يقترب زعماء العالم من الاتفاق على عزل روسيا عن نظام سويفت للمدفوعات العالمية، في خطوة يعتبرها محللون أخطر عقوبة تهدد موسكو، في إطار سلسلة العقوبات المفروضة عليها، مع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الثالث.
وطالب رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسك باستبعاد روسيا من نظام سويفت، فيما لا تزال الدول الغربية والولايات المتحدة في انقسام بشأن طرد روسيا.
وأعلنت جول مثل فرنسا وبريطانيا والتشيك وأوكرانيا تأييدها لاستبعاد روسيا من نظام سويفت، في حين قالت ألمانيا إنها لا تعارض مثل هذه الخطوة و"لكننا نفكر في العواقب".
وفي هذا السياق، قال وزير المالية الفرنسي برونو لومير، إن خيار عزل روسيا عن نظام سويفت للمدفوعات العالمية بين البنوك يظل قائما لكنه يعتبره "الخيار الأخير".
كما أكد وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أن بلاده ترغب في عزل روسيا عن نظام سويفت للمدفوعات العالمية بين البنوك.
في حين نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول رئاسي فرنسي قوله إن المناقشات بين أعضاء الاتحاد الأوروبي، حول عزل روسيا عن نظام سويفت، توشك على الوصول إلى نتيجة ناجحة.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إنه لا توجد دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تمنع عزل روسيا عن هذا النظام، لكن المحادثات لا تزال جارية.
كما أفادت وكالة "بلومبيرج" الأمريكية بأن إدارة الرئيس جو بايدن تناقش استبعاد روسيا من نظام شبكة سويفت للمدفوعات المالية.
ما هو نظام سويفت المصرفي؟
ويسمح نظام سويفت للمصارف بإجراء مراسلات بشكل سريع وآمن بشأن تحويلات مالية، ومن شأن إقصاء روسيا عنه تعطيل تجارتها مع معظم أنحاء العالم.
وسويفت - SWIFT - هي اختصار "جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك"، وقد تم إنشاء هذا النظام عام 1973، وتتخذ الجمعية من بلجيكا مقرا لها، ويربط نظام سويفت 11 ألف بنك ومؤسسة في أكثر من 200 دولة.
ويشمل ذا النظام أكثر من 40 مليون رسالة يومية، حيث يتم تداول تريليونات الدولارات بين الشركات والحكومات، ويعتقد أن المدفوعات الروسية تمثل 1% من حجم التعاملات عبر نظام سويفت.
ومن المفترض أن يساعد نظام سويفت في جعل التجارة الدولية الآمنة ممكنة لأعضائها، ويجب أن لا ينحاز إلى أي طرف في النزاعات.
وفي عام 2012، تم طرد إيران من "سويفت" بسبب العقوبات المفروضة على برنامجها النووي، ما تسبب في خسارتها نحو نصف عائدات تصدير النفط و30% من التجارة الخارجية.
كيف يؤثر القرار على روسيا والغرب؟
يتوقع الخبراء أن يؤدي حظر روسيا من التعامل عبر نظام سويفت، الذي تستخدمه آلاف البنوك، إلى التأثير على شبكة البنوك الروسية وقدرة روسيا على الوصول للمال.
ورغم ذلك، تخشى بعض الحكومات من تؤثر الخطوة على اقتصاداتها وشركاتها، بسبب تأثر قطاعات مرتبطة بها مثل، شراء الغاز والبترول من روسيا.
وحسب التقارير، تعد روسيا هي الدولة الثانية بعد الولايات المتحدة في عدد مستخدمي "سويفت"، حيث يضم حوالي 300 بنك ومؤسسة روسية.
ويعني طرد روسيا من النظام، منع البنوك من إجراء معاملات مع بنوك الدولة المعاقبة، ما يثير قلق بعض الدول الأكثر اعتمادا اقتصاديا على موسكو، مثل ألمانيا.
بدوره، أكد رئيس اللجنة الشرقية للاقتصاد الألماني، أوليفر هيرميس، أن عزل روسيا عن النظام "سيخلق مشاكل كبيرة لاقتصادات الغرب، وسيكبده مليارات الدولارات".
ورغم ذلك، يؤكد البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي أن ستبعاد روسيا من نظام سويفت "يظل خيارا مطروحا"، لكن الحلفاء يفضلون اتخاذ الخطوات بعد تنسيق مشترك.
أما روسيا، فتعمل على تطوير بنية تحتية مالية محلية لمواجهة مثل هذا التهديد، بينها نظام (SPFS) الخاص بالتحويلات المصرفية ونظام مير (Mir) للدفع بالبطاقات.
ويوم الخميس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إطلاق عملية عسكرية خاصة في دونباس، جنوب شرقي أوكرانيا، لافتا إلى أن روسيا لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية.
وحذر بوتين من أن موسكو سترد، فورا، على أي محاولة من الخارج لعرقلة العملية العسكرية، وسوف يؤدي ذلك الرد إلى نتائج لم تواجه أبدا في تاريخ أولئك الذين قد تسول لهم نفسهم التدخل في الأحداث الجارية.
وردا على العملية الروسية في أوكرانيا، وافق الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على خطة لمعاقبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف، في خطوة تهدف لتجميد أصولهما الخارجية.
كما تلزم العقوبات المصارف الأوروبية برفض استلام إيداع مالي من مواطنين روس تفوق قيمته 100 ألف يورو، ومنع العديد من الشركات الروسية المرتبطة بالحكومة من الحصول على تمويل أوروبي.
وأعلن البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة بصدد فرض عقوبات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرجي لافروف.