تعمل الحكومة على إعادة إحياء منطقة القاهرة القديمة عن طريق إزالة جميع الأحياء المخالفة والغير مخططة والعشوائية وإعادة إبراز معالم القاهرة التاريخية وجمالها وجعلها متحفا مفتوحا لجميع الزائرين.
وقد انتهت الأجهزة التنفيذية بمحافظة القاهرة من أعمال حصر العقارات بمناطق "السكر والليمون- الجيارة - حوش الغجر" تمهيدا لإزالتها ضمن التطوير الجاري تنفيذه في نطاق حي مصر القديمة.
وستقوم الحكومة بإزالة هذه المناطق ضمن عملية إعادة إحياء القاهرة التاريخية واستكمال أعمال تطوير المناطق غير المخططة وسرعة الانتهاء من أعمال إزالات المناطق غير الآمنة ونقل قاطنيها لوحدات جديدة حضارية تتوافر بها كافة الخدمات والتي تم حصرها في إطار جهود الدولة لاستعادة الوجه الحضاري للعاصمة وتفعيل دورها التاريخي والثقافي والسياحي.
من جانبها، أكدت جيهان عبدالمنعم، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية: انتهاء أعمال لجان حصر العقارات بمناطق "السكر والليمون وحوش الغجر والجيارة"، والملاصقة لسور مجرى العيون، والذي يشهد محيطه أعمال تطوير، في إطار خطة الدولة لإزالة العشوائيات وتطويرها وجعلها منطقة جذب سياحي من الطراز الأول، نظرا لوجود العديد من المواقع الأثرية بها مثل متحف الحضارات وبحيرة عين الحياة ومجمع الأديان، إلى جانب أعمال التطوير بإنشاء حدائق الفسطاط المخطط لإقامتها على مساحة 500 فدان.
وأضافت أنه خلال الأيام الماضية باشرت لجان الحصر أعمالها بانتظام من خلال تكثيف وتسخير كافة الجهود لحصر وتقييم العقارات والمباني والأراضي من خلال فريق عمل متكامل ارتكزت منهجية أعماله على الدقة في جمع وتوثيق البيانات عبر استمارات ونماذج خاصة مع الالتزام التام بسرعة انتهاء الأعمال وفقا للخطة الزمنية المحددة طبقا لتعليمات محافظ القاهرة.
كما أشارت إلى أنه من الحصر النهائي تبين وجود 520 عقارا يسكنها 1660 أسرة وعدد محال يبغ 241 محلا، و30 عقارا تجاريا مستقلة، إلى جانب 11 عقارا مهجورا و9 قطع أراضي فضاء و5 عقارات مغلقة و2 زريبة.
وفيما يلي يستعرض "صدى البلد"، أهم المناطق التي قامت الحكومة بتطويرها ضمن خطة إعادة إحياء القاهرة القديمة:
قاهرة المعز القاهرة التاريخية
تُعد هذه المدينة نموذجاً متميزاً للمعمار الإسلامي؛ حيث جمعت العديد من الأمثلة المعمارية الفريدة من عصور الأمويين والطولونيين والفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين، ونظراً لوفرة وثراء هذا المعمار الذي يزين سماء القاهرة فقد عرفها العلماء والمؤرخون والجمهور باسم "مدينة الألف مئذنة".
وتشمل القاهرة التاريخية عدة مواقع تمثل شكلاً فريداً من أشكال الاستيطان البشري يمزج بين الاستخدامات الدينية والعمرانية السكنية للمكان، وهي: الفسطاط، مصر العتيقة، والمنطقة الوسطى التي تشمل القطائع، والمدينة الملكية الطولونية، ومنطقة القلعة، والدرب الأحمر، والنواة الفاطمية، وميناء بولاق، وجامع الجيوشي.
وتم إدراج القاهرة التاريخية على قائمة التراث العالمي في العام 1979 بناءً على توصية المجلس الدولي للآثار والمواقع (إيكوموس).
وتشهد حاليا محافظة القاهرة تنفيذ خطة تطوير المناطق التاريخية والإسلامية، ومنها الدرب الأحمر والجمالية والحسين، ومناطق أخرى بحي الخليفة، والتي تضم عددا كبيرا من الآثار الإسلامية والمباني التراثية، وذلك ضمن خطة إعادة الرونق الحضاري للعاصمة وتعظيم الاستفادة من هذه المناطق واستعادة المظهر الحضاري والجمالي لتلك المناطق وسبق وأشار تقرير حكومي حول مشروع تطوير القاهرة التاريخية إلى أن المشروع سيتكلف 30 مليار جنيه.
ويُجري حاليا أعمال تطوير وترميم للعقارات بمحيط مسجد الحاكم وبابي النصر والفتوح، إضافة إلى إزالة تراكمات القمامة وتطهير الأراضي الفضاء وإخلائها تمهيدا لتطويرها، أيضا جار تطوير منطقة درب اللبانة من خلال إجراء المعاينة، ووضع التصور النهائي لأعمال التطوير من خلال رفع كفاءة واجهات المباني مع الحفاظ على النسيج العمراني وتحديد استخدام الفراغات، فضلا عن إقامة مسارات سياحية تخدم أصحاب الحرف التراثية.
وتشمل خطة تطوير القاهرة التاريخية بمشاركة عدة جهات، منها جهاز التنمية الحضرية ومحافظة القاهرة والهيئة الهندسية، وفق تقرير محافظة القاهرة والتنمية الحضرية، تطوير 5 مناطق، منها المنطقة المحيطة بمسجد الحاكم وباب النصر وباب الفتوح على مساحة 14 فدانا، وحدودها شارع الجمالية شرقا وشارع المعز غربا وشارع الضبابية جنوبا، وأيضا منطقة جنوب باب زويلة، على مساحة 8.5 فدان، تشمل المنطقة المحصورة بين شارع أحمد ماهر والدرب الجديد شمالا، حتى عطفة السبكى جنوبا وتضم منطقة قصبة رضوان والخيامية حتى حمام القربية.
ومن مناطق التطوير الموقع المحيط بمسجد الحسين على مساحة 13.7 فدان، وأيضا منطقة حارة الروم وباب زويلة على مساحة 8 أفدنة، وتشمل المنطقة الواقعة خلف وكالة نفيسة البيضاء حتى حارة الروم شمالا وجنوبا حتى شارع أحمد ماهر والدرب الجديد، وأيضا منطقة درب اللبانة على مساحة 10.5 فدان، وتشمل منطقة قلب درب اللبانة المحددة بشارع سكة الكومى شرقا وسكة المحجر وميدان صلاح الدين «ميدان القلعة» جنوبا، والجزء المطل على شارع الرفاعى غربا، وأيضا مناطق الحطابة وسوق السلاح، كما تم وقف تراخيص البناء والهدم في القاهرة التاريخية بما في ذلك التراخيص التي تم إصدارها.
وسبق وأعلن رئيس الوزراء أن مناطق التطوير بالمرحلة العاجلة لإعادة تأهيل الأحياء العمرانية ذات القيمة التاريخية تتضمن مناطق: باب زويلة وحارة الروم، ومسجد الحاكم، ودرب اللبانة، والفسطاط، ومسجد الحسين، والأزهر، مسلطا الضوء على الوضع الراهن لهذه المناطق والذي آلت إليه منذ فترات، والمنظور المقترح لتطويرها، وما يتم من أعمال لإزالة الركام والتراكمات الموجودة بهذه المناطق.
ولاستكمال أعمال تطويرها، وإعادة إنشاء المباني الخرِبة بالطابع الإسلامي، إلى جانب تنفيذ تطوير كامل لمختلف شبكات المرافق بها، وذلك للوصول بها إلى أن تصبح هذه المناطق منطقة تراث عالمي.
وتشمل الخطة تطوير منطقة الفسطاط ، ومنطقة سور مجرى العيون، ومشروع عين الحياة، و إنشاء حديقة مركزية فى قلب القاهرة، كالتى يتم إنشاؤها فى قلب العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك على مساحة تقترب من الـ 500 فدان، تحتوى على جميع العناصر الترفيهية والخدمية لقاطني القاهرة الكبرى، وصولاً لتغيير وجه هذه المنطقة بالكامل، كذلك تطوير ساحة مسجد عمرو بن العاص، ومنطقة بطن البقرة، وكذا باقى المناطق غير الآمنة المتضمنة لمشروع تطوير منطقة الفسطاط، وإقامة مشروع سكني بمنطقة بطن البقرة؛ لإتاحة رصيد سكني لخلخلة باقي المناطق غير المخططة، سعيا للنهوض بمستوى الحياة بها، وكذلك شكل التطوير منطقة عزبة أبو قرن، التي يقطنها نحو 4750 أسرة.
مناطق بخطة التطوير في القاهرة
وتشمل أعمال التطوير المنطقة المحيطة بمسجد الحاكم وباب النصر وباب الفتوح على مساحة 14 فدانا، وحدودها شارع الجمالية شرقا وشارع المعز غربا وشارع الضبابية جنوبا.
منطقة جنوب باب زويلة هي المنطقة الثانية في مخطط أعمال التطوير على مساحة 8.5 فدان، وتشمل المنطقة المحصورة بين شارع أحمد ماهر والدرب الجديد شمالا حتى عطفة السبكي جنوبا وتضم منطقة قصبة رضوان والخيامية حتى حمام القربية.
المنطقة الثالثة ضمن مخطط التطوير هي منطقة حارة الروم وباب زويلة، على مساحة 8 أفدنة، وتشمل المنطقة الواقعة خلف وكالة نفيسة البيضاء حتى حارة الروم شمالا وجنوبا حتى شارع أحمد ماهر والدرب الجديد.
المنطقة الرابعة التي سيجرى التطوير بها هي المنطقة المحيطة بمسجد الحسين وتشمل المنطقة المحددة بشارع الأزهر جنوبا وشارع سيد الدواخلي شرقا ومن الغرب شارع أم الغلام والدرب الأحمر وشمالا حتى تقاطع شارع قصر الشوق مع الجمالية بمساحة 13.7 فدان.
تعد منطقة درب اللبانة هي المنطقة الخامسة في مخطط تطوير القاهرة التاريخية على مساحة 10.5 فدان، وتشمل منطقة قلب درب اللبانة المحددة بشارع سكة الكومي شرقا وسكة المحجر وميدان صلاح الدين (ميدان القلعة) جنوبا، والجزء المطل على شارع الرفاعي غربا.
وتشمل خطة التطوير إعادة تأهيل وترميم المنطقة السكنية حول مسجد الحسين، ومنطقة خان الحسين للحرف اليدوية، وإنشاء جراج ميكانيكي وتطوير المنطقة بشارع الأزهر، ومنطقة درب اللبانة، ومنطقة باب زويلة، ومنطقة مسجد الحاكم بأمر الله.
كما سيتم تأهيل وإحياء منطقة درب اللبانة، وتشمل الأعمال إعادة ترميم واجهات المباني، وإقامة عدد من المشروعات التعليمية، والثقافية، إلى جانب إنشاء فندق، وسوق تجاري، وموقف سيارات.
يشمل مقترح التأهيل المعماري لمنطقة مسجد الحاكم على مساحة 52 ألف م2، إقامة فنادق تراثية وإحياء لوكالات قديمة مندثرة، وإنشاء جراج متعدد الطوابق، وساحة رئيسية، وساحة أنشطة سور القاهرة، ومطاعم وأنشطة سياحية وتجارية.
ومن المستهدف تنفيذ مخطط كامل لشبكة الطرق والشوارع بالقاهرة التاريخية واعتماد مخطط مروري للمنطقة، ومسارات للمشاة، ويتم إجراء حصر شامل للأماكن الخربة والمناطق الفضاء وملكياتها للاستفادة بها في أعمال التطوير.
ويركز مشروع تطوير القاهرة التاريخية على إعادة إحياء المباني التراثية ذات القيمة العالية وإعادة توظيفها لدمجها في النسيج العمراني للمنطقة وإعادة تأهيل المباني ذات الحالة الجيدة والمتوسطة لتحسين الطابع العمراني، مع دراسة إمكانية تغيير استخدامات المناطق الخالية والخربة والمباني ذات الحالة المتدهورة غير ذات القيمة، بحسب الاحتياجات المطلوبة لاستكمال النسيج العمراني.
بالنسبة لمقترح تطوير منطقة باب زويلة وحارة الروم ومسجد الحاكم، يوجد مشروع للتأهيل العمراني لمنطقة باب زويلة إلى حدود منطقة الدراسة، وتبلغ مساحتها الكلية 64 ألف م2، يتضمن الدراسات الخاصة بالوضع الراهن من ناحية الهيكل العمراني والحالة العامة للمباني بالمنطقة والقيمة المعمارية لها واستعمالاتها.
وتشمل خطط تطوير الجمالية إعادة تأهيل وترميم المنطقة السكنية حول مسجد الحسين (الجمالية) المدرجة ضمن التراث العالمي باليونسكو، ومن المقرر أن تتضمن مشروع خان الحسين للحرف اليدوية، بحيث يضم فندق 4 نجوم، ومنطقة بازارات، ومطاعم، ومنطقة مدرسة حرفية للتعليم والتدريب على الحرف اليدوية، لإحياء هذه الحرف، على غرار مدرسة بيت جميل بالفسطاط، إلى جانب فندق المسافر خانة.
كما يشمل المخطط ترميم البيوت التراثية والشوارع الواقعة فيها، حيث تضم 35 منزلا تراثيا بالحجر، يتم إعادة تأهيلها، وتحسينها وصيانتها، مع دراسة تحسين واجهات جميع المباني المتبقية وعددها 200 منزل.