أصوت إنفجارات و صفير طائرات مقاتلة تقصف صواريخ لتحيل الدمار بالمدن الأوكرانية، التي تعمها حطام المباني والمعدات العسكرية في مشاهد يعيد لأذهان الأوكران عصور الحروب العالمية، ويكسي أعين الأطفال والنساء بالدموع الذعر والخوف.
بنبضات قلب متسارعة من وتيرة الخوف ينتظر "فولوديمير أرتيمشوك" مهندس أوكراني متخصص في الطاقة المتجددة، مصيره المجهول داخل منزله المهدد بالدمار في أي وقت لكونه يعيش بمدينة كييف العاصمة الأوكرانية، التي يحاوطها الصراعات العسكرية من كافة الجوانب، في ظل منع الجيش الأوكراني لتوغل جيش الروسي إلى العاصمة الأوكرانية.
دموع وألم
منذ إندلاع الحرب الروسية خلال الأيام الأربعة الماضية، لم يغفل لـ "فولوديمير " جفن ولم يغمض له عين من الخوف و القلق المحفوف بمخاطر بقاءه على قيد الحياة، وسط أصوات صواريخ تضيء سماء مدينة الأوكرانية بالنيران والرماد، وصراخ وعويل الأطفال والنساء المدوي في ربوع مدينة كييف، وذلك بحسب وصف المهندس الأوكراني "فولوديمير" لموقع "صدى البلد".
تبدلت رائحة الورود برائحة البارود وعوادم المزنجرات الحربية، التي احتشدت لحماية المدينة من هجوم الجيش الروسي الضروس، الذي يزيدات شرسة مع الوقت، لتتبدل الحياة بمدينة الكييف رأساً على عقب لتبات العاصمة التي كانت تضج بالحياة إلى مدينة مهجورة تشبه السكنات العسكرية، ليتبدد جمال المدينة وسط الدمار وبرك الدماء الناتجة عن الهجمات الروسية.
ووفقاً للمعلومات الرسمية للجانب الأوكراني ، استهدفت الهجمات الصاروخية الروسية بالأساس المنشآت العسكرية الأوكرانية ، بما في ذلك المطارات، حيث أعلان في البداية حالة الطوارئ أولاً ثم حالة الحرب.
وفي ظل الظروف المرعبة التي يعيشها المهندس الأوكراني "فولوديمير" بالعاصمة "كييف "، يحاول تهدئة وطمأنة أقاربه وأصدقائه، في محاولة للتمسك بأمل العيش بسلام دون التعرض لمخاطر الحرب المدمرة.
سلاسل بشرية
يروي "فولوديمير" المأساة التي تعيشها مدينة أوكرانية قائلا " في الأيام الماضية كانت معظم المتاجر مفتوحة، ولكن كانت هناك سلسلة بشرية طويلة وعلى الرغم من ذلك كان بإمكان الجميع شراء كل احتياجاتهم الأساسية، حيث لم يكن هناك الذعر الشديد الذي يعيشه أهالي العاصمة الان".
مغادرة المدينة والهجرة من الأراضي الأوكرانية هو المشهد السائد بين صفوف المواطنين الأوكران منذ إندلاع الصراع الروسي الأوكراني، في ظل ظروف عصيبة لا يعلمها غير الله، وذلك وفقاً لتعبر "فولوديمير".
"الحرب مروعة ، يجب إيقاف الحرب وعدم السماح بها مرة أخرى أبدًا" تلك كانت رسالة "فولوديمير" المؤثرة للعالم ليصف من خلالها المعاناة المروعة التي يعشها منذ إندلاع الحرب على مدينته التي تواجه مصير مجهول لا يمكن لأحد توقعه.