اندلعت الحرب المتوقعة بين الجارتين روسيا وأوكرانيا ومعها ارتفعت حدة التوتر والخوف من اشتعال حرب عالمية ثالثة والتي ستكون بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، حيث لا يستطيع أحد تحمل تبعاتها خاصة وأن العالم ما زال يعاني من أضرار جائحة فيروس كورونا على المستوي الاقتصادي والاجتماعي وحتي السياسي.
وبمرور الوقت تحقق القوات الروسية المزيد من المكاسب على الأرض، وينتظر العالم اللحظة الحاسمة التي ستعلن فيها موسكو دخول قواتها العاصمة الأوكرانية كييف والسيطرة عليها وسط تخبط وضعف في الموقف الغربي "دول الاتحاد الأوروبي - الولايات المتحدة" الذين اكتفوا بفرض العقوبات الاقتصادية.
الغرب لن يتدخل ضد روسيا
ومن جانبه، قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، إن الغزو الروسي ضد أوكرانيا ليس مفاجئا وقد حذرنا منه منذ عدة أشهر وللأسف ما حدث صباح اليوم الخميس كان شيء توقعته جماعات الاستخبارات لديهم منذ فترة طويلة.
وأضاف أن دول الاتحاد الأوروبي حاولت منع روسيا من هذا الأمر بالحلول الدبلوماسية فهناك تكلفة باهظة بغزوهم لأوكرانيا وما حدث الساعات الأخيرة أظهر أن روسيا على الرغم من الجهود الدبلوماسية الاقتصادية قررت غزو أوكرانيا.
وأشار إلى أن الحلف اتخذ إجراءات صارمة للاستعداد، ولهذا السبب وخلال الأشهر الماضية، قاموا بزيادة تواجد قوات الناتو في الجانب الشرقي من التحالف بشكل كبير وكذلك البحرية والجوية وسوف يزداد العدد خلال الأيام القادمة وإعداد خطط دفاعية تمنح قادة الجيش لديهم للمزيد من نشر قوات التحالف.
وأوضح ستولتنبرج، أن حلف الناتو ليس لديه خطط لإرسال قوات إلى أوكرانيا، ولكن روسيا ستواجه رداً من حلف الناتو دعماً لأمن الحلفاء.
وتابع: "الحلف متضامن مع أوكرانيا وروسيا ستتحمل تبعات هجومها، لأن ما حدث يجعل دول حلف الناتو تواجه خطراً جديداً يهدد أمنها".
ونوه ينس ستولتنبرج، أن روسيا أغلقت الأبواب أمام الحلول السياسية والدبلوماسية، لذلك فإن قادة روسيا يتحملون المسئولية الكاملة بخطواتهم المتهورة في أوكرانيا.
ولفت أن مهمة الناتو حماية كل الحلفاء ضد أي تهديدات، لذلك فإن قادة الحلف مدعوون للاجتماع غداً لبحث تطورات الوضع في أوكرانيا.
انتصار بوتين للإرادة الروسية
وقال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن ما يحدث الآن هو تأكيد لإرادة روسيا وإرادة فلاديمير بوتين الرجل الذي استطاع أن يفرض سطوته على مجريات الأمور.
وأضاف البرديسي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن ردة الفعل الأمريكية ومعها حلف الناتو كانت ضعيفة ومترددة وعدم علم بأبعاد الأمور وخطورته والتي من ضمنها كان كلام بوتين عن مخاوف روسيا الأمنية التي لم تأخذها الولايات المتحدة والدول الأوروبية على محمل الجد وعدم إعطاءه تطمينات جادة.
وأشار أنه من ضمن المخاوف الأمنية الروسية هي انضمام أوكرانيا إلى حلف الشمال الأطلسي "الناتو" وهو الأمر الذي رحب به الناتو بانضمام أوكرانيا إليه وعدم الاكتراث إلى المخاوف الروسية ورفضها القاطع لهذا الأمر.
وأوضح خبير العلاقات الدولية، أن الولايات المتحدة وحلف الناتو لن يرسلوا قوات عسكرية للدفاع عن أوكرانيا، واكتفوا بالإدانات والتصريحات الحادة التي لا تكفي لتراجع فلاديمير بوتين عن قراره بضم أوكرانيا إلى بلادة.
ولفت إلى أن شعوب كلا من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ستقوم على شعبها وتطيح بأنظمتها بسبب عدم التعامل الجيد مع الأزمة الروسية الأوكرانية، نتيجة ارتفاع أسعار البترول والغاز وتدهور الاقتصاد العالمي الذي سينتج عنه غلاء الأسعار في هذه الدول والعالم أجمع.
وعن هل ستنتهي الحرب سريعا أم ستستمر فترات أطول، قال البرديسي إن الأمر متروك لما يدور في داخل عقل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والخطوات القادمة التي سيتخذها الأن الأمر فيده هو وحده الآن.
اليوم الأول من العملية الروسية
وأعلن الجيش الروسي، الخميس، أنه دمر 74 منشأة عسكرية، من بينها 11 مهبط طائرات في أوكرانيا، حيث أطلقت موسكو صباح الخميس، عملية عسكرية واسعة النطاق.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيجور كوناشينكوف: "بعد ضربات القوات المسلحة الروسية، أصبحت 74 منشأة عسكرية برية تابعة للبنى التحتية العسكرية الأوكرانية خارج الخدمة".
وأضاف: "يشمل ذلك 11 مهبط طائرات لسلاح الجو الأوكراني"، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
كما أعلن تدمير "3 مقار قيادة وقاعدة بحرية أوكرانية و18 محطة رادار لأنظمة الدفاع الصاروخي الأوكرانية من طرازي إس-300 وبي يو كاي-ام1"، وكذلك "مروحية هجومية" و"4 طائرات مسيّرة بيرقدار تي بي-2" تركية الصنع.
وأكد كوناشينكوف أيضا، تحطم مقاتلة روسية من طراز سو-25 "نتيجة خطأ من الطيار"، موضحا أن الأخير قفز من الطائرة وهو "آمن وفي وحدته العسكرية".
وأوضح المتحدث، أن وزير الدفاع سيرجي شويجو، أمر الجيش الروسي بـ"التعامل باحترام" مع العسكريين الأوكرانيين.
وبحسب إيجور كوناشينكوف، فإن الانفصاليين الموالين لروسيا "تقدموا 7 كيلومترات" في هجومهم على الجيش الأوكراني في الشرق، تحت غطاء ناري روسي.