الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسوأ كوابيس العالم في أوكرانيا.. سلامة 15 مفاعلا نوويا مهددة بسبب الحرب

أرشيفية لمفاعل تشرنوبل
أرشيفية لمفاعل تشرنوبل

استولت القوات الروسية، أمس الجمعة، على أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا بعد هجوم صاروخي أشعل فيها النار وأثار لفترة وجيزة مخاوف في جميع أنحاء العالم من كارثة، في أكثر تحول مخيف حتى الآن من غزو موسكو لأوكرانيا، وفق ما ذكرت صحف أمريكية.

قال مسئولون من الأمم المتحدة وأوكرانيون إن رجال الإطفاء أخمدوا الحريق ولم يتسرب أي إشعاع.

وواصلت القوات الروسية هجومها المستمر منذ ١٠ أيام على جبهات متعددة، رغم أنها لم تكسب على ما يبدو أرضية مهمة في القتال، بينما تجاوز عدد اللاجئين الفارين من البلاد 1.2 مليون.

مع تصاعد الإدانة العالمية، اتخذ الكرملين إجراءات صارمة ضد نشر الأنباء في الداخل الروسي، وحظر “فيسبوك” و"تويتر" وشبكات “بي بي سي” وصحيفة “فويس أوف أمريكا”. 

ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قانون يجعل نشر ما يسمى “الأخبار الكاذبة” جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 15 عامًا، بما في ذلك أي شيء يتعارض مع الخط الحكومي الرسمي بشأن الحرب.

وقالت العديد من المنصات الإعلامية إنها ستتوقف مؤقتًا عن عملها داخل روسيا خلال تقييمها للوضع. 

وأعلنت شبكات “سي إن إن” و"سي بي إس نيوز" أنهما ستتوقفان عن البث في روسيا، وعلقت “بلومبرج” مؤقتًا عمل صحفييها هناك.

وعن الوضع على الأرض، تهدد موسكو كييف بحشودها المتوقفة خارج العاصمة.

وأطلق جيش بوتين مئات الصواريخ وقذائف المدفعية على مدن ومواقع أخرى في أوكرانيا، وحقق مكاسب كبيرة على الأرض في الجنوب.

في الهجوم على محطة الطاقة  النووية الأوكرانية، قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، رافائيل ماريانو جروسي، إن "قذيفة" روسية أصابت مركز تدريب بالمحطة، وليس أيا من المفاعلات الستة.

أثار الهجوم قلقًا عالميًا وخوفًا من كارثة يمكن أن تكون أسوأ كارثة نووية في العالم، وتتضاءل أمامها كارثة مفاعل في تشيرنوبل بأوكرانيا في عام 1986. 

في خطاب عاطفي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يخشى حدوث انفجار يمكن أن يكون "النهاية للجميع. نهاية أوروبا. إخلاء أوروبا".

لكن المسئولين النوويين من السويد إلى الصين قالوا إنه لم يتم الإبلاغ عن أي طفرات إشعاعية، كما فعل جروسي.

وقالت السلطات إن القوات الروسية سيطرت على الموقع بشكل عام لكن العاملين في المحطة استمروا في إدارته.

في الولايات المتحدة، قال المتحدث باسم البنتاجون، جون كيربي، إن الحادث "يبرز التهور الذي يمارسه الروس بهذا الغزو غير المبرر". 

وفي اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، قال سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة، سيرجي كيسليتسيا، إن الحريق اندلع نتيجة القصف الروسي للمحطة واتهم موسكو بارتكاب "عمل من أعمال الإرهاب النووي".

دون تقديم أدلة، ادعى المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف أن "مجموعة تخريبية" أوكرانية أشعلت النار في المحطة النووية.

تكشفت الأزمة بعد أن أعرب جروسي في وقت سابق عن قلقه البالغ من أن القتال قد يتسبب في أضرار عرضية في 15 مفاعلًا نوويًا بأوكرانيا.

وقال خبراء السلامة الذرية إن خوض الحرب وسط المفاعلات النووية يمثل وضعا غير مسبوق وخطير للغاية.

علق إدوين ليمان من اتحاد علماء  الذرة بواشنطن: "هذه المفاعلات في وضع لم يكن يفكر فيه سوى قلة من الناس بجدية عندما تم بناؤها في الأصل. لم يتم تصميم أي محطة نووية لتحمل تهديد محتمل من هجوم عسكري واسع النطاق".

وقال الدكتور أليكس روزين، من منظمة  لمنع الحرب النووية، إن الحادث ربما كان نتيجة المبالغة في تقدير الوحدات العسكرية لدقة أسلحتها، بالنظر إلى أن الرياح كانت ستحمل أي تداعيات إشعاعية مباشرة نحو روسيا.

وأضاف: "لا يمكن أن يكون لروسيا أي مصلحة في تلويث أراضيها". 

أعقاب الهجوم، ناشد زيلينسكي الغرب مرة أخرى لفرض منطقة حظر طيران فوق بلاده، لكن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج استبعد هذا الاحتمال، مشيرًا إلى خطر اندلاع حرب أوسع في أوروبا. 

وقال إنه لفرض منطقة حظر طيران، سيتعين على طائرات الناتو إسقاط الطائرات الروسية.