كشفت إيرينا تسوكرمان، المحامية والمحللة في مجال حقوق الإنسان والأمن القومي والقضايا الجيوسياسية، ورئيس تحرير صحيفة واشنطن أوتسايدر، في تصريحات خاصة لموقع «صدى البلد» عن الأوضاع في أوكرانيا بعد اجتياح الجيش الروسي للبلاد.
وقالت إيرينا تسوكرمان لـ “صدي البلد”، إن “الوضع في أوكرانيا مريع للغاية في الوقت الحالي، لقد تمكن الجيش الروسي من اجتياح معظم أنحاء البلاد عن طريق قوات المظليين ومهاجمة المدن الكبري مثل خاركيف وكييف بالصواريخ، وفي الوقت الحالي، هناك معركة عنيفة جارية بالقرب من تشيرنوبيل، وهي منطقة إستراتيجية بالقرب من كييف، مما يعني أنه إذا تمكنوا من السيطرة علي تشيرنوبيل فسيكون طريقهم ممهد إلى كييف”.
وأضافت: “المقاومة الأوكرانية صامدة حتى الآن، حيث تم إسقاط العديد من الطائرات الروسية على الرغم من التفوق العسكري الواضح لروسيا، ولكن بدون الدعم أو التدخل العسكري الخارجي، لا نعرف إلي متي ستصمد أوكرانيا”.
وقالت تسوكرمان، نقلا عن تقييمات المخابرات الأمريكية، إنه في حالة استيلاء روسيا علي أوكرانيا، فأنه من المحتمل أن يتم سجن أو اغتيال أعضاء الحكومة الأوكرانية.
وقالت: “تم تلقين الشعب الروسي فكرة أنهم يسعون لإنقاذ العرقية الروسية والانفصاليين الموالين لروسيا من الإبادة الجماعية التي لا أساس لها، لكن من غير الواضح كم منهم يعتقد بالفعل أو لديهم الدافع لخوض حرب دموية مع أوكرانيا”.
وأضافت: “أعلنت الحكومة الأوكرانية مرارا أن المدنيين مستعدون للانضمام إلى جبهات القتال ضد روسيا، لكن الرئيس زيلينسكي فرض الأحكام العرفية ونصح المدنيين بعدم تعريض أنفسهم للخطر، معربًا عن ثقته في جهود الجيش”.
وأوضحت تسوكرمان أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، يدير الصراع بهدوء ويحاول السيطرة علي حالة الذعر.
وقالت تسوكرمان، إنه “بشكل عام، هذه حرب دفاعية بحتة بالنسبة لأوكرانيا، وفي حالة نجاح بوتين في حملته العسكرية، لن يكون هناك تنازلات أو مفاوضات وسيحل محل الحكومة الحالية بنظام “دمية” من شأنه جعل روسيا مصدر دائم للطاقة في أوروبا، وتزويد موسكو بكم هائل من الأموال عن طريق سرقة موارد أوكرانيا الطبيعية”.
وأوضحت أن احتلال روسيا لأوكرانيا، يقرب بوتين من حلمه في السيطرة على أجزاء سابقة من الإمبراطورية الروسية.
وكانت أوكرانيا في السابق تحت سيطرة نظام فاسد مؤيد لروسيا ووصلت إلى حالة من الفقر أدت في النهاية إلى ثورة أطاحت بالحكومة الموالية لروسيا.
وقالت تسوكرمان: “لم تصبح دولة أفضل حالًا اقتصاديًا أو سياسيًا من العيش تحت سيطرة روسيا، ومن الواضح جدًا أنه حتى لو استمر التفوق العسكري الحالي لبوتين، وإذا لم يتغير شيء آخر من حيث مستويات الدعم لجهود أوكرانيا، فلن يسمح سكان أوكرانيا أبدًا لروسيا بحكمهم سلميًا”.
وأوضحت أنه على الرغم من تحالف روسيا المتنامي بشكل كبير في الاونة الأخيرة مع الصين وإيران، إلا أنها دولة ضعيفة اقتصاديًا.
وفي إشارة إلي حلم بوتين لإعادة بناء الإمبراطورية الروسية، قالت تسوكرمان: “إدارة الإمبراطوريات يحتاج إلي المال والالتزام والكفاءات والموارد البشرية الفعالة، وروسيا لا تمتلك تلك المقومات”.