تراجعت قيم الأسهم في جميع أنحاء العالم، اليوم الخميس، بعد أن أدى هجوم روسيا العسكري على أوكرانيا إلى انتشار مخاوف في الأسواق وزيادة الضغط على التضخم المرتفع، الذي يضغط بالفعل على الاقتصاد العالمي.
في بورصة وول ستريت الأمريكية بنيويورك، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.6٪ في التعاملات المبكرة ليواصل أداؤه المتعثر لهذا العام، ومما يعزز المخاوف أن المؤشر الآن منخفض بنسبة 13.5٪ عن المستوى القياسي الذي سجله في وقت سابق من هذا العام.
وبحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية هبطت الأسهم في أوروبا أكثر بعد أن وصف المسؤولون تحركات روسيا بأنها "عمل حرب وحشي"، مع انخفاض مؤشر داكس الألماني بنحو 5٪.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، يبدو أن الحرب في أوكرانيا ستدفع بالأسعار إلى مستويات أعلى سواء بالنسبة للوقود أو السلع الاستهلاكية الأساسية في جميع أنحاء العالم.
وتعتبر روسيا وأوكرانيا منتجين رئيسيين، ليس فقط لمنتجات الطاقة، ولكن أيضًا للحبوب ومختلف السلع الأخرى. يمكن أن تقلب الحرب سلسلة الإمدادات العالمية رأسًا على عقب، وكذلك العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاء آخرون.
وقفزت أسعار النفط عبر المحيط الأطلسي إلى نحو 100 دولار أو أكثر للبرميل في أعلى مستوياتها منذ 2014، بزيادة أكثر من 6٪. كما قفزت أسعار الجملة أيضًا إلى أعلى بالنسبة لوقود التدفئة والقمح وسلع أخرى. وقفز السعر الفوري للغاز الطبيعي في أوروبا، الذي تعتمد القارة على روسيا لتزويدها به، بنسبة تصل إلى 31٪.
ويمكن أن تؤدي الزيادات في أسعار الطاقة والغذاء إلى تفاقم المخاوف بشأن التضخم، الذي وصل في يناير إلى أعلى مستوياته منذ عشرات السنوات في الولايات المتحدة، وما سيفعله الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بدوره لكبح جماح التضخم.
وانخفضت عائدات السندات في جميع أنحاء العالم، في إشارة إلى أن المستثمرين كانوا يتدافعون إلى أي شيء قد يوفر عوائد أكثر أمانًا من الأسهم والرهانات الأخرى الأكثر خطورة. وانخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 1.89٪ من 1.97٪ في وقت متأخر من يوم الأربعاء. كما ارتفع الذهب أيضًا وارتفع بنسبة 2.4٪، مواصلاً مسيرته القوية وسط مخاوف بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وفي بورصة وول ستريت، تسببت المخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة في أكبر الضربات لأسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، وهو ما يُعد تحولا كبيرا بعد أن قفزت تلك الشركات لصدارة بورصة وول ستريت للخروج من الهبوط الحاد الذي تسبب فيه فيروس كورونا في عام 2020.
وانخفض مؤشر ناسداك المركب، المليء بأسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، بنسبة 1.5٪ وقد يغلق بأكثر من 20٪ أقل من الرقم القياسي المسجل في 19 نوفمبر 2021. وإذا حدث ذلك، فهذا ما تسميه بورصة وول ستريت "السوق الهابطة"، وهو شيء لم يحدث لبورصة ناسداك منذ أن حطم فيروس كورونا الاقتصاد العالمي لأول مرة.
وفي بروكسل، قالت رئيست المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الخميس إن الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة يخطط لفرض عقوبات واسعة النطاق على روسيا.
وانخفض مؤشر فوتسي 100 في لندن بنسبة 3.1٪ بعد أن استيقظت أوروبا على أخبار انفجارات في العاصمة الأوكرانية كييف ومدينة خاركيف الرئيسية ومناطق أخرى.،وخسر مؤشر كاك 40 في باريس 4٪.
وعلقت بورصة موسكو التداول لفترة وجيزة في جميع أسواقها صباح اليوم الخميس. وبعد استئناف التداول، انخفض مؤشر MOEX المقوم بالروبل بأكثر من 20٪ وانخفض مؤشر RTS المقوم بالدولار بأكثر من الثلث.
ويتوقع بعض المحللين أن يدفع الصراع المستثمرين للتخلي عن العديد من أسهم شركات التكنولوجيا، باستثناء قطاع الأمن السيبراني.
وفرضت واشنطن وبريطانيا واليابان والاتحاد الأوروبي -في وقت سابق- عقوبات على البنوك والمسؤولين وكبار رجال الأعمال الروس. وتشمل الخيارات الإضافية منع روسيا من الوصول إلى النظام العالمي للمعاملات المصرفية.