واصل وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن جولته الأوروبية، وزار بولندا قادما من بروكسل، حيث اجتمع مع وزراء الخارجية من حلف شمال الأطلسي ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى والاتحاد الأوروبي، الجمعة، لبحث جهود الغرب لردع روسيا من خلال برنامج عقوبات قاسية.
أنتوني بلينكن على الحدود
وقال أنتوني بلينكن، الجمعة، إن حلف شمال الأطلسي، الذي وصفه بأنه حلف دفاعي، يسعى لمنع انتشار الحرب إلى خارج أوكرانيا.
وفي إطار جولته والدعم الذي تقدمه بلاده لأوكرانيا منذ اندلاع الحرب وقبلها، زار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت، الحدود البولندية الأوكرانية التي عبرها مئات آلاف الأشخاص منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
وأطلع المسؤولون البولنديون بلينكن على الأزمة الإنسانية التي تسبب بها دخول الجيش الروسي أوكرانيا، حيث شاهد المسؤول الأمريكي رفيع المستوى مئات الأوكرانيين وهم يجتازون معبر كورتجوفا كراكوفيتس.
كما أكد الوزير الأميركي للاجئين أن "دولاً كثيرة تعمل لمساعدتكم والتخفيف عنكم"، مشدداً: "سنعاقب روسيا جراء حربها في أوكرانيا".
وقال الباحث في الشؤون الدولية، رامي إبراهيم، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى دول أوروبا الشرقية ومن قبلها لقاؤه مع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي "الناتو"، تأتي لأسباب متعددة منها تشكيل تكتل أوروبي أمريكي في مواجهة الهجوم الروسي لأوكرانيا.
تكتل أمريكي لردع روسيا
وأضاف الباحث في الشؤون الدولية، أن الأسباب تتضمن أيضا تطمينات واضحة وصريحة من الولايات المتحدة الأمريكية لدول شرق أوروبا سواء تلك الدول العضو في حلف شمال الأطلسي أو الدول التي لديها حدود مشتركة مع أوكرانيا وليست عضو في الناتو، خاصة وأن هذه الدول بشكل أو بآخر مطالبة بدور في الحرب الروسية الأوكرانية، سواء باستقبال اللاجئين، أو بعبور الإمدادات العسكرية الغربية منها إلى كييف لمواصلة الحرب.
وأوضح رامي إبراهيم، أن هناك تخوفات لدى الدول التي لديها حدود مشتركة مع كييف من توسيع رقعة الحرب لتصل إلى أراضيها، كما أن بعض هذه الدول تخشى من استهداف روسيا لأراضيها حال تحصلت موسكو على معلومات مؤكدة من وصول إمدادات عسكرية إلى أوكرانيا عبر أراضي هذه الدول، هذا إلى جانب إجراء مشاورات لإيجاد حلول لأزمة اللاجئين خاصة وأن الأعداد تتزايد يوميا.
ولفت الباحث في الشؤون الدولية، إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، قد ينجح في الوصول إلى تشكيل تكتل ضد روسيا، وذلك بعد أن تحصل هذه الدول على التطمينات الكافية بأن الولايات المتحدة ستهب للدفاع عنهم وخاصة الدول الأعضاء في الناتو، مضيفا أن "الدول التي ليست عضو في الحلف قد تتخوف من الانضمام لأي تحالفات غربية قد لا تستطيع حمايتها".
وأفاد رامي إبراهيم، بأن الهدف الأهم لزبارة أنتوني بلينكن هو تعزيز قدرات حلف الناتو على حدود أوروبا الشرقية، لمواجهة أي عمليات عسكرية روسية قد تتخطة الحدود الأوكرانية، أو قيام مسكوا بأي عمليات استفزازية ضد دول الجوار الأوكراني، وأيضا ضمان وصول المساعدات العسكرية لكييف.
أكثر من مليون لاجئ
واختتم الباحث، أن تحذّير وزير الخارجية الأمريكي من أن نهاية الحرب في أوكرانيا قد لا تكون وشيكة، تؤكد مساعيه في شرق أوروبا، وأن الحرب قد تمد لفترة طويلة وأيضا قد تتوسع رقعتها بارتفاع سقف الطموحات والأطماع الروسية، لذلك تسعى أمريكا على وضعها في إطار محدد لا يتجاوز الأراضي الأوكرانية، مع ضمان استمرارها لفترة وجيزة تضمن انهاك روسيا اقتصاديا وعسكريا.
يشار إلى أنه بحسب آخر أرقام الأمم المتحدة التي صدرت السبت، غادر نحو 1,37 مليون شخص أوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية الروسية في هذا البلد.
ولفتت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على موقعها إلى وصول عدد المغادرين من أوكرانيا إلى 1,368,864 لاجئاً عند الساعة 12,15 بتوقيت جرينتش، أي بما يزيد بنحو 160 ألف لاجئ عن التعداد السابق الذي نُشر الجمعة.
كما قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تغريدة السبت: "غادر 1,3 مليون شخص من أوكرانيا بحثاً عن مكان آمن، وما لم ينتهِ الصراع فوراً، قد يضطر ملايين آخرون إلى المغادرة".
وتتوقع السلطات والأمم المتحدة أن يزداد تدفق اللاجئين في وقت يواصل الجيش الروسي تقدمه في أوكرانيا، مع استمرار القتال حول العاصمة كييف، وتقدر الأمم المتحدة أن يغادر 4 ملايين شخص البلاد هرباً من الحرب.
وتستضيف بولندا أكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين منذ بداية الهجوم الروسي، ووصل عددهم إلى 756,303 في بولندا السبت، بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أي أكثر بـ106,400 مما كان العدد الجمعة و55,3% من المجموع الذي تم إحصاؤه.