قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أزمة إنسانية تلوح في الأفق..100 ألف نازح أوكراني و2 مليار دولار مساعدات

النازحين في أوكرانيا
النازحين في أوكرانيا
×

أصبح الوضع على أشده منذ بدء الهجوم الروسي ليلة الخميس 24 فبراير على الأراضي الأوكرانية، ليس على الجنود والمقاتلين فقط في الحرب، إنما أيضا على الشعب الأوكراني، حيث نزح نحو 100 ألف شخص حتى الآن بسبب النزاع، ومن المتوقع زيادة النازحين المدنيين إلى 1,8 مليون.

وتدفق عشرات آلاف النازحين من أوكرانيا إلى دول مجاورة مثل سلوفاكيا وبولندا، وتنظر هذه الدول لوضع إجراءات حماية استثنائية للتعامل معهم، وبالتالي تتوقع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين عبور نحو 4 ملايين نازح من أوكرانيا بسبب الحرب.

كما اندلعت المعارك بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية على مشارف العاصمة كييف للغزو الروسي الذي أودى بحياة العشرات، ووافق الاتحاد الأوروبي على عقوبات تستهدف الرئيس فلاديمير بوتين.

وفي وقت سابق، كانت الأمم المتحدة تقدم المساعدة لنحو 3 ملايين شخص لا سيما في شرق أوكرانيا قبل بدء النزاع.

ولكن الآن تخطط الأمم المتحدة لطلب مساعدة تصل إلى ملياري دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لمعالجة أزمة إنسانية تلوح بالأفق في أوكرانيا، حيث يفر مئات الآلاف من المدنيين من منازلهم هربا من الهجمات الروسية، وفقا لمجلة فورين بوليسي.

100 ألف نازح

ومن جانبه، قال مارتن غريفيث، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، الجمعة: "أنا قلق للغاية بشأن تأثير التصعيد المستمر على المدنيين".

وأكد أن الوضع على الأرض فوضويا ومتقلبا للغاية بحيث لا يمكن تحديد عدد الأشخاص الذين نزحوا أو فروا من البلاد على وجه التحديد، مشيرا أن الأرقام الأولية تقول إن 100 ألف شخص نزحوا حتى الآن بسبب النزاع، وتابع "نتوقع أن يكون هناك 1,8 مليون نازح إضافي" في المستقبل.

كما أعلن نائب وزير الداخلية البولندي، باول سفيرناكر، أمس، أن 100 ألف أوكراني عبروا الحدود البولندية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، وقال ناكر للصحفيين الذين التقاهم في قرية مديكا الحدودية "منذ بدء العمليات العسكرية في أوكرانيا، عبر 100 ألف شخص الحدود قادمين من أوكرانيا إلى بولندا"، أن تسعين بالمئة من اللاجئين لديهم أماكن فعلية يتوجهون إليها في بولندا، مثل منازل أصدقاء أو أفراد أسرة، لكن الباقين قصدوا 9 مراكز استقبال أقيمت على طول الحدود، وتقدم تلك المراكز وجبات طعام ورعاية طبية ومكان للاستراحة.

وتحدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيرات الغرب بشن غزو واسع النطاق الخميس أدى إلى نزوح ما لا يقل عن 100 ألف شخص وأثار الإدانات من جميع أنحاء العالم.

أكثر من 100 ألف لاجئ أوكراني

وفي هذا الصدد قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الأفريقية، إن عدد النازحين تجاوز عدد الـ 100 ألف نازح بكثير، موضحا أن دعم النازحين أو اللاجئين من جراء الحروب أمر واجب إنسانيا .

وأضاف حليمة في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن النظام الدولي بما يشمله من مواثيق واتفاقات وقوانين دولية ذات صلة تستوجب ذلك، مشيرا إلى أن روسيا مهما ادعت من أسباب لغزوها دولة ذات سيادة فإنها انتهكت القانون الدولي ولم تحترم المواثيق والاتفاقات الدولية ذات الصلة مستهدفة احياء امبراطورية مفقودة متحللة لدول ذات سيادة.

ولفت إلى أن حرب جاءت على خلفية ادعاءات لتأمين الأمن القومي الروسي الذى بحكم التوازن النووي مؤمن وبحكم التفوق العسكري الروسي يجعل الحرب بين طرفين غير متكافئين عسكريا، لتنتهج روسيا سياسة الأحادية وفرض الامر الواقع بغطرسة القوة.

واختتم: "هذه الحرب تكشف ما يشوب النظام الدولي الحالي من عوار خاصة فيما يتعلق بمجلس الأمن وحق الفيتو ما يستوجب احياء عملية إصلاح الأمم المتحدة وتعديل ميثاقها".

أبسط الحقوق الإنسانية

ومن جانبه قال طارق البرديسي خبير علاقات دولية إن أوكرانيا وقعت ضحية، وأصبحت وكأنها قطعة ساخنة في فم الدب الروسي والأسد الروسي فلاديمير بوتين، مشددا على أن أوكرانيا تورطت في هذه الحرب.

وأضاف البرديسي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الحرب ليست بين روسيا وأوكرانيا، لكنها بين دول الناتو والولايات المتحدة وروسيا، كما أنه يعتبر توازنات دولية، وأوكرانيا كانت مجرد مسرح عمليات على خشبة المسرح.

وأشار البرديسي الى أن من أبسط الحقوق الإنسانية أن تدعم الدول المجاورة لأوكرانيا النازحين منها، وتقدم لهم المأكل والملبس والمشرب.

مراكز استقبال على الحدود

وفي بولندا التي تتشارك مع أوكرانيا خطًا حدوديًا كبيرًا، لجأت السلطات البولندية لتدشين مراكز استقبال على الحدود ما بين البلدين.

وقالت السلطات البولندية إن البلاد استقبلت ما يقرب من 100 ألف أوكراني منذ بدء الحرب، وان 90 % منهم يقصدون البلاد لـ اللجوء في أماكن محددة من خلال منازل أقارب وأصدقاء، بينما 10% فقط يقصدون مراكز الاستقبال الحدودية التي تقدم لهم الوجبات والرعاية الكاملة.

أما رومانيا فتقول إنها استقبلت في اليوم الأول من الحرب فقط 10 آلاف شخص قادم من أوكرانيا.

طوارئ في دول الجوار

وعلى الجانب السلوفاكي، أعلنت الحكومة، أمس السبت، أن الوضع في البلاد استثنائيا للتعامل بشكل أفضل مع تدفق النازحين من أوكرانيا.

وتسمح هذه الخطوة للحكومة باتخاذ إجراءات حماية مدنية خاصة بشكل سريع، بدون أن تضطر أولا إلى إحالة القضية إلى البرلمان.

وفي ذات السياق اتفقت السلطات المصرية على أن تسمح سلطات سلوفاكيا بدخول المصريين القادمين من أوكرانيا بدون تأشيرة.

وطالبت سفارة مصر في كييف المصريين الباقين حتى الآن في أوكرانيا بسرعة إرسال صور جوازات سفرهم على رقم طوارئ خاص بسفارة مصر في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا، من أجل تسهيل دخولهم من الحدود.

وانضمت سلوفاكيا إلى رومانيا وبولندا ومولدوفا كوجهات أعلنت السلطات المصرية عن إمكانية توجه المصريين العالقين في أوكرانيا إليها.

5 ملايين نازح متوقع

ومن جانبها قدرت الأمم المتحدة أن الحرب الجديدة التي تشنها روسيا على أوكرانيا ستؤدي إلى نزوح 5 ملايين أوكراني للفرار من البلاد.

وكانت توقعات أولية لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين تشير إلى عبور نحو أربعة ملايين نازح من أوكرانيا بسبب الحرب، لكن الأوضاع تتفاقم سوءًا.

آخر نزوح سكان

وكان آخر نزوح سكان على نطاق واسع في أوروبا بنفي 800 ألف من الألبان الإثنيين وتهجير 250 ألفا آخرين، خلال حرب كوسوفو في عام 1999، كما أن هناك نزوح السكان الأكبر في التاريخ وهو فرار وطرد الألمان (1944–1950) بعد الحرب العالمية الثانية، والذي تضمن أكثر من 12 مليون شخص.

ونسبت الانتقالات السكانية الكبيرة في أوروبا إلى السياسات الإثنية التي قام بها جوزيف ستالين في الاتحاد السوفيتي، وكان سد الممرات الثلاثة الذي أقامته الصين أقرب مثال معروف على نزوح السكان بسبب التطور الاقتصادي.