أعلن البيت الأبيض، بالتنسيق مع المفوضية الأوروبية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وكندا، عن دعم الولايات المتحدة استبعاد بنوك روسية من نظام "سويفت" البنكي الذي يربط آلاف المؤسسات المصرفية حول العالم، بحسب سى إن إن.
ويمثل خروج موسكو من نظام سويفت البنكي؛ أحد العقوبات التى يسعى الغرب لفرضها على روسيا لوقف عملياتها العسكرية على أوكرانيا والتى بدأت صباح الخميس الماضي,
وحول تأثير فصل روسيا من نظام سويفت وتأسيسه، يوضح محمد عبد الوهاب المحلل الاقتصادي والمستشار المالي للاتحاد العربي للتطوير والتنمية، التابع لمجلس الوحدة الاقتصادية التابع لجامعة الدول العربية، أن نظام الدفع المالى الإلكترونى العالمي (سويفت) هو نظام تشفير أو ترميز استحدث فى 1973 ليحل فى الاستخدام محل نظام التلكس المعمول به فى البنوك وقتها؛ لتسهيل حركة التدفقات النقدية العالمية، وجعلها أكثر سهولة وأمانا.
وأشار عبد الوهاب فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إلى أن النظام استخدمرسميا فى عام 1977، والمقر الرسمى له جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك فى بروكسل، والتي تأسست بموجب القانون البلجيكي، ويجب أن تمتثل للوائح الاتحاد الأوروبي، ومنذ ذلك الوقت أصبح سويفت هو بمثابة العمود الفقرى للنظام المالى العالمى حيث وصل عدد المستخدمين يوميا للنظام قرابة 42 مليون مستخدم عبر 11000 الف مؤسسة مالية تغطى جميع دول العالم.
وقال إن النظام مستخدم للربط بين البنوك والمؤسسات المالية داخل حدود الدولة وخارجها حيث لا تستطيع اجراء اى عمليات تحويل اموال بدون الحصول على كود السويفت المكون مابين 8 الى 11 رقم من اليسار 4 خانات تمثل رمز المؤسسة المالية ثم خانتان اسم الدولة وخانتان اسم المدينة ثم اسم البنك او رمز الفرع ، والتلويح بالطرد منه يعنى الحرمان من الية التداول العالمية للأموال.
وتابع عبد الوهاب: "تم التلويح سابقا باستخدام آلية الطرد خارج ذلك النظام كنوع من الردع الاقتصادى القاسى فى 2014 اثناء حرب القرم وتم استخدامه فعليا خلال الفتره ما بين 2012 و2016 كعقوبة على ايران".
ولفت عبد الوهاب، الى استخدام القوى الكبرى لتلك العقوبة الاقتصادية قاسية جدا على الاقتصاد وسوف تصيبة بالشلل وخاصة اقتصاد مثل الاقتصاد الروسى الذى يأتى فى المرتبة الثانية من حيث مستخدمى النظام عبر 300 مؤسسة مالية بعد الولايات المتحده الأمريكية وسوف تضع الاقتصاد الروسى والحكومة الروسية فى مأزق حقيقى أكثر من باقى العقوبات الاقتصادية الأخرى.
وتوقع عبد الوهاب، استعداد روسيا لتلك العقوبة منذ سنوات حيث أطلق البنك المركزى الروسى نظاما مشابها لذلك فى 2014 عرف باسم SPFS وتم استخدامه بشكل فعلى وتم الاعلان أن عدد الدول المشاركة فى النظام والتى تتعامل من خلاله بلغت 23 دولة من الدول الحليفة صاحبة المصالح المشتركة هذا الى جانب اطلاق الصين الحليف الاستراتيجى لروسيا نظامها فى عام 2015 وهو يعرف باسم CIPS وتم الاعلان عن الربط الفعلى بين النظامين فى 2019 هذا إلى جانب اعلان روسيا عن دخولها سوق العملات الرقمية.
استعداد روسيا للعقوبات
وكشف عبد الوهاب أن روسيا استعدت وحلفائها بشكل جيد للمعركة الاقتصادية التى دوما ما تلوح بها امريكا والدول الأوروبية، والتى اعتقدت ان تلك العقوبات الآن لن يكون لها التأثير القاسي على تلك الدول.
وشدد عبد الوهاب على أن النظام الاقتصادي العالمى سيشهد تغيرا كبيرا فى المرحلة المقبلة وأمريكا صاحبة اليد المرتعشة واوربا العجوز لن تفلح فى مواجهة موجة التغيير القوى، ووجب عليهم الاستعداد للنظام العالمى الجديد.