بدأت روسيا عملياتها العسكرية ضد أوكرانيا في ساعات مبكرة من اليوم، ولا زالت الاشتباكات دائرة بين الطرفين حتى هذه اللحظة، مع ورود معلومات بأن الجيش الأوكراني نجح في إسقاط 5 طائرات روسية، وفي المقابل نفى الجيش الروسي هذه المعلومات وأكد نجاح استهدافه للمطارات وأجهزة القيادة والمناطق العسكرية في أوكرانيا، ولكن كيف بدأت روسيا عملياتها العسكرية.
في هذا التقرير نستعرض أبرز الأحداث التي سبقت إطلاق أولى الرصاصات من الجيش الروسي، وكيف باغت الزعيم الروسي فلاديمير بوتين العالم بسر توقيت الحرب بالتزامن مع انعقاد مجلس الأمن.
هجوم الجيش الأوكراني
الأربعاء مساءاً، وسائل الإعلام الأوكرانية أفادت بأن جيش بلادها هاجم مواقع لقوات لوجانسك في آن واحد على خطوط التماس، ويأتي الهجوم بالتزامن مع طلب قادة دونيتسك ولوجانسك، من الرئيس فلاديمير بوتين المساعدة في صد عدوان الجيش الأوكراني، في ظل تأكيدات موسكو استعدادها لمساعد جمهوريات دونباس الانفصالية عسكريا حال وجود تهديد لهما، وبالتالي يمكن القول أن الجيش الأوكراني هو من استفز الروس وأطلق أولى الرصاصات حتى لو كانت على استحياء.
في هذه الأثناء بعد منتصف ليل الأربعاء، كانت السلطات الفرنسية تطالب رعاياها في أوكرانيا بمغادرتها فورا، وذلك على خليف التوترات شرق البلاد، بالتزامن مع إعلان البرلمان الأوكراني حالة الطوارئ في أوكرانيا كلها، بينما أكدت روسيا عدم نيتها لغزو أوكرانيا، ومن جانبه أعلن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو وقادة الجيش وعدة مسئولين روس، وذلك على خلفية التوتر بين روسيا وأوكرانيا.
جلسة طارئة لمجلس الأمن
وفي ساعات مبكرة من الخميس، كانت القوات الروسية في ثكناتها على الحدود الأوكرانية كما العادة في كل ليلة، أما في قاعات الدبلوماسية فكان مجلس الأمن الدولي، يعقد جلسة طارئة جديدة حول الأزمة الأوكرانية، وقال الأمين العام للأمم المتحدة خلالها، إنه يجب على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يوقف القوات الروسية عن مهاجمة الأراضي الأوكرانية.
وأضاف جوتيريش خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة، أن أي تصعيد عسكري في أوكرانيا غير مقبول والتكلفة ستكون باهظة الثمن، خاصة بعدما شهدنا في الساعات الأخيرة شائعات ومؤشرات على هجوم روسي وشيك على أوكرانيا وقد كنت مخطئا حين اعتقدت أن لا شيء سيحصل على حدود أوكرانيا.
سر اختيار التوقيت
هذا الكلام الذي وجهه الأمين العام للأمم المتحدة للرئيس بوتين، لم يقع على آذان الرئيس الروسي، لأنه وفي هذا التوقيت تحديدا، كان يحضر مع قادته المراجعة الأخيرة قبل بدء العملية العسكرية التي كان يتوقعها العالم منذ أشهر، وبالتزامن مع انتهاء جلسة مجلس الأمن، خرج رجل الكرملين معلنا في خطاب عاجل، عن بدء تنفيذ عملية عسكرية خاصة في منطقة دونباس الأوكرانية، ودعا الشعب الأوكراني لترك السلاح.
كان هذا الخطاب مفاجئا، ففي هذه الأوقات كان قد انفض الاجتماع الدولي في مجلس الأمن، وخرج بوتين ليفاجئهم بأن روسيا تنفذ عملياتها العسكرية الآن، ولم يقف عند هذا الحد، بل حذر وهدد بأن أي محاولة للتدخل الأجنبي خلال العملية العسكرية، فإنها هذا سيؤدي إلى نتائج لم يرها العالم من قبل، وأن إراقة أي دماء ستكون مسئولية النظام الأوكراني، كما أن روسيا لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية.
وبعدها بدقائق، كانت وسائل الإعلام الأمريكية، تؤكد سماع دوي انفجارات ضخمة في مدينة خاركيف الأوكرانية، مشيرة إلى أن القوات الروسية تتجه لدخول أوكرانيا من شبه جزيرة القرم.