يبحث العلماء في حالة مقلقة تتعلق بارتفاع معدل الإصابة بـ سرطان الأمعاء بين الشباب خلال السنوات القليلة الماضية.
ويعتقد العلماء أن استخدام المضادات الحيوية قد يكون السبب الكامن وراء هذا الاتجاه، حيث وجدت دراسة أن تناول المضادات الحيوية يمكن أن يزيد خطر الإصابة بـ سرطان الأمعاء بنسبة تصل إلى النصف (50٪) في الخمسينيات من العمر.
وارتبط استخدام المضادات الحيوية أيضًا بنسبة 9٪ من خطر الإصابة بسرطان القولون لدى أولئك الذين يبلغون من العمر 50 عامًا أو أكبر.
وقالت سارة بيرولت، من جامعة أبردين والمؤلفة الأولى للدراسة: "وجدنا أن التعرض للمضادات الحيوية مرتبط بـ سرطان القولون بين جميع الفئات العمرية، هذا إلى جانب العديد من العوامل الأخرى المتعلقة بالنظام الغذائي ونمط الحياة، التي قد تساهم في زيادة حالات سرطان القولون بين الشباب".
وأضافت: "إن استخدام المضادات الحيوية شائع جدًا، ومن المهم ملاحظة أنه ليس كل من يستخدم المضادات الحيوية سيصاب بسرطان الأمعاء".
وقالت الدكتورة ليزلي صموئيل، كبيرة المؤلفين واستشاري الأورام في NHS Grampian، إن الأطباء يرون المزيد من المرضى الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا بسرطان الأمعاء، كثير منهم لا يتوقعون عوامل الخطر مثل استهلاك الكحول بكثرة أو مرض السكري.
وأشار الدكتور صموئيل إلى أن "ميكروبيوم الأمعاء يتضمن توازنًا دقيقًا للبكتيريا وتعطيل ذلك، سواء كان ذلك بسبب عوامل نمط الحياة أو من الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية كما هو موضح هنا، يمكن أن يكون له عواقب وخيمة للغاية".
لم يتمكن العلماء من جامعة أبردين ومركز NHS Grampian وجامعة كوينز بلفاست من تحديد كمية استخدام المضادات الحيوية المرتبطة بتطور سرطان الأمعاء.
وقالت “بيرولت” إن الخطر بدا كما هو بعد التعرض البسيط للمضادات الحيوية.
ويعتقد الباحثون أن الرابط موجود لأن المضادات الحيوية تجرد الأمعاء من البكتيريا السليمة، والتي تتداخل بعد ذلك مع الوظيفة المناعية الطبيعية.
يمكن أن يؤدي هذا إلى التهاب مزمن، ومن الناحية النظرية، يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
وأوضحت “بيرولت” أن المضادات الحيوية لها "تأثير ضار على ميكروبيوتا الأمعاء" ويمكن أن تؤدي إلى "تغييرات دائمة في بيئة الأمعاء الطبيعية".
وقالت: "من المهم أن نلاحظ أن النظام الغذائي ونمط الحياة والتوتر والعديد من العوامل المختلفة يمكن أن تؤثر على صحة الأمعاء، واستخدام المضادات الحيوية هو مجرد أحد هذه العوامل".
وأفادت "ميديكال نيوز توداي" بأن الدراسة تشير إلى أن المضادات الحيوية ليست مسرطنة، بل تغيرات في فلورا الأمعاء تحدث بعد استخدامها.
المصدر: sawahpress