أوعزت السلطات الأوكرانية لسكان العاصمة كييف بتجهيز زجاجات قنابل حارقة، المعروفة باسم كوكتيل مولوتوف، للدفاع عن مدينتهم في مواجهة الاجتياح الروسي المرتقب.
وذكرت وكالة "رويترز" أن القذائف الروسية لم تتوقف عن السقوط على كييف طوال الليلة الماضية، فيما احتمى الباقين من سكان المدينة البالغ عددهم 3 ملايين نسمة في الأقبية وملاجئ مرتجلة.
ووجهت وزارة الدفاع الأوكرانية لسكان كييف نداءًا نصه "اصنعوا كوكتيل مولوتوف ودمروا المحتل"، بينما طالبت السلطات المحلية بمدينة أوبولون شمال غربي العاصمة سكانها بالابتعاد عن الطرق الرئيسية خشية استهدافها من جانب القوات الروسية.
ولجأ بعض السكان إلى محطات مترو أنفاق تُستخدم كملاجئ للغارات الجوية، أو اندفعوا إلى الأقبية في مجمعات سكنية أو مبانٍ أخرى عندما دقت إنذارات الغارات الجوية.
وتقول آلا البالغة من العمر 40 عامًا "كان الأطفال خائفين، يبكون ويسألون: أمي، هل نموت جميعًا؟". كان القبو الذي اختبأت فيه مليئًا بمئات الأشخاص بلا مكان للنوم، فقط الكراسي وبعض الماء. حتى العثور على مكان للجلوس كان صعبًا.
وبحسب "رويترز"، استحضر القادة الأوكرانيون ذكريات الهجوم الألماني النازي على كييف في عام 1941. واستغرق إصلاح الأضرار التي لحقت بالمدينة القديمة خلال الحرب العالمية الثانية سنوات.
وخلال الحرب العالمية الثانية أيضًا، شاع استخدام قنابل مولوتوف كسلاح بدائي الصنع تواجه به المقاومات الشعبية والمدنيين العزل القوات الغازية من دول مختلفة.
ومن غير المعروف أصل هذه القنبلة، حيث توجد عدة روايات حولها، أرجحها بأنها ظهرت في الحرب الأهلية الإسبانية، في ثلاثينات القرن الماضي، حيث بدأ المقاتلون الجمهوريون يلقون بها على دبابات القوميين، ما يعني أنها ظهرت خلال السنوات 1936-1939.
ولكنها أخذت تسمية "مولوتوف" في مطلع الحرب العالمية الثانية، عندما غزت القوات السوفيتية فنلندا، فيما يعرف بمعركة الشتاء، وإحدى الروايات تشير إلى أن أصل التسمية يعود للإعلام الروسي، حيث كان ينشر تقارير تتحدث عن صواريخ "مولوتوف"، وهي تعني "المطرقة".
وكان السوفييت في حينها يلقون بقنابل عنقودية على الفنلنديين، والتي كان يطلق عليها "سلال خبز مولوتوف"، ولهذا كان يواجهها الفنلنديين بزجاجات حارقة، في إشارة إلى الشراب الذي يرافق الطعام. وبعد ذلك بدأ الفنلنديون أنفسهم يطلقون على هذه القنابل المصنعة يدويا، بـ"قنابل مولوتوف"، حيث قام ائتلاف من مصنعي المشروبات الكحولية بتحضير نصف مليون زجاجة مولوتوف.
ولكن وفق موقع "نيو ريبابليكا" فإن أصل التسمية من الفنلنديين، كان يرتبط بالتهكم على وزير الخارجية السوفيتي فياتشيسلاف مولوتوف، والذي كان قد وقع اتفاقية مولوتوف-ريبنتروب والتي قسمت مناطق النفوذ ما بين الأراضي النازية والسوفيتية، حيث عادت فنلندا لتصبح تحت نفوذ السوفييت.
وفي عام 1940، كانت بريطانيا تستعد لمعارك مع ألمانيا النازية في وقتها، ولهذا قامت بتسليح وحدات خاصة موجودة في المنازل بزجاجات مولوتوف.
وبعد ذلك، ولسهولة تصنيع هذه القنبلة، بدأت تكتسب شعبية في الاحتجاجات المناهضة للشيوعية، وتستخدم في الثورات والاحتجاجات على نطاق واسع.