فتحت الحرب الروسية الأوكرانية باب الاحتمالات والتوقعات على مصرعيه حول رد فعل موسكو على حزمة العقوبات القاسية التي فرضتها عليها الدول الغربية جراء قيامها بعملية عسكرية ضد أوكرانيا.
وفرضت الدول الغربية حزمة عقوبات اقتصادية "قبل أن تمتد إلى مجالات أخرى" ضد روسيا عقب بدء قواتها تنفيذ عملية عسكرية مساء الخميس الماضي في أوكرانيا، كرد فعل عاجل وسريع للضغط على موسكو لوقف الهجوم.
العقوبات الأوروبية ضد روسيا
العقوبات الغربية تجنبت القطاع الأهم والسلاح الأبرز بيد موسكو وهو سلاح "النفط" خوفا من التداعيات التي قد تنتج عن ذلك، كون روسيا من أهم الدول المصدرة للغاز وعضو بتحالف "أوبك بلس".
وخرجت دعوات غربية لتوسيع نطاق العقوبات لإجبار روسيا لوقف هجومها ضد أوكرانيا بعد أن رأى البعض أن ما تم التلويح به من عقوبات ليس كافيا.
ودعا السيناتور الجمهوري الأمريكي، ليندسي جراهام، لفرض عقوبات على قطاع النفط الروسي، في الوقت الذي تنهال العقوبات على روسيا لتشل من قدراتها الاقتصادية بسبب الحرب ضد أوكرانيا.
ولم تعلن أي دولة عن فرض عقوبات على القطاع النفطي الروسي، إذ إنه يمثل مصدرا هاما لأوروبا، فيما يتعلق بالغاز الطبيعي، كما أنه مؤثر في السوق النفطية، إذ إن روسيا ضمن تحالف "أوبك بلس".
وفي المقابل، كان التهديد الوحيد من روسيا لاستخدام سلاح النفط عبر سفيرها في القاهرة، الذي قال إن بلاده ستوقف ضخ الغاز إلى أوروبا إذا طبقت العقوبات على موسكو.
وتعتمد أوروبا على الغاز الروسي بنحو 35%، وقال محللون إنه "من الصعب أن يعوض أي من منتجي الغاز في العالم أوروبا عن الغاز الوارد من روسيا، وفي أفضل الأحوال قد يستطيع أكبر موردي الغاز في العالم تعويض القارة العجوز عن 15% فقط من الغاز الروسي".
روسيا تمتلك أكبر سوق للطاقة
وأسواق الطاقة في حالة من الاستنفار بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ قفزت أسعار النفط لتتعدى حاجز 100 دولار للبرميل، فيما يشهد الغاز الطبيعي ارتفاعات أكبر وسط مخاوف من قطع الغاز الطبيعي الروسي عن أوروبا.
صناعة البترول في روسيا هي واحدة من أكبر الصناعات البترولية في العالم، حيث تمتلك روسيا أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي وهي أكبر مصدر له.
ولدى روسيا ثاني أكبر احتياطي من الفحم، وثامن أكبر احتياطي نفطي، وهي واحدة من أكبر منتجي النفط ورسيا ثالث أكبر مستخدم للطاقة، كما أن روسيا هي البلد الرئيسي لنقل النفط من كازاخستان للأسواق العالمية.
وتعد روسيا إلى حد بعيد أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم، حيث تعتقد معظم المؤسسات وليس كلها، أن روسيا لديها أكبر احتياطيات مؤكدة من الغاز الطبيعي في العالم.
وتشمل المصادر التي تشير إلى أن روسيا لديها أكبر احتياطيات مؤكدة من الغاز الطبيعي:
- وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (47.6 تريليون متر مكعب).
- إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (47.8 تريليون متر مكعب).
- منظمة أوبك (48.7 تريليون متر مكعب).
وتقدر هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية، أن "النفط الروسي غير المكتشف في روسيا يصل إلى 22 مليار برميل، وهي الثانية في العالم بعد العراق".
شركات النفط والغاز الروسية
وتعد أكبر شركة نفطية روسية هي شركة روسنفت تليها لوك أويل وسورجوتنافتيغاز، وفي روسيا جميع خطوط أنابيب النفط الرئيسية، وفي روسيا شركات النفط التابعة لها هي:
- غازبروم (شركة تملكها الدولة وتتخصص في الغاز الطبيعي؛ أكبر شركة للتنقيب عن الغاز وإنتاجه في العالم).
- لوك أويل.
- روسنفت (هي شركة استكشاف النفط والغاز الروسية المملوكة للدولة).
- سورجوتنيفتجاس.
- تاتنفت.
- نورث غاز.
- ترانس نفط (هذه الشركة تابعة للدولة وهي تحتكر خطوط الأنبايب في روسيا).
- باشنفت (شركة تكرير النفط الروسية أحد أكبر منتجي المنتجات النفطية في البلاد).
- راسنفت.
- إتيرا.
- نوفاتيك.
- روسنفتجاز.
وقد سبق أدرجت مجلة "فوربس" الأمريكية، العام الماضي 4 شركات روسية ضمن قائمة أكبر 100 شركة في العالم.
ويظهر من تصنيف المجلة، أن 3 شركات من المؤسسات المدرجة تنشط في مجال النفط والغاز، فيما تعمل المؤسسة الرابعة في القطاع المصرفي.
ووفقا لـ "فوربس" فقد احتل عملاق الغاز الروسي "غازبروم" المرتبة الـ40 ضمن هذه القائمة، فيما جاءت الشركة الروسية الرائدة في مجال النفط "روس نفط" في المرتبة 52، في حين احتلت شركة الطاقة "لوك أويل" المرتبة الـ97 عالميا.
وضع القطاع النفطي الروسي
أما "سبيربنك"، الذي يعد أكبر مصرف في روسيا، فقد جاء في المرتبة الـ47 ضمن القائمة، التي تصدرها المجلة بشكل سنوي.
ويعتمد تصنيف المجلة الأمريكية بناءً على 4 معايير وهي:
- الإيرادات.
- الأرباح.
- الأصول.
- القيمة السوقية.
وتتشارك روسيا مع الولايات المتحدة والسعودية في قيادة صناعة النفط الخام؛ إذ تأتي موسكو في المرتبة الثانية كأكبر منتج ومصدر للخام.
وتقود شركة روسنفت الروسية صناعة النفط الخام في البلاد، وهي شركة نفط متكاملة أغلبيتها مملوكة للحكومة الروسية؛ ويقع مقرها الرئيس في مقاطعة بلاتشوج، موسكو، بالقرب من الكرملين، على نهر موسكفا.
والمستفيد من النفط الروسي كندا والولايات المتحدة وألمانيا، وأوروبا بشكل عام، حيث وردت لها أكبر كمية من النفط.
أما تصاعد التوتر بين روسيا والغرب حول أوكرانيا، فقد أدى إلى ارتفاع سعر النفط الخام إلى حوالي 100 دولار للبرميل، كما أن المنتجين الروس سيحققون مكاسب أكبر بفضل انخفاض قيمة الروبل الروسي أمام الدولار.
وأشارت وكالة “بلومبرج” للأنباء إلى ارتفاع سعر خام برنت القياسي للنفط العالمي إلى حوالي 8000 روبل للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ بداية القرن الحالي.
ويتجاوز هذا السعر الأسعار القياسية السابقة نتيجة تراجع العملة الروسية التي يستخدمها المنتجون الروس في سداد أغلب نفقاتهم، مما يمهد الطريق أمامهم لتحقيق أرباح هائلة.
من ناحيتها، تعهدت شركة الغاز الطبيعي الروسية العملاقة جازبروم بصرف توزيعات نقدية قياسية لمساهميها خلال العام الحالي، بعد صرف توزيعات نقدية في العام الماضي.
كما قالت شركة روسنفط أكبر منتج للنفط في روسيا إنها تتوقع استمرار زيادة توزيعاتها النقدية خلال السنوات القليلة المقبلة.