أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، أن انتشار ظاهرة التسرب من التعليم بشكل كبير في المجتمع يعني أن عددا كبيرا من أفراده هم من غير المتعلمين ما يسبب انتشار الأمية بينهم وارتفاع مستوى الجهل في المجتمع الذي يكون له انعكاسات كبيرة مثل انتشار الخرافات وتدني المستوى الصحي للفرد بسبب غياب الثقافة العامة.
وأوضح الخبير التربوي، أن ظاهرة التسرب من النظام التعليمي لها أسباب متعددة ومتشعبة تختلط فيها الأسباب التربوية مع الأسرية مع الاجتماعية والاقتصاديةوغيرها. فظاهرة التسرب هي نتاج لمجموعة من الأسباب تتفاعل وتتراكم مع بعضها تصاعديا لتدفع الطالب وبقبول من أسرته إما برضاها أو كأمر واقع إلى خروجه من النظام التعليمي قبل الانتهاء من المرحلة التعليمية التي ابتدأ فيها.
وأشار أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، إلى أن تدني التحصيل العلمي للطالب يعتبر على رأس العوامل المسببة للتسرب الدراسي، حيث إن تدني مستوى الطالب في المدرسة يسبب له شعورا بالإحباط مقارنة بزملائه لذلك وجود اخصائي بالمدرسة ضروري لاحتضان الطلاب .
ولفت "شحاتة" إلى تأثير الأصدقاء في الحي السكني للطالب حيث أنه في هذه الحالات يكون إهمال التعليم منتشرا على مستوى الحي بأكمله وتكون نسبة التحاق الأطفال بالمدرسة قليلا، ما قد يسبب تأثر هذا الطفل بمحيطه ويسبب هذا التأثر نفورا من المدرسة لديه وبالتالي التسرب منها.
وأضاف الخبير التربوي، أن وجود مشاكل لدى الأسرة حالات الطلاق والانفصال، من أهم الأسباب حيث تقل درجة الاهتمام والإشراف على الأبناء من قبل الأهل وعدم تشجيع الأهل للطالب على الدراسة ومساعدته على تخطي مشاكل التعليم بالاضافة الي عدم اهتمام الأسرة بظاهرة التعليم، ويعود ذلك إلى عادات وتقاليدولجوء الطالب إلى العمل أثناء هذه المرحلة بسبب فقر الأسرة أو تدني دخلها.
وقال الدكتور حسن شحاتة، إن حلول ظاهرة التسرب المدرسي بالدرجة الأولى في معالجة الأسباب التي أدت إليها إضافةً إلى سن التشريعات والقوانين التي تحمي حقوق الطفل في التعلم.
ومن أبرز الخطوات التي تساعد في القضاء علي ظاهرة التسرب المدرسي:
- نشر الوعي في المجتمع بأهمية التعليم والتأكيد على حصول جميع الأطفال على التعليم.
- دعم مجانية التعليم ودعم الأسر الفقيرة لتتمكن من إرسال أبنائها إلى المدرسة.
- إقرار مناهج تعليمية مناسبة واستخدام الوسائل ذات التأثير الأفضل لتعليم الأطفال.
- تدريب المدرسين وتأهيلهم للتعامل مع مختلف الطلاب بمختلف المستويات التعليمية للطفل وخاصةً مع الأطفال أصحاب المستوى الدراسي المتدني.
- أهمية تواجد مرشد نفسي واجتماعي مختص في كل مدرسة للتعامل مع المشاكل النفسية التي من الممكن أن يعاني منها الطفل نتيجة وضع أسري معين.
واختتم بأن ظاهرة التسرب من التعليم ينتج عنها العديد من المشكلات المجتمعية؛ منها انتشار البطالة حيث إنه لن يتمكن المتسرب من الالتحاق بالعمل، فيصبح عضوا غير هادف وفاعل في المجتمع، وبالتالي يقع ضحية الفقر، فيزداد معدل الجريمة والتفكك الأسري وأطفال الشوارع.