزاويا المشرقة والنماذج الملهمة التي تمنح بارقة أمل لتحقيق الإنجاز والعبور نحو المستقبل برؤية إيجابية متفائلة ليتحول الحلم الي حقيقة. 

نحتاج لزراعة الأمل إكسير الحياة الذي فقدنا ملامح الطريق إليه ليتحول الفشل والإحباط  لطاقة عمل جبارة تكون قادرة على الإنجاز والتخيل والإبداع وصناعة المعجزات وهذا ليس بالصعب لكن الأصعب هو ترجمة الأمل إلى واقع وهو التحدي الحقيقي.