الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اللي عنده معزة يلمها

صدى البلد

بداية لابد أن نعلن الرفض التام لانتهاك سيادة أي دولة، والتنديد بأن تكون القوة هى لغة التعامل بين الدول وبعضها البعض ولا حتى الأفراد ، ولكن مايحدث من هجوم روسى على أوكرانيا يجعلك تتذكر الجملة الشهيرة التى سادت السوشيال ميديا منذ فترة ليست بالقصيرة وتصدرها أبو  طفل  الحضانة التى قيل إن أم طفلة فى نفس الحضانة تقول أنه يحبها  وأن  أم الطفلة أقامت الدنيا ولم تقعدها ليقطع الكلام بقول الاب أن اللى عنده معزة يلمها .

مايحدث فى أوكرانيا منذ حرب التصريحات النارية للولايات المتحدة وداعميها عن أن اوكرانيا دولة ذات سيادة، ولا يمكن لاى دولة انتهاك سيادتها ، وأن واشنطن والغرب فى ضهر أوكرانيا ، وليس هذا فقط بل ارسال حشود عسكرية الى الحدود الاوكرانية الروسية وزد عليه وهذا هو مربط الفرس كما يقال طمأنة أوكرانيا بأن وراها رجالة على حد وصفهم أنفسهم ، وعندما وقعت الواقعة وغزت موسكو كييف وجدت الأخيرة نفسها وحيدة فى حرب غير متكافئة ولاتملك فيها إلا الإذعان لمطالب الدب الروسى وعودتها إلى حظيرته صاغرة .

مايحدث فى الحرب الأوكرانية يجعلك تذرف الدمع على ماحدث فى العراق من غزو انجلو امريكى أعاد العراق إلى العصور  الوسطى بعدما كانت حاضرة المنطقة وفخرها وكان معدل دخل المواطن العراقى يحتل المرتبة العليا اقليميا ودوليا . 

مايحدث فى أوكرانيا ماهو الا سيناريو روسى أنجلو امريكى لتوزيع الأدوار من جديد وترتيب منضدة الاحتفال بتوزيع ثروات العالم الضعيف المتآكل ، مافعلته روسيا فى اوكرانيا ليس كما يبدو بأن الغرب والولايات المتحدة لم يكن على علم بكافة خطواته بل بالعكس تماما فالكل كان يعلم ويعرف ماذا يجرى وماهو العائد وكلهم متفقين على مبدأ واحد وهو بالبلدى كده ( سيب وانا اسيب).

 الحرب الروسية الأوكرانية ليست الحرب العالمية الثالثة، ولا هى حرب من الأساس، إنما من الممكن تصنيفها بمشهد استعراضى نفذه الدب الروسى بموافقة كل من فى حديقة الحيوان اقصد الحياة الدولية ، هى ليست حربا ياسادة لان الافيال لايتصارعون ولا يقترب ايهما للاخر الا فى حدود الاتفاق على ماذا بعد؟ 

روسيا والولايات المتحدة والغرب يرتبون الكراسى حتى تتواصل لعبة الكراسى الدولية، ويستمر الاستعراض والجرى والتخابر والاتفاق والاختلاف ليبقى فى اخر المطاف كرسى وحيد يجلس عليه كيان اوحد فى يده اوراق اللعبة السياسية كلها فاذا قام بدوره كما ينبغى ويكون غض عنه البصر من  يناظره فى القوة والاهمية ، اما ان افترى وتعجب بنفسه ونسى او تناسى  هؤلاء الداعمين او اكثرهم تأثيرا حينها فقط سيعاد المشهد الروسى الاوكرانى الذى يذكر بأن القطب الاوحد فقد الكثير من صلاحياته وبأن عودة القطبين فى طريقها الى فرض نفسها على العالم كله والمجتمع الدولى برمته.

أوكرانيا جففى دمعك واستعدى للقادم فما انتِ إلا عشب تصارع عليه فيل من أجل إثبات حقه وفقا لرؤية وسيناريو واكشن روسى امريكى غربى ..