نسيم مجدي لـ «صدى البلد»:
نشأت في احدي قرى محافظة الغربية
بذرة تميزي العلمي بدأت من مكتبة والدي
سافرت أمريكا بعد تخرجي من علوم الأزهر
أعمل كباحث بجامعة الينوي ومعمل بروكهفن الدولي
قدمت أكثر من 100 بحث علمي في دوريات علمية مرموقة
أعمل على اكتشاف يمكنه توليد الكهرباء من الطاقة المغناطيسية
شق الباحث المصري، نسيم مجدي، طريقه نحو التميز في مجال الفيزياء النووية مبكراً متحملاً مشقة الغربة عن أرض الوطن والعائلة فوق ما يزيد عن الـ 7 سنوات حيث أبهر العديد من المحيطين به من العلماء والباحثين والخبراء بتفوقه في مجال الفيزياء النووية موضحاً في حوار خاص مع موقع «صدى البلد» أبرز ملامح حياته العملية في أحد أهم معامل الفيزياء النووية في الولايات المتحدة، والصعوبات التي يواجهها، وأهم أحلامه للمستقبل، مشيراً إلى اكتشاف مذهل يعمل عليه مع مجموعة من زملائه…. وإلى نص الحوار
ما هي أبرز ملامح حياة الباحث الفيزيائي نسيم مجدي عبد الوهاب؟
نشأت في قرية صغيرة من أرياف المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، تدعى أبو خميس، حيث ولدت بها عام 1989م لوالد دارس للحقوق وشاعر، ووالدة تعمل ربة منزل، والفضل لاهتمامي بالعلم بشكل عام يعود إلى مكتبة والدي حيث نمت فيه حب المعرفة واكتساب العلم منذ سن صغير رغم أنني بدأت بالقراءة في كتب الأدب، إضافة إلى رسالة تشجيعية كتبها لي والدي بخط يديه أدوام على الاحتفاظ بها وأقرها كلما مر علي وقت أشعر فيه بكسل أو إحباط.
كيف تعلق ابن المؤسسة الأزهرية بمحافظة الغربية بعلم الفيزياء؟
مع التدرج في المراحل التعليمية المختلفة بالأزهر الشريف وجدت نفسي مرتبطاً بمادة الرياضيات وأجد متعة لا توصف تدفعني لجعل معظم وقتي لحل المسائل الرياضية حتي فترة التحاقي بكلية العلوم جامعة الأزهر وفيها استفدت كثيراً من أساتذتي خاصة الدكتور علاء الدين بهجت الذي أعده بمثابة الأب الروحي لي، فهو يعد من أوائل من وجهوني للبحث العلمي في مجال الفيزياء.
ما كواليس سفرك في منحة دراسية في الفيزياء للولايات المتحدة ومتي حدث ذلك؟
بعد تخرجي من كلية العلوم - جامعة الأزهر عام 2010 م، وانتهائي من الخدمة العسكرية بعدها كظابط احتياط لمدة 3 سنوات، قدم معمل أمريكي منحة دراسية لطالب مصري في إطار تبادل الخبرات، وبالفعل تحمست لهذه الخطوة وسافرت إلى أمريكا في شهر فبراير عام 2014 للالتحاق بمعمل بروكهفن الدولي أحد أكبر معامل الفيزياء النووية بالولايات المتحدة الأمريكية، للعمل كمساعد باحث في مجال الفيزياء النووية من عام 2014 حتى عام 2015.
وهل قمت بتحقيق إنجازات علمية أخرى أثناء عملك بمعمل بروكهفن الدولي؟
نتيجة تفوقي في العمل حصلت في هذه المدة على منحة دكتوراة من جامعة استوني بروك، و تعد الجامعة الثالث علي مستوي الولايات المتحدة في الفيزياء النووية حيث انهيت الدكتوراة في مجال الفيزياء النووية وتصادمات الأنوية الثقيلة في ثلاثة سنوات فقط، لتكون بذلك أحد أسرع الدراسات التي تمت في تاريخ الجامعة، كما كنت بذلك أول باحث مصري يحصل علي درجة الدكتورة في هذا التخصص النادر، وحاليا أعمل كباحث في قسم الفيزياء بجامعة ولاية الينوي بمدينة شيكاغو.
وماذا عن اسهاماتك ومشاركتك العلمية في الفيزياء خلال هذه السنوات القصيرة؟
برغم أن مشواري العلمي ما زال قصيراً إلا أنه حافل بالعديد من الإنجازات العلمية مثل نشر أكثر من 100 بحث علمي في دوريات علمية مرموقة، وكانت من أبرز موضوعاتها المطروحة فهم طبيعة المادة الأولية التي كونت الكون، وفهم طبيعة تمدد الكون من خلال فهم المادة النووية وطبيعتها والخواص المغناطسية للمادة الأولية للكون، وتطبيقات الخواص المغناطسية للمادة الأولية للكون في الحياة اليومية، وبالإضافة إلى ذلك شاركت في أكثر من 30 مؤتمر علمي في العديد من دول العالم.
وماذا عن الاكتشاف المهم الذي تعمل عليه مع زملائك داخل معمل بروكهفن الدولي؟
بعد الانفجار العظيم بأقل من 29 ألف جزء من الثانية تكونت المادة الأولية للكون والتي نسميها بـ «الكوارك جلون بلازما» ويمكن تكوين هذه المادة الأولية والتي نشأ منها الكون بأكمله في معالجات النووية الثقيلة في أوروبا وأمريكا، وفي هذا المعمل نقوم بدراسة فريدة للانفجار العظيم ونشأة الكون، كما أعلن معمل بروكهفن عن أحد أهم اكتشافاته والتي أشارك فيها باقتراح مسجل باسمي الخاص حول «تأثير المجال المغناطيسي علي المادة الأولية للكون»، وهذا الاكتشاف يطرح لأول مرة السؤال هل يمكن توليد الكهرباء من قطعة مغناطسية ساكنة، وإذا تحقق الأمر سيساعد على إنتاج طاقة كهربائية من الطاقة المغناطيسية دون تكلفة عالية.
ويعمل معهد بروكهفن على إثبات الجانب العملي للنظرية التي تقول بإمكانية ذلك ضمن 4 مشاريع مقدمة من حول العالم، لكن المميز لدينا أننا حققنا أفضل النتائج المعملية بعدما تحققنا من ذلك لجنة نوبل عندما زارت المعمل، وإذا نجحت الاكتشاف بنسبة 100% سيكون أهم اكتشاف في مجال الفيزياء خلال الـ 10 سنوات الأخيرة حيث سيستخدم في الطب والتصنيع والتسليح العسكري، وفي المستقبل من الممكن أن نولد الكهرباء من قطعة مغناطيسة صغيرة فيمكن أن تدخل في جميع الاستخدامات الحياتية.
ما رسالتك للشباب، وحلمك للمستقبل، ورسالتك الأخيرة؟
أمنيتي دائماً الاهتمام بمجال البحث العلمي فهو يدفع المجتمعات للإمام ويعزز من قدراتها على مواجهة التحديات مهما كانت، وأرى أن مصر تأخذ خطوات جيدة جداً تجاه الاهتمام بالبحث العلمي من خلال مؤسسات علمية متعددة ومنها تواجد مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وهدفي الأول أن أخدم بلدي بما أتلقاه من علم في كل وقت، وأحاول بجانب عملي كباحث إني استغل السوشيال ميديا بقناة على يوتيوب تحمل اسم «Niseemtron» تقدم معلومات صحيحة كرد على الأسئلة التي تأتيني من الطلاب وباحثين باستمرار.
وأنصح الطلاب والطالبات دائماً بضرورة الموزانة بين الحياة العلمية والعملية والشخصية، وآخر مشاركتي خلال هذه الأيام ستكون من خلال ورشة العمل الشتوية الـ 37 حول الديناميات النووية بالمكسيك حيث سألقى بها محاضرة عن الاكتشاف الذي يعمل عليه المعمل مؤخراً وسط مجموعة من العلماء من جميع مجالات الفيزياء النووية للمشاركة وتبادل الأفكار الودية، أما حلمي فهو الحصول في يوم ما على جائزة نوبل في الفيزياء.