أكد الدكتور محمد فتح الله، الخبير بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي اهتماما كبيرا بتطوير العملية التعليمية بشكل عام وتأهيل ودعم فئة المعلمين بشكل خاص وذلك باعتبار المعلم الركيزة الأساسية لهذه المنظومة ولذا دائما ما نجده بأولويات القيادة السياسية.
وأضاف الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن المشكلة هي أن شريحة كبيرة من أولياء الأمور في مصر أصبحت تبحث فقط عن نجاح الأبناء في الحصول على شهادة دون تقييم حقيقي ودون التفكير في كيفية تحقيق هذا النجاح، وأصبحوا عائقا حقيقيا أمام جهود الدولة، موضحًا اننا لا يمكننا أن نكمل حياتنا على نظام التعليم النمطي التقليدي، والذي يعتمد على نظام المدرسة القديم، فلابد أن المناهج تعكس أسلوب العالم الخارجى حتى نتمكن من إعداد طلاب لمواجهة العالم المتغير.
وأوضح الدكتور محمد فتح الله، أن السبب الرئيسي وراء انتقادات تطوير التعليم يرجع إلى وعي أولياء الأمور الذين اعتادوا إلى النظر إلى الدرجة نهاية العام وليس ماذا اكتسب هذا العام من مهارة أو علم، مطالبًا أولياء الأمور أن يساعدوا ابنائهم في التعليم والتعلم والحضور بالمدارس وعدم الاعتماد علي الدروس الخصوصية لمواكبة سوق العمل وليس الحصول علي شهادة فقط بالإضافة إلى تنمية مهاراتهم.
وقال الخبير بالتقويم التربوي، إن تغيير العقل المصري هو أساس النهضة الجديدة، مضيفاً أن النهضة الحقيقية هي نهضة العقل المصري وتطويره نحو التفكير العلمي والأخذ بأخلاق التقدم، ومشددا على أن مسألة تطوير العقل المصري مسألة بالغة الأهمية في بناء المجتمع، وأن مصر لن تتقدم تنمويًا إلا بتغيير أفكار الناس على أسس من الجدية والعمق والانتماء للوطن والرقي بالمنظومة القيمية واحترام القانون والبعد عن الخرافات والشائعات، قائلا: "نحن نريد من تطوير العقل المصري أن تتحول مصر من عبقرية المكان إلي عبقرية الإنسان".
وتابع: أن أهم الجوانب في شخصية الطالب هو الجانب المعرفي والذي يتعلق بمقدار المعلومات والمعارف التي يكتسبها الطالب نتيجة دراسته في المؤسسات التعليمية الجامعية بصورة مقصودة، وكذلك ما يتعرض له من مواقف حياتية يتعلم من خلالها بصورة غير مقصودة وتساهم في تغيير سلوكه وإضافة ملكات معرفية جديدة إلى حصيلته العلمية والثقافية.
وأشاد "فتح الله" باتجاه الدولة المصرية لرقمنة كل شيء خطوة جيدة وفي محلها لمواكبة تطورات العصر الحديث، واستخدام التكنولوجيا والمنصات الإلكترونية وجهد مشكور للحكومة المصرية، حتي وصل إلى مرحلة مكنت الجامعة من أن توظف أحدث التطبيقات الخاصة بالاتصالات والمعلومات في مجال التعليم بنجاح وكفاءة عالية وبأعداد غير مسبوقة.
وأوضح الخبير التربوي، أن الطلاب يحتاجون إلى نوع من أنواع التوعية الرقمية حتى يدركوا أن هذا هو المستقبل، وهذا ما نقوم به بشكل مستمر من خلال عمل فيديوهات وورش عمل ودورات متخصصة، فضلا عن توعية الطلاب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بهدف أن يدركوا أن هذا هو التعليم الحديث الذى فرضه عصر المعلومات، وهذا النظام مستمر وقابل للتطوير بصرف النظر عن استمرار جائحة كورونا أو توقفها، حيث إن التخطيط للتحول الرقمي كان أسبق من الجائحة.