أعلنت دار الإفتاء المصرية، أن ليلة يوم الإثنين القادم، هي ليلة الإسراء والمعراج، وتبدأ من مغرب يوم الأحد 27 فبراير حتى فجر الإثنين الموافق 28 فبراير، الموافق 27 رجب لعام 1443 هجرية.
هل كانت رحلة الإسراء رؤيا منامية؟
قال الدكتور إبراهيم الهدهد، من علماء الأزهر الشريف، إن قوله تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى} يرد على أن معجزة الإسراء والمعراج كانت رؤيا منامية، فهذا ليس صحيحا.
وأضاف إبراهيم الهدهد، خلال خطبة الجمعة، من رحاب الجامع الأزهر الشريف، أن الكلام ليس صحيحا لأن الإسراء كان بعبده والعبد لا يطلق إلا على الروح والجسد، ولو قال ربنا "سبحان الذي أسرى بروحه" لكان لذلك القول مدخل.
وذكر خطيب الجامع الأزهر، أن هذا لا يتعارض مع قوله تعالى داخل سورة الإسراء (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) لأن الذين قالوا إن الإسراء كان رؤية منامية، إنما اعتمدوا على هذه الآية واعتمدوا على بعض روايات أخرى، وذلك بناءا منهم على أن الرؤيا بالألف المقصورة، تكون بالرؤيا المنامية، أما الرؤية البصرية فتكون في الرؤية الحياتية.
ورد عليهم خطيب الأزهر في قولهم هذا قائلا "كان عليكم أن تراجعوا أهل العلم فإن اللغة العربية كما تستخدم رأى في البصر، تستخدمها في المنام، غير أن هذا تعبير أغلبي.
ويؤيد هذا أيضا أن الحق سبحانه وتعالى حينما حدثنا عن الإسراء في سورة النجم قال "مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى" والبصر من أدوات الجسد وليس من أدوات الروح، وقال أيضا "أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ" أي أفتجادلونه فيما رأى ومعلوم أن الرؤى المنامية، حتى من الناس غير المعصومين لايجري فيها مراء ولا جدل، وإنما المراء والجدل فيما يكون معجزة.
وأكد أنه بعد كل هذا ما سبق، فالمسلمون وعموم الامة، على أن الإسراء معجزة وأنها حدثت لسيدنا رسول الله تكريما له وفيها إشارات ومعجزات كثيرات وبيان لمقدار سيدنا رسول الله عند ربه، ليتبصر الخلق مقامه فهو أشرف الأنبياء لذا أمهم هناك في المسجد الأقصى، فكيف نرد كلاما جاء فيه أكثر من 30 حديثا صحيحا في كتب الصحاح وغيرها.