قال خليل شعث، مستشار محافظ القاهرة وأحد مسئولي مشروع (كايرو بايك)، إن المحافظة تستعد لإطلاق المرحلة الأولى من المشروع في وسط البلد وجاردن سيتي والزمالك؛ لخفض الانبعاثات الكربونية، وحماية البيئة، وتحسين الحركة المرورية وتشجيع ثقافة ركوب الدراجات.
جاء ذلك خلال المائدة المستديرة التي عقدتها مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية، اليوم الثلاثاء، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)؛ لمناقشة الخطوات التي تم اتخاذها في إطار الإعداد لإطلاق مشروع مشاركة الدراجات (كايرو بايك) بمحافظة القاهرة وجهود الحكومة المصرية لنشر ثقافة ركوب الدراجات بمختلف أنحاء الجمهورية، وتوفير البنية التحتية اللازمة لها، ودعم النقل الحركي والحد من ملوثات الهواء والتغيرات المناخية.
وأضاف شعث أن المشروع يتسق مع استراتيجية مصر 2030 ومع الاستعدادات الجارية لاستضافة مؤتمر المناخ الـcop 27، منوهًا بأنه من المقرر إطلاق مشروع (كايرو بايك) تجريبيًا خلال شهرين يعقبها تشغيل المرحلة الأولى من المشروع والتي تتضمن 45 محطة بينها محطة رئيسية في ميدان التحرير.
وأوضح أن المشروع بدأ الإعداد له منذ عام 2016، وفي البداية كان هناك إحباط ومخاوف من صعوبة تحقيق هذا الحلم بالقاهرة حتى تمت كافة الدراسات بالتعاون بين محافظة القاهرة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)، ومؤسسة دوروسوس السويسرية للإعداد للمشروع المقرر إطلاقه قريبا في بعض مناطق محافظة القاهرة.
وتابع أن المحافظة تعاقدت مع تحالف مصري دنماركي سيكون مسؤولا عن شراء وصيانة الدراجات وتشغيلها في إطار المرحلة الأولى من المشروع، مشيرا إلى أن المحافظة تسعى لتوسيع المشروع ليشمل مناطق أخرى بالقاهرة في المراحل المقبلة.
من جهته، قال أحمد ضرغامي مدير برنامج التغيرات المناخية في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)، إن مشروع مشاركة الدراجات (كايرو بايك) بدأ العمل به بالتعاون مع محافظة القاهرة ومؤسسة دروسوس السويسرية منذ 2016، وسيتم إطلاقه على الأرض مايو القادم، ويتضمن 500 دراجة، و45 محطة في مناطق وسط البلد والزمالك وجاردن سيتي، بينها محطات بجوار مترو الأنفاق لتسهيل الاستخدام.
ولفت إلى أن المشروع يتيح للمستخدم الاشتراك في باقات مختلفة على تطبيق مخصص لمشاركة الدراجات عبر المشروع، يتيح للمستخدم تأجير الدراجة من محطة وإيقافها بمحطة أخرى.
وأشار إلى أن العمل في مجال تحويل وسائل النقل بدأ منذ 2015، عندما تم إعداد التقرير الخاص بالمساهمات المحددة وطنيا لكل دولة، وأظهرت الدراسات أن قطاع النقل يساهم في ربع أو خمس الانبعاثات الكربونية، وأن الاعتماد على وسائل النقل الجماعي يعتبر واحدا من الحلول لمواجهة التغيرات المناخية.
وأضاف: "نحن نجني اليوم ثمار مجهودات بدأت منذ سنوات طويلة"، مشيرا إلى أن وسائل النقل الجماعي ليست الحل الأوحد بل تدخل ضمن منظومة من الحلول للانتقال من وسيلة نقل إلى أخرى.
بدوره.. قال وليد منصور مدير برنامج المناخ والطاقة في مؤسسة فريديرش إيبرت الألمانية، إن ركوب الدراجات والمشي يعتبران من أهم الممارسات التي ينبغي تشجيعها في الفترة المقبلة للحد من الانبعاثات الكربونية الضارة وتأثيرها على المناخ.
وأشار إلى أن مواجهة آثار التغيرات المناخية لم تعد رفاهية ولابد من تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، وتشجيع أنماط الحياة الصحية من بينها المشي وركوب الدراجات، وهو ما يستلزم تطوير الطرق، وتوفير مسارات للمشي والدراجات.
وأضاف أنه على مدار السنوات الماضية اتخذت الحكومة المصرية خطوات للحد من الاعتماد المتزايد على السيارات، من بينها التوسع في توفير خدمات النقل العام بمختلف أنواعه، والنهوض بوسائل النقل المتنوعة المعتمدة على الكهرباء بالتوازي مع تطوير الطاقة المتجددة، والتطوير بالبيئة الحضرية بقدر الإمكان، لتسهيل المشي وركوب الدراجات في المدن.