دخلت الاشتباكات السياسية والعسكرية في أوروبا يومها التاسع، بإعلان قوات الجيش الروسي سيطرتها على محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا والتي تحتوي على 15 مفاعل نووي أوكراني، وذلك بعد قصف متواصل على المناطق المحيطة بها، بالتزامن مع تحريك أرتال الجيش الروسي للسيطرة عليها.
وخلال الأيام الـ 9، وفي بدايتها، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من الاتحاد الأوروبي، وحلف الناتو، فرض العديد من العقوبات القاسية على روسيا، وأكثر من ذلك، فقد طالب دول الحلف وعلى رأسهم الولايات المتحدة التدخل بقواتها العسكرية لصد الهجوم الروسي، وأيضا إعلان أوكرانيا منطقة حظر جوي.
قوبلت هذه المطالب، بتجاهل من الدول الغربية، وهو ما أظهره زيلينسكي في تصريحاته، عندما قال إن أوكرانيا تركت وحيدة أمام الهجوم الروسي، وأن سأل دول الناتو بشأن انضمام كييف للحلف ولم يجيبه أحد.
ولكن من ناحية أخرى، سعت الدول الغربية في فرض عقوبات كبيرة على الاقتصاد الروسي، والشخصيات البارزة حول الرئيس فلاديمير بوتين، دون المساس بنقاط ثلاثة، أكدت الدول الغربية أنها لن تنفذها تحت أي ظروف، لان هذه النقاط إذا تم تنفيذها يعني مواجهة عسكرية مباشرة بين الناتو وروسيا.
في هذا التقرير نستعرض أبرز العقوبات التي رفضت الولايات المتحدة ودول الناتو فرضها على روسيا إثر الحرب الروسية الأوكرانية، ولماذا يرفض الغرب هذه التوجهات.
التدخل العسكري ضد روسيا
مع بداية الغزو، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب بالقتال جانبه ضد روسيا والإسراع في انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، ولم يستجب له أحد طبقا لتصريحاته، وقال إن أوكرانيا ترك وحيدة أمام الغزو الروسي.
ويرجع هذا إلى تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن، قبل الغزو بيومين، بأن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريا في أوكرانيا، لأنها ليست مستعدة لهذه الحرب، ولكنها ستتدخل في حالة واحدة، وهي تعرض دول الناتو نفسها إلى هجوم من الجيش الروسي، وعلى هذا الأساس أعادت الولايات المتحدة توزيع قوات العسكرية شرق أوروبا، وأرسلت مزيدا من الجنود لدعم الجبهة الشرقية للحلف.
من ناحية أخرى، أكد ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف الناتو، الأربعاء الماضي، إن الحلف لن يرسل قوات إلى أوكرانيا، رغم الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي هناك، موضحا أن دول الحلف توفر دعما لأوكرانيا، ولكن لن تتدخل بشكل مباشر في الصراع
ويرجع هذا إلى إدراك الولايات المتحدة والناتو، خطورة التصعيد مع روسيا، لأن الحرب هذه المرة ستكون القاضية على حياة ملايين من الأرواح البشرية، فهي حرب لن يخرج منها فائز، نظرا للقوة التدميرية الكبيرة التي تمتلكها جميع الأطراف.
أوكرانيا منطقة حظر جوي
كان المطلب الثاني للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هي إعلان أوكرانيا منطقة حظر جوي، حيث خرج مؤخرا في تصريحات بثها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، طالب فيها المجتمع الدولي والغرب بقيادة الولايات المتحدة، بإغلاق المجالات الجوية بالكامل أمام الصواريخ والطائرات الروسية.
وقال زيلينسكي وقتها، إن القوات الروسية نفذت في عدة أيام أكثر من 56 ضربة صاروخية في أوكرانيا، وأطلقت 113 صاروخ كروز، بينما لم يحدد آلية فرض الحظر الجوي الذي طالب به.
وكنا قد استعرضنا، أبرز المعلومات عن الحظر الجوي، وماذا يعني؟، وأبرز الحالات التي طبق فيها، في هذا التقرير، وباختصار، فإن الرئيس الأوكراني يريد حرمان القوات الجوية الروسية من السيادة الجوية في منطقة أوكرانيا باعتبارها منطقة حظر جوي إفساح المجال للقوات الجوية التابعة للناتو السيطرة والسيادة في المجال الجوي الأوكراني، والاشتباك مباشرة مع الطائرات الروسية التي يتم رصدها فوق أوكرانيا.
هذه الخطوة تعني تصعيدا كبيرا في مسار الحرب، لأنها ستكون المواجهة المباشرة بين روسيا والناتو، ولكن الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، استبعد تورط الحلف، في فرض منطقة حظر طيران، في أوكرانيا، وقال ستولتنبرغ، في تصريحات إعلامية، إن الناتو ليس لديه نية للتحرك نحو أوكرانيا، سواء على الأرض أو في الجو.
من ناحية أخرى، أوضح وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أن بريطانيا لن تساعد في فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا لأن قتال الطائرات الروسية سيؤدي إلى حرب عبر أوروبا، مؤكدا أنه لن يشعل فتيل حرب أوروبية، لكن ما سيقدم فقط مساعدة أوكرانيا على القتال في كل شارع وبكل قطعة سلاح يمكن تقديمها.
وعلى نفس خطى بريطانيا، سارت الولايات المتحدة، واستبعدت المشاركة في مهمة الحظر الجوي، لأسباب مماثلة للمملكة المتحدة، لأن تزايد التصعيد مع روسيا يسمح بوجود شبح الأسلحة النووية، خاصة بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه وضع القوات النووية الروسية في حال تأهب.
حظر واردات النفط الروسية
أما الخطوة الثالثة التي رفضت الولايات المتحدة تطبيقها على روسيا، بعد التدخل العسكري وإعلان أوكرانيا منطقة حظر جوي، هي مطالب العديد من أعضاء الكونجرس الأمريكي، من الرئيس جو بايدن، حظر استيراد النفط من روسيا، ردّاً على حربها في أوكرانيا، وهو ما يرفضه البيت الأبيض حتى الآن.
وفي هذا الصدد، قالت السيناتورة عن ولاية فيرجينيا الغربية، شيلي مور كابيتو، إنه يجب على أمريكا ألا تدعم حرب بوتين في أوكرانيا، عن طريق شراء النفط الروسي واستيراده، وتقدمت مع أعضاء من مجلس الشيوخ، أمس، بمشروع قانون يهدف إلى حظر واردات النفط الروسية.
من ناحية أخرى، كان الرئيس الروسي، جو بايدن، قد أكد في اليوم السابق لمطالب السينت، أنه بشأن إمكانية وقف واردات النفط الروسية، فإن البيت الأبيض يحذر من المخاطر المرتبطة بمثل هذا القرار، مثل ارتفاع أسعار الخام، والتي قد تضر بالمستهلكين الأميركيين.
من جانبها وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، أمس أن هدف أمريكا هو اتخاذ كل الخطوات لتحقيق الضرر والتأثير علىالرئيس بوتين،وأدنى حد من التداعيات على الشعب الأميركي.