EN 
اعتادت مصر أن يخرج في محافظات الجنوب بالصعيد أعظم سيدات العالم العربي، من حيث القوة والثبات والأخلاق وسعة الآفاق، والقدرة الفائقة على تحدي الظروف وتخطي المِحن والصِعاب بجدارة وصبرًا على الشدائد، وفي السطور التالية نرصد لكم قصة حياة إحدى نساء محافظة سوهاج أقصى جنوب صعيد جمهورية مصر العربية.
"قصتي بدأت بعد ولادتي بثلاثة أشهر واصابتي بمرض شلل الأطفال بسبب تطعيم فاسد وبدأت رحلة مُعاناة والدتي في البحث عن علاج لحالتي الصحية من علاج طبيعي وجهاز تعويضي في القدمين وتعايشت مع إعاقتي جيدًا منذ نعومة أظافري"، بهذه الكلمات بدأت مروة عيسى، رئيس وحدة عمالة الطفل، بمديرية القوى العاملة بسوهاج، حديثها مع موقع صدى البلد.
وأحبت السيدة الصعيدية أن تبدأ حديثها بتوجيه الشكر والعرفان إلى والدتها التي جعلتها تصل إلى ما أصبحت عليه الآن، حيث شجعتها كثيرًا وحاولت قدر إمكانها أن تجعلها مثلها كمثل أقرانها بمرحلة الطفولة.
"ربتني والدتي منذ صغري على الاعتماد على النفس وحرية الرأي والتصرف بحكمة وتنمية الهوايات التي أحبها مثل التحدث باللغة الإنجليزية والتطريز بأنواعه، والتحقت بالتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي وكنت من المتفوقين بالدراسة وحصلت على مجموع كبير في الثانوية العامة يؤهلني للدخول لجميع كليات القمة".
واستكملت حديثها قائلة:"التحقت بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة سوهاج، ثم تخرجت فيها بتفوق، واتخذت قرارًا بأن ابني ذاتي وأنمي قدراتي في جميع المجالات فأخذت تدريبات في مجال الكمبيوتر والجرافيك، ثم تدريبات في مجال الموضة والتطريز والحياكة من المعهد الفرنسي بالقاهرة وتحديت نفسي في استخدام ماكينة الخياطة بقدمي برغم مرضي المُصابة به".
بدأت "عيسى" في العمل مجال الإعاقة منذ عام 2009م، وتعرفت على جميع القوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بذوي الإعاقة وساعدتها جميع التدريبات التي أخذتها من صغرها في التفوق في هذا المجال.
والدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة بمحافظة سوهاج، وسافرت إلى العديد من الدول الأوربية مثل "ألمانيا - روسيا - إنجلترا - إسبانيا - اليونان"، ممثلة عن مصر، واجتمع بها رئيس البرلمان الألماني بألمانيا أثناء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
حصلت ابنة محافظة سوهاج على العديد من الجوائز الدولية والمحلية منها، جائزة المركز الثاني لأحسن فكرة مشروع Maya Fashion School مدرسة الموضة من المركز الثقافي البريطاني بالتعاون مع شركة شل والسفارة البريطانية، ومن أهم الإنجازات التي ساهمت في تحقيقها، مخاطبة وزير الصحة والحصول علي الموافقة علي إنشاء لجنة الكشف الطبي للمعاقين للحصول على السيارات المُجهزة طبيا بمحافظة سوهاج ويعتبر الكمسيون الثالث بعد القاهرة والإسكندرية، ويخدم حوالي ثلاثة ملايين، من ذوي الإعاقة على مستوى الصعيد.
أسست مروة عيسى، مبادرة حاول تفهمني والتي تهدف إلى تعليم ونشر لغة الإشارة للتواصل مع الصُم، ونشر لغة الإشارة في صيدلية مجمع المحاكم بسوهاج؛ وذلك ليشعر الأصم بالاستقلالية والاعتماد على النفس، كما أسست جمعية تمكين لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتنمية المجتمع والتدريب بسوهاج.
وقالت إنها اسستها للدفاع عن قضايا ذوي الإعاقة وخاصة المرأة ذات الإعاقة بالصعيد، والتي تُعاني كثيرًا من إهدار حقوقها، مشيرة إلى ان جمعية تمكين، تعمل على تغيير نظرة المجتمع تجاه ذوي الإعاقة والتوعية بحقهم في الحياة والزواج والتعليم والصحة والإسكان والثقافة والرياضة والاتاحة وحل مشاكل ذوي الإعاقة في جميع القطاعات وخاصة أنه لا يوجد مسؤول يعمل على خدمة وحل مشاكل ذوي الإعاقة.
واردفت قائلة:"اتمني رؤية النساء ذوات الإعاقة في المناصب القيادية كوزيرة ومحافظة ورؤيتها في جميع المناصب التي يشغلها الرجال، فالمرأة ذات الإعاقة تستطيع أن تكون قيادية ناجحة بالرغم من اعاقتها".
وأوضحت رئيس وحدة عمالة الطفل بمديرية القوى العاملة بسوهاج، إن ذوي الإعاقة لا يجب أن يُطلق عليهم ذوي الاحتياجات الخاصة، مُشيرة إلى أن كل شخص لديه احتياج خاص، وليس كل شخص به إعاقة تُذكر، لذلك لا يُطلق علينا سوى "ذوي الإعاقة"، حتى بالدستور والقوانين نسمى بذلك.
وتُناشد اللواء طارق الفقي، محافظ سوهاج، بأن يضع شخصًا مناسبًا من ذوي الإعاقة، بديوان عام المحافظة، كمستشارًا بالأمور التي تخص ذوي الإعاقة بسوهاج؛ لانه سيكون الأقرب للأمر الواقع، والأدرى باحتياجات ذوي الإعاقة بسوهاج، والأوعى بمشكلاتهم.
