الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تراها تنتهي؟

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

يبدو أن العمليات العسكرية الروسية فى أوكرانيا ستأخذ مداها لدرجة جعلت المراقبين الدوليين والمحللين العسكريين لا يستطيعون أن يحددوا موعدًا لنهايتها، فمع دخولها الأسبوع الثانى وضبابية الأنباء يتأكد لك أن هناك حلقة مفقودة في هذه المرحلة من الصراع الروسي الأوكراني.

ومع تتبع الأنباء تقع فى حيرة، فكييف تواصل بث أخبار تؤكد تحقيقها انتصارات على موسكو وقتل وأسر المزيد والمزيد من الجنود الروس ونفي ما تردد عن هروب الرئيس الأوكراني إلى بولندا، ومن جانبه يظهر الرئيس الأوكراني فى فيديو من تصويره فى مكتبه فى العاصمة كييف يقول فيه للعالم أجمع إنه لا يزال فى بلاده وأنه لم ولن يهرب وأنه باق لآخر رمق له، ليس هذا فقط بل المواطنون الأوكرانيون يبثون مشاهد حية فى الشوارع يتصدون فيها للتقدم الروسى فى بلادهم..  

وعلى الجانب الآخر، هناك روسيا تؤكد خسائر فى صفوف قواتها وآلياتها العسكرية ولكنها تتحدث عن مواصلة عملياتها حتى تتحقق أهدافها ؛ حتى كلمة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين التى بثتها وسائل الإعلام المختلفة لم تكن المتوقعة ولم تعط إجابات قاطعة للتساؤلات المطروحة حول هذه المرحلة من تاريخ العالم بصفة عامة والقارة العجوز بكل تكتلاتها بصفة خاصة.

وإذا تحدثنا عن إجراءات الدول الداعمة لأوكرانيا ضد روسيا نجدها تتسم بالحدة فى جزئية ما واللين فى منطقة أخرى مما يجعلك تتنبأ بأن الغرب يعطى لروسيا فرصة العودة إلى لغة الحوار والتفاوض وربما الاتفاق وطى صفحة تعيد إلى الأذهان مخاوف حربا عالمية ثالثة. 

لا ننسى أيضا أن نشير إلى إجراءات الفيس وتوابعه ضد روسيا ورد روسيا بالمثل .. ووسط كل هذه التصعيدات يترقب المجتمع الدولى ردة فعل كوريا الشمالية والصين الحليفين القويين لروسيا وإلى أى مدى سيطول الصمت وهل صمت بوينج يانج من الممكن تصنيفه بأنه ما يسبق العاصفة؛  وماذا تتوقعه الولايات المتحدة ومن معها من الصين وهل ستلوّح واشنطن بملف حقوق الإنسان الصينى لإجبار بكين على البقاء فى وضعية لست معكم وأيضا لست عليكم .. 

والسؤال المهم إلى متى ستواصل العمليات الروسية فى أوكرانيا ؟ ومن الفائز؟ وماذا بعد هذه المرحلة؟ تساؤلات وتوقعات ربما يستطيع الإجابة عنها من أشعلوا الحدود الروسية الأوكرانية ولكنهم بالطبع لن يعيدوا المنطقة إلى ما كانت عليه ولن يستطيعوا أن يعيدوا اللبن المسكوب على الأرض فقط يترقبون ويرقبون كل من يبكي على اللبن ومن يستفيد من آثار سكب اللبن ومن يسعى للمزيد من سكب اللبن فى مناطق الحدود الروسية لأن موسكو فى هذه الآونة بدبها الروسى يستشعر منها الأنجلو أمريكان الخطر مثلما استشعروه قديما من ألمانيا وهتلرها الذى قسمت بلاده وفرضت عليها إتاوات بمسميات شتى ومُنع جيشها من التحديث وتحدد إعداده وأقيمت القواعد العسكرية الأمريكية فى بلاده حتى لا تصبح كما كانت فى القرن الماضى ولا يوجد فيها هتلر جديد ولا حتى عسكرى نابغ. .

فلننتظر وتتوقع ولكن حذار أن نقارن بين ما يحدث في الغرب وما حدث ويحدث فى الشرق فشتان بينهما ..