لماذا يكثر الموت في شهر شعبان ؟ .. يتساءل كثير من الناس عن لماذا يكثر الموت في شهر شعبان؟، وما هو فضل من مات في شهر شعبان، وهل هناك فضل لأيام أو شهور فيما يتعلق بالموت؟، وما المقصود بـ ليلة الدعاء والإجابة؟
ومن خلال التقرير التالي نرصد لك ما جاء في شأن شهر شعبان وفضله بين سائر السنة الهجرية.
لماذا يكثر الموت في شهر شعبان؟
شهر شعبان شهر المنحة الربانية التي يهبها الله لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين؛ وتتجلى فيه رحمة الله تعالى بعباده، فيهبهم من خزائن خيراته، ويجزل لهم فيه من عطياته.
كما أن شهر شعبان كغيره من الشهور القمرية التي سميت أيام الجاهلية، فقد كان العرب يطلقون الأسماء على الشهور معتمدين على بعض الأحداث أو الأمور التي وقعت فيها، وليس أدل على فضله ومكانته أنه شهر انتسب إلى أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وبه من الأحداث العظام كتحويل القبلة.
وقيل إنه سمي بهذا الاسم، لأنه الشهر الذي يفصل بين شهر رجب وشهر رمضان. وبعض الروايات تقول إنه سمي بهذا الاسم لأن القبائل العربية تتفرق فيه للذهاب إلى الملوك لقصدهم والتماس العطية منهم.
وذكر الإمام ابن حجر في كتابه فتح الباري (4/213) في سبب التسمية: «وسمي شعبان لتشعبهم في طلب المياه أو في الغارات بعد شهر رجب الحرام»، وقد اختصه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدة فضائل منها صيامه وصلاته الأمر الذي جعل كثير من الفقهاء يؤكدون في سبب الحكمة من إكثار النبي صلى الله عليه وسلم لصيامه وقيامه أنه مقدمة لشهر رمضان وتدريب عملي للاستعداد على الطاعة في شهر رمضان.
لماذا يكثر الموت في شهر شعبان؟
ويكثر بين الناس الحديث عن كثرة الموت في هذا الشهر وفضل من قبضت روحه فيه، إلا أن هذا الأمر لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فشهر شعبان كغيره من أيام السنة التي تقبض فيها الأرواح إلى بارئها، ولم يروى حديث واحد في شأن تفضلة ميته عمن مات دونه من الأشهر.
يقول الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن شهر شعبان شهر مبارك ففيه ش ترفع الأعمال إلى الله تعالى، وقد كان النبي ﷺ يكثر من الصيام في شهر شعبان حتى سأله الصحابي الجليل أسامة بن زيد فقال: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: «ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» [أحمد.
وأوضح جمعة، عبر الفيسبوك: أن نستعد لاستقبال شهر رمضان بعدة أمور منها: تنظيم اليوم والرجوع إلى تقسيمه إلى يوم وليلة، ومنها :التدريب على الصيام، والتلاوة، والقيام ، والذكر ، والدعاء وغير ذلك من العبادات والطاعات.
وأضاف: لعل اتباع هدي النبي ﷺ بالإكثار من الصيام في شهر شعبان ييسر على المسلم مهمة الصيام في شهر رمضان ولا يشعر بعناء في تلك العبادة العظيمة، وذلك لأن شعبان شهر يتناسب في المناخ وطول النهار وقصره مع شهر رمضان لأنه الشهر الذي يسبقه مباشرة، فالتعود على الصوم فيه ييسر على المسلم ذلك.
وأكمل جمعة: أمر آخر للاستعداد لاستقبال الشهر المعظم، وهو القرآن الكريم ومدارسته وتلاوته ومحاولة ختم المصحف في شهر شعبان، وذلك لتيسير قراءته وختمه في شهر رمضان، فقراءة القرآن عبادة نيرة، تعين المسلم على باقي العبادات في شهر رمضان وغيره، وهي تنير قلب المسلم وتشرح صدره، فلا ينبغي للمسلم أن يتركها ولا يقصرها على رمضان، إلا أنه يزيد منها فيه لاستغلال هذه الدفعة الإيمانية والنفحة الربانية.
وتابع: ولا ننسى أن نذكر بأهم ما يعين على ذلك كله ألا وهو ذكر الله عز وجل، وقد ورد الحث على الذكر في كتاب الله وسنة النبي ﷺ ، فمن القرآن قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} وقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ويقول رسول الله ﷺ نصيحة عامة: «لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ». [أحمد].
لماذا يكثر الموت في شهر شعبان؟
ورغم عدم صحة ما ينسب من أمور للشرع الحنيف في شأن شهر شعبان، إلا أن به ليلة ورد في فضلها كثير من الأحاديث النبوية الصحيحة، وعرفت بمسميات عديدة منها ليلة البراءة، ليلة الدعاء، ليلة القسمة، ليلة الإجابة ، الليلة المباركة، ليلة الشفاعة، وليلة الغفران والعتق من النيران"، وهذه الليلة هي ليلة النصف من شعبان، ففي ليلة النصف من شعبانتم تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام في العام الثاني من الهجرة النبوية، بعد أن قضى المسلمون قرابة ستة عشر شهرًا يصلون تجاه المسجد الأقصى، واعتاد المسلمون إحياء ليلة النصف من شعبانبالدعاء والتسبيح وقراءة القران.
وقد وردت الكثير من الأحاديث حول ليلة النصف من شعبانمنها:(إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه) رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وقال صلى الله عليه وسلم: (من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبانلم يمت قلبه يوم تموت القلوب)، وفي حديث آخر: (من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة) وهي: ليلة الجمعة وليلة عرفة وليلة الفطر وليلة النحر.
وتبدأ ليلة النصف من شعبانمع غروب ليلة شمس يوم الرابع عشر من شعبان وتنتهي مع بزوغ فجر يوم الخامس عشر، ليلة النصف من شعبانلها مكانة كبيرة في نفوس المسلمين.
كما أن ليلة النصف من شعبانمن الليالي المباركة التي لها فضل عظيم، إذ أن إحياء ليلة النصف من شعبانمندوب عند جمهور الفقهاء، لأن فيها تكفر ذنوب السنة كاملة، ولذلك حرص النبي على توصية أصحابه باغتنام ليلة النصف من شعبانفي الأعمال الصالحة.
وهي ليلة عيد بالنسبة للملائكة، حيث أن المسلمين يحتفلون في الأرض بعيدي الأضحى والفطر، فإن الملائكة يحتفلون بعيدين أيضا وهما ليلة النصف من شعبانوليلة القدر، ولدى ليلة النصف من شعبان أسماء عديدة منها ما سبق ذكره وأيضاً : “البراءة والتكفير وليلة الشفاعة وليلة الحياة وليلة المغفرة وليلة القسمة والتقدير وليلة العتق”.
وسبب تسمية ليلة النصف من شعبانبالبراءة والغفران والقدر لأن الله يقدر فيها الخير الرزق ويغفر فيها الذنب، وهذا المعنى صحيح شرعًا، ومطابق لما جاء في السنة النبوية عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء، فقال: يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك يا رسول الله، فقلت: وما بي بذلك، ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب-وهو اسم قبيلة-) رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد.
فضل العبادة في شهر شعبان
ورد عَنْ أم المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها - قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ» (صحيح النسائي: 2176).
كما جاء عن عَائِشَةَ رضي الله عنها - قَالَتْ: « لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، وَكَانَ يَقُولُ: خُذُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَأَحَبُّ الصَّلاةِ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّتْ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلاةً دَاوَمَ عَلَيْهَا»(صحيح النسائي: 2178).
وعَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ: « كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلًا» (صحيح ابن ماجه: 1398).
كما ثبت عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلا شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ» (صحيح الترغيب: 1025)، وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ كَانَ يَصُومُهُ إِلا قَلِيلًا بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ» (صحيح الترغيب: 1024).
وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أيضاً عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: « أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ» (سنن أبي داود:2336).
كما جاء عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: «كَانَ أَحَبَّ الشُّهُورِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يَصُومَهُ شَعْبَانُ ثُمَّ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ»، وعن أنس بْنَ مَالِكٍ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ فَلا يُفْطِرُ، حَتَّى نَقُولَ مَا فِي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يُفْطِرَ الْعَامَ، ثُمَّ يُفْطِرُ فَلا يَصُومُ، حَتَّى نَقُولَ مَا فِي نَفْسِهِ أَنْ يَصُومَ الْعَامَ، وَكَانَ أَحَبُّ الصَّوْمِ إِلَيْهِ فِي شَعْبَانَ». وليس هناك تعارض بين الأحاديث السابقة وحديث النهي عن الصوم بعد نصف شعبان. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: « إِذَا بَقِيَ نِصْفٌ مِنْ شَعْبَانَ فَلا تَصُومُوا».
دعاء شهر شعبان
- اللهم كما بلغتنا شهر شعبان بلغنا رمضان وأن تتقبلنا فى شعبان ورمضان وسائر العام اللهم اجعل اعمالنا كلها خالصة وممن يقولون فيعملون وممن يقولون فيخلصون وممن يخلصون فيتقبل منهم، اللهم اجعلنا نقوم بالقرآن ونمشى بالقرآن".
- اللهم اهدى بناتنا وأبنائنا واجعل مصر والعالم العربى والإسلامى فى سلام وأمان".
- اللهم اني أسألك ان تسامحني وترحمني وتجعلني بقسمك راضيا قانعا وفي جميع الأحوال متواضعا، اللهم وأسألك سؤال من اشتدت فاقته، وانزل بك عند الشدائد حاجته ، وعظم فيما عندك رغبته .
- اللهم اغفر لمن لا يملك الا الدعاء ، فانك فعال لما تشاء ، يا من اسمه دواء وذكره شفاء وطاعته غنا.
- اَللّهُمَّ نَبِّهني فيهِ لِبَرَكاتِ أسحارِهِ، وَنوِّرْ قَلْبي بِضِياءِ أنوارِهِ، وَخُذْ بِكُلِّ أعْضائِي إلى اتِّباعِ آثارِهِ بِنُورِكَ يا مُنَوِّرَ قُلُوبِ العارفينَ.
- اللّهُمَّ وَفِّر فيهِ حَظّي مِن بَرَكاتِهِ، وَسَهِّلْ سَبيلي إلى خيْراتِهِ، وَلا تَحْرِمْني قَبُولَ حَسَناتِهِ يا هادِيًا إلى الحَقِّ المُبينِ.
- اللّهُمَّ افْتَحْ لي فيهِ أبوابَ الجِنان، وَأغلِقْ عَنَّي فيهِ أبوابَ النِّيرانِ، وَوَفِّقْني فيهِ لِتِلاوَةِ القُرانِ يامُنْزِلَ السَّكينَةِ في قُلُوبِ المؤمنين.