اعتمدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، مدرسة حقلية لضعاف السمع والكلام بقرية الشركة في واحة الخارجة، وذلك في إطار فعاليات المدارس الحقلية التي تنفذها منظمة الفاو ومركز بحوث الصحراء ضمن أنشطة مشروع الإدارة المستدامة للنظم الأيكولوجية الزراعية لواحة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد.
وذلك إيمانًا منها بأهمية تمكين ذوي الهمم وأصحاب الإعاقات من العمل في القطاع الزراعي.
وصرح نصر الدين حاج الأمين، ممثل منظمة الفاو في مصر، بأن الفاو تقدم المساعدة الفنية لتنفيذ هذا المشروع بناءً على طلب من الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء وشركاء التنمية بالمحافظة، وذلك بتمويل من مرفق البيئة العالمية، بغرض تحسين حياة المزارعين، حيث يساهم في تكثيف الإنتاج الغذائي المستدام ويوفر خيارات سُبل العيش المتنوعة.
ويعتبر نشاط مدارس المزارعين الحقلية أحد الأنشطة المتبعة من المشروع لتحسين ممارسات إدارة التربة والمياه بواحة الخارجة، وهذه المدرسة الحقلية المخصصة لضعاف السمع والكلام تؤكد أن عدم القدرة الجسدية لا تمثل أي عائق في التعلم والمشاركة الفاعلة في المجتمع، وهو ما يتماشى مع سياسات منظمة الفاو في إتاحة الفرصة العادلة لجميع فئات المجتمع الزراعي من الشباب والنساء وذوي الهمم من الريفيين.
وقال عبد الله زغلول، رئيس مركز بحوث الصحراء والمنسق الوطني للمشروع، إن المشروع يستهدف تنفيذ 90 مدرسة حقلية بقرى واحة الخارجة، تتضمن تحسين نظم الإدارة المستدامة للتربة والمياه والحفاظ على التنوع البيولوجي الزراعي، مؤكدًا العمل الجاد ضمن توجيهات القيادة السياسية الخاصة بالاهتمام بذوي القدرات الخاصة في جميع مجالات الحياة، ومن بينها القطاع الزراعي، تنفيذا لتعليمات الوزارة وتحقيقًا لرؤية مصر 2030.
وبلغ عدد المشاركين في هذه المدرسة 17 عضواً من ضعاف السمع والكلام، إضافة إلى عدد من زوجاتهم، وذلك لتحسين ممارسات إدارة نخيل البلح بغرض زيادة الدخل وتحسين سبل المعيشة لهم.
يشار إلى أن المشروع يعتمد بصفة رئيسية على النهج التشاركي في كل خطوة بدءًا من تحديد الممارسات الفعلية التي يقوم بها المزارعون وصولًا إلى حزمة من التوصيات المحسنة لحفظ التنوع البيولوجي الزراعي والإدارة المستدامة للتربة والمياه بواحة الخارجة، حيث يستهدف تحسين الممارسات المستدامة للتربة والمياه وحفظ التنوع البيولوجي الزراعي في قرى الشركة والمنيرة وناصر الثورة من خلال تقديم الدعم الفني لـ 3 آلاف مزارع من الرجال والسيدات.
وتتضمن أنشطة المشروع أيضًا إنشاء بنك مجتمعي لحفظ الأنواع النباتية البرية ذات القيمة الاقتصادية بواحة الخارجة على مساحة 7 آلاف فدان بقرى المشروع.