تحتفل المملكة العربية السعودية بذكرى "يوم التأسيس"، لأول مرة بذكرى تأسيسها في عام 1727، قبل 300 عام، على يد الإمام محمد بن سعود، تحت شعار "يوم بدينا"، التي تحمل معاني جوهرية تاريخية متنوعة ومرتبطة بأمجاد وبطولات وعراقة الدولة السعودية.
أحياء الأسرار المدفونة
وأعاد هذا الاحتفال في السعودية، إحياء عشرات الأسرار المدفونة في ذاكرة تاريخ المملكة، وتسعى المملكة في ذكرى التأسيس إلى تعريف السعوديين عبر عرض ثقافي بكفاح المواطن العسكري السعودي أيام تأسيس السعودية.
وأقام أضخم عرض غنائي بعنوان أوبريت التأسيس في العاصمة الرياض مساء الأربعاء، ضمن فعاليات احتفال المملكة بذكرى يوم التأسيس.
ويسرد الأوبريت في قالب مسرحي 17 لوحة وطنية سطرها التاريخ عن الدولة السعودية وما وصلت إليه الآن، لتعيش مدينة الرياض عرس فني يجسد التواصل ما بين مرحلة تأسيس الدولة السعودية حتى توحيد المملكة. وفق صحيفة عاجل.
ويستعرض الأوبريت الذي صاغ كلماته كبار الشعراء في المملكة، لحظات وقصص خالدة ارتبطت بيوم التأسيس ومسيرة ثلاثة قرون مضت ومشاهد متنوعة لأنماط وأشكال الحياة للدولة السعودية برؤية إخراحية، منذ القدم وصولًا إلى الحياة المدنية الحديثة وما مرت به من تطور لامس فكر ووجدان المواطن نحو حياة عصرية يحتفظ فيها بلغته ودينه وعاداته وتقاليده وعلاقاته الاجتماعية.
يوم التأسيس السعودي
ويعد يوم التأسيس مناسبة وطنية ذات طابع احتفالي خاص، تستحضر فيه المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا مسيرة 3 قرون مضت وما تحمله من أحداث ومواقف خلدتها كتب التاريخ، وبرزت معالمها على امتداد الجزيرة العربية إذ لم تكن دولة وليدة بل تشكلت على مدى قرون ورسخت قواعد الدولة المتماسكة التي أرست الحكم وجعلت أمن المجتمع في مقدمة اهتماماتها مع خدمة الحرمين الشريفين وتحقيق رغد العيش للمجتمع.
ومرت الدولة السعودية بـ 3 مراحل تأسيسية عبر التاريخ، حيث أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ /1727م وعاصمتها الدرعية، واستمرت حتى عام 1233هـ، وشهدت الدولة السعودية الأولى تنظيم الموارد الاقتصادية، والتفكير في المستقبل، حيث كان الإمام محمد بن سعود يحب الخلوة والتأمل والتفكر، كما تم في هذا العهد بناء حي جديد في سمحان وهو حي الطرفية والانتقال إليه بعد أن كان حي غصيبة هو مركز الحكم لفترة طويلة.
وأصبحت "الدرعية"، عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصادي واجتماعي وفكري وثقافي، وتحتضن على ترابها معالم أثرية، إضافة إلى أن النظام المالي للدولة وصف بأنه من الأنظمة المتميزة من حيث الموازنة بين الموارد والمصروفات، وقد هاجر كثير من العلماء إليها، لتلقي التعليم والتأليف الذي كان سائدا وقتها مما أدى إلى ظهور مدرسة جديدة في الخط والنسخ.
وامتدادًا للدولة السعودية الأولى وبعد انتهائها أسس الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود الدولة السعودية الثانية والتي امتدت من 1240 - 1309 هـ، واسترد الامام تركي الرياض عام 1240هـ/ 1824م بعد قتال استمر سبع سنوات، فالتفت الناس حوله والأسرة المالكة من جديد.
كما أسس الملك عبد العزيز آل سعود الدولةَ السعودية الثالثة وذلك بعد فراغ سياسي وفوضى في وسط شبه الجزيرة العربية استمر قرابة عشر سنوات، إذ تمكن الملك عبد العزيز آل سعود في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ- الخامس عشر من يناير 1902م من إعادة تأسيس الدولة السعودية بعد أن استرد مدينة الرياض.
السيسي يهنئ السعودية
وفي هذا الصدد، تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والشعب السعودي الشقيق، بمناسبة "يوم التأسيس"
وكتب الرئيس السيسي عبر صفحته الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك":" أتقدم بالتهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والشعب السعودي الشقيق، بمناسبة "يوم التأسيس" الذي يعبّر بصدق عن العمق التاريخي للمملكة العربية السعودية ومسيرة البناء والتطوير والنهضة التي شهدتها على جميع المستويات في ظل قيادتها الحكيمة، سائلًا المولى عز وجل أن يديم على المملكة العربية السعودية، قادة وشعبًا، الأمن والعزة والمزيد من الازدهار والتقدم.
وتأتي ذكرى الاحتفال الأول بـ"يوم التأسيس" بعد صدور الأمر الملكي السعودي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الشهـر المـاضي بـأن يكـون الـ 22 من فبراير من كل عام يوما لذكرى تأسيس الدولة ويصبح إجازة رسمية.
ويأتي الاحتفاء بهذه الذكرى، بعد أن أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمرا ملكيا في يناير الماضي يقضي باعتبار 22 فبراير من كل عام يوما للتأسيس، ليتم الاحتفاء بهذه المناسبة لأول مرة وسط احتفالات وفعاليات تعم المملكة وتؤكد على الجذور التاريخية للبلاد.