الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيناريو رهيب.. خطر جديد يهدد بدخول أمريكا في الحرب ضد روسيا

بوتين وبايدن ومخاطر
بوتين وبايدن ومخاطر الاشتباكات العسكرية التي قد تشعل الحرب

كشفت شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، أن هناك خطرا يهدد بدخول أمريكا للحرب مع روسيا، إذا ما حدث تراشق نيراني بين الجانبين، حيث ترابط قوات أمريكية بالقرب من أوكرانيا.

وقالت “إن بي سي نيوز”: “تعمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على إنشاء قناة اتصال خلفية مع  الجيش الروسي لمنع اشتباك عرضي بين القوات الأمريكية والروسية على طول الحدود الأوكرانية، حيث تشن موسكو هجومًا كاسحًا في جميع أنحاء أوكرانيا وفي العاصمة الأوكرانية كييف”، وفقًا لمصدرين على دراية بـالمناقشات.

وذكرت المصادر أن مثل هذا الترتيب سيسمح للمسئولين من كلا البلدين بتبادل المعلومات لضمان أن  القوات الروسية التي تهاجم أوكرانيا تتجنب عبور المسارات مع القوات الأمريكية العاملة في مكان قريب في أوروبا الشرقية، بما في ذلك على طول الحدود البولندية والبحر الأسود.

 ومع ذلك، قالت المصادر، إنه في حين أن لدى الإدارة خيارات مختلفة لـ "تفادي الاشتباك"، كما يسميها الجيش، مع روسيا ، فإن أيًا من الخيارات لا يزيل تمامًا جميع المخاطر التي تتعرض لها القوات الأمريكية في المنطقة.

وأردفت المصادر أن بعض المسئولين الأمريكيين أبدوا تحفظات بشأن إنشاء قناة اتصال قبل أن تشن روسيا هجومها على أوكرانيا هذا الأسبوع، خشية أن يُنظر إليها على أنها موافقة ضمنية على غزو موسكو.

وأشارت المصادر إلى أن قناة الاتصال ستركز على مخاطر الهجمات الصاروخية الخاطئة وضمان عمل الطائرات والسفن الحربية الروسية والأمريكية في مناطق منفصلة. 

من المحتمل أن تعمل قناة الاتصال بين الضابط العسكري الأمريكي الكبير الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، ونظيره الروسي، رئيس الأركان العامة الروسية الجنرال فاليري جيراسيموف، وبين القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي، الجنرال الأمريكي  تود وولترز، وضابط روسي كبير آخر، وفق ما  قالت المصادر.

ولفت مصدر مطلع إلى أن مسئولي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ناقشوا مؤخرا قنوات اتصال محتملة مع كبار مسئولي البيت الأبيض.

لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت روسيا ستوافق على الفكرة. 

ويوم أمس، الجمعة، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، لشبكة “إن بي سي نيوز” في بروكسل: "إنه قلق للغاية بشأن  الخطأ والاشتباك مع الجيش الروسي وتحدث إلى القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي حول ضمان قنوات تفادي الاشتباك، بما في ذلك في البحر الأسود".

وتعليقًا على هذه المعلومات، قال بين هودجز، الضابط الأمريكي برتبة ملازم أول متقاعد خدم كقائد عسكري أمريكي في أوروبا من 2014 إلى 2017 ، "إن الخطر حقيقي للغاية". 

وذكر هودجز، الذي يشغل الآن منصب رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية في مركز تحليل السياسة الأوروبية، أنه في ظل "الضباب والاحتكاك في الحرب"، يمكن حتى للقوات والطيارين المدربين تدريباً جيداً أن يرتكبوا أخطاء.

وقال هودجز إن طائرات الناتو في أوروبا الشرقية والسفن الحربية في البحر الأسود لديها على الأرجح تعليمات صارمة لمنح القوات الروسية مساحة واسعة.

ويعني الهجوم الروسي على أوكرانيا وتوسيع وجود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية أن الجيشين يعملان الآن على مقربة شديدة من بعضهما البعض.

وذكر هودجز وخبراء آخرون أنه من الهجمات الإلكترونية عبر الحدود، أو أخطاء الملاحة، أو الضربات الصاروخية الفاشلة، أو الاصطدامات في الجو أو في البحر الأسود، هناك الكثير من الفرص لوقوع حوادث مؤسفة.

وعلق تافريديس، أميرال متقاعد برتبة أربع نجوم، وقائد سابق في حلف الناتو: "إن احتمال وقوع خطأ في التقدير أو وقوع حادث عسكري ليس بالأمر المهم".

وقال ستافريديس، وهو الآن مساهم في استشارات الأمن القومي لشبكة “إن بي سي نيوز”: "يجب أن يعمل البنتاجون على حل النزاع مع روسيا".

حتى قبل الهجوم الروسي على أوكرانيا، أبلغ البنتاجون عن حالات عديدة لطائرات وسفن حربية روسية تقوم بما تصفه بأعمال محفوفة بالمخاطر وغير مسئولة.

في 16 فبراير الجاري، واجهت ثلاث طائرات استطلاع تابعة للبحرية الأمريكية من طراز P-8 تحلق في المجال الجوي الدولي فوق البحر الأبيض المتوسط ​التقاءات كادت تتطور لمواجهات مع الطائرات الروسية التي وصفتها البحرية الأميركية بأنها "غير احترافية".

وأعلنت روسيا هجومًا واسعًا لها على أوكرانيا، في أكبر هجوم تشنه دولة ضد أخرى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، حيث أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قراره بإطلاق عملية عسكرية خاصة لحماية دونباس في جنوب شرق أوكرانيا.

وبرر بوتين العملي لسعيه لمنع أوكرانيا من امتلاك أسلحة نووية، دون أن يصاحب ذلك هدف احتلال أراضي، داعيًا الجنود الأوكرانيين لإلقاء أسلحتهم، متوعدًا خصومه بعواقب وخيمة إذا تدخلوا ضده، قائلًا إنه "لا يمكن لروسيا أن تشعر بالأمان وتستمر في الوجود والتطور في ظل تهديد دائم من أوكرانيا".

وذكر بوتين أن محاولات روسيا الاتفاق على عدم توسيع الناتو باءت بالفشل والوضع بشأن توسع الحلف أصبح أكثر خطورة ولم يعد بإمكاننا الصمت.