EN
لا يزال شبح الحرب الروسية الأوكرانية يخيم بظلاله على شرق القارة الأوروبية جاعلا من القارة شعلة نار متقدة ساحبا منها أمنها واستقرارها الذي ظل يلازمها لفترات زمنية طويلة، ومع تقدم القوات الروسية المستمر في الأراضي الأوكرانية وقربها من العاصمة كييف لا تسيطر على العالم إلا فكرة وقوع الحرب العالمية الثالثة التي تنهي على نصف كوكب الأرض مع التطور الهائل للقدرات العسكرية للدول خاصة الدول الغربية وروسيا صاحبة الحرب والصين التي تنظر وتراقب المشهد من بعيد.
وبعد مرور 6 أيام على بدء شرارة الحرب استطاعت القوات الروسية التقدم نحو العاصمة الأوكرانية كييف ومحاصرتها استعدادا لدخولها وسط ارتفاع أصوات الادانات الغربية لروسيا والرئيس فلاديمير بوتين، حيث بدأت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول الاتحاد الأوروبي التنفيذ الفعلي لعقوباتهم الاقتصادية التي فرضوها على الجانب الروسي اعتراضا منهم على غزو أوكرانيا.
ولم تكتف الدول الغربية بفرض العقوبات الاقتصادية ولكن قامت بإرسال شحنات عسكرية إلى الجيش الأوكراني لمساعدته في الحرب ضد روسيا، حيث أعلنت الولايات المتحدة إرسال قاذفات مضادة للدبابات، كما أعلنت بريطانيا ارسال مساعدات عسكرية وتأمينها للوصول إلى الجيش الأوكراني، وغيرهما من الدول الأوروبية التي أعلنت تضامنها مع كييف ضد موسكو.
صعوبة توقع القادم
وعن التوقع بما ستصل إليه الحرب الروسية الأوكرانية وبماذا ستنتهي، اكد الباحث في الشؤون الدولية، رامي إبراهيم، صعوبة التكهن بما ستصل إليه الأزمة الروسية الأوكرانية، خاصة بعد فشل المفاوضات التي تمت بين الجانبين الروسي والأوكراني، وتمسك كل طرف بمطالب قد تفضي إلى استمرار الصراع لفترات طويلة.
وقال إبراهيم في تصريحات لـ "صدى البلد"، إن الأنباء المتداولة حول إبلاغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أن تسوية الأزمة يجب أن تتضمن اعتراف انضمام القرم لروسيا، يشير إلى أن الأزمة مستمرة لفترة طويلة وقد تأخذ منحى متصاعدا إذا تمسك كل طرف بمطالبه.
إطالة أمد الحرب
وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى إطالة أمد الحرب الروسية الأوكرانية لاستنزاف روسيا عسكريا واقتصاديا وجرها لأزمات كبيرة في إطار حرب بالوكالة من خلال الدفع بالاتحاد الأوروبي إلى دعم أوكرانيا عسكريا وسياسيا واقتصاديا في مواجهة روسيا، وذلك من خلال إدخال الأسلحة إليها عبر حدود الدول المجاورة لأوكرانيا.
التعاون الروسي الصيني
وعن التعاون الروسي الصيني، أوضح الباحث في الشؤون الدولية، أن الاصطفاف الروسي الصيني أصبح يشكل تهديدا واضحا وصريحا لهيمنة ونفوذ الولايات المتحدة على مستوى العالم ويلغي نظام القطب الأوحد ويعيد التعددية القطبية مرة أخرى كما كانت في عصر الاتحاد السوفيتي، وهذا ما لا تقبل به واشنطن لذلك ستحاول الدفع بروسيا إلى مزيد من الحرب حتى تستنزفها.
دعم عسكري دون تنسيق
وأشار إلى أن تصريح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأن الخيار العسكري لمساعدة أوكرانيا يعني الدخول في حرب مع روسيا، كشف عن حالة من الانقسام بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للمساعدات العسكرية لدعم كييف، حيث إن هناك دعما عسكريا يصل إليها دون تنسيق واضح من كافة دول الاتحاد.
