الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجمهورية الجديدة (١)

صدى البلد

أهواء النفس واسعة وبحور رغباتها فسيحة، امنياتها بديعة ولكن دروب تحقيقها ليست دوماً قريبة، مسالِك الأحلام صعبة، والعزيمة ليست سهلة ورأس الحياة صلبة وإرادة البشر مهما كانت صَلدة فالتحديات بها قسوة، ومِعوَل العمل إذا لم يكُن ثابت الخُطوة لن يقوى على حَمل الآمال لموانئ النجاة، فدوامات الشك واليقين اجتمعت لتهدم عزائم المثابرين وقليل هم الناجيين.

مصر بتتغير وذلك أمر لا شك فيه، نهضة حقيقية تحتية وفوقية وأساسية وإنسانية وثقافية واجتماعية وسياسية سواء داخلية أو خارجية، ولكن حجم التحديات ومقدار المستحيلات وكم المواجهات التي نعلمها، وتلك التي نعلم أننا نجهلها تجعل كل قرار بمثابة إذن للاستمرار، وإلا كيف نطلب الاستقرار والوضع أشبه بصفيح ملتهب من الجهل والفقر والمرض على نار الخيانة والترصد!

تركة من الكُهنة كما وصفها الرئيس في إحدى لقاءاته، وطن بحاجة للإحلال والتجديد حتى نضمن حياة أفضل للجيل الجديد ونترك تركة تليق بذكرانا بعد عُمر مديد، وذلك يتطلب قلب عنيد وإرادة من حديد ونظرة للغد بعين صقر مُريد.

وذلك ما ملأ سطور الوطن على مدى سبع سنوات مليئة بالتضحيات والانجازات التى تشبه المعجزات، ولكن هي تلك يد الله التى تمتد لتحمي بتلات الإرادة وتدعم تلك الإدارة التى تسعى لما فيه الخير للجميع، فيسعى العَبد وإذا أخلص فَتح الله عليه أبواب النجاح وبوابات الفلاح.

لم يكُن الأمر يوماً سهلا، فيكفي أن تتابِع ما يحدُث على أرض مِصر يومياً لتعلم كيفَ تُرسَم ملامح الجمهورية الجديدة ، لكن العادة تؤدي إلى الاعتياد الذي يؤدي بدوره إلى التعود، على مدى السنوات الماضية اعتدنا العمل الدؤوب الذي يقوم به الرئيس، ومع الوقت اصبح البعض يتلقى تلك الأخبار روتينياً دون التفكير في أثارها واقعياً، ولذا دعني استضيفك عزيزي القارئ على متن الطائرة الرئاسية على مدار الأيام المنصرمة القليلة من الشهر الذي لم ينقضي بعد.

في منتصف الشهر استضافت مصر النسخة الخامسة من مؤتمر (إيچيبس )وذلك بمشاركة دولية ومحلية واسعة من وزراء البترول والطاقة ورؤساء الشركات العالمية والمحلية والمنظمات الدولية للبترول والغاز وخبراء الصناعة البترولية، هذا المعرض الذي أصبح قبلة وتاريخاً مهماً على أجندة الطاقة الدولية، ويعد أكبر وأهم تجمع دولي وإقليمي لصناعة البترول والغاز في منطقتي شمال أفريقيا والبحر المتوسط.

وفي اليوم التالي للمعرض توجه الرئيس لفرنسا للمشاركة في قمة المحيط، والتي تأتي في إطار حرص مصر على تطبيق مفهوم الاستدامة لضمان حق الأجيال القادمة فى الثروات المائية وذلك بحماية البيئة البحرية، ودعم الجهود الوطنية المختلفة فى مجالات إقامة المحميات الطبيعية، والحفاظ على التنوع البيولوجي، والحد من التلوث البحري.

أعقَب ذلك حضور الرئيس الدورة السادسة لقمة المشاركة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، بمقر الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل.
والتي استعرض فيها تقديم المساندة الفعالة للدول الأفريقية في سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، ونقل التكنولوجيا للدول النامية، ودفع حركة الاستثمار الأجنبي إليها، ومساعدتها للاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، مع توضيح الجهود المصرية في هذا الإطار، كما تضمنت تلك الزيارة على هامشها لقاءات مع عدد كبير من رؤساء دول العالم وذلك في إطار المباحثات الثنائية لعدد من القضايا التي تدعم المسيرة الاقتصادية والسياسية للجانبين.

وبعد وصول الرئيس لأرض الوطن بساعات قليلة استقبل وفداً من رؤساء المجالس والبرلمانات العربية ورؤساء الوفود المشاركين في المؤتمر الرابع للبرلمان العربي، بحضور رئيس البرلمان العربي عادل العسومي، وذلك في إطار رعاية الرئيس للدورة الحالية من مؤتمر البرلمان العربي الذي يمثل كياناً يعبِر عن إرادة الشعوب العربية، وجاء اللقاء حافلاً بمناقشة القضايا التي تشغل الدول العربية، وتعزز التعاون من أجل مكافحة الفكر المتطرف والإرهاب وما يتطلبه ذلك من مجهود متعدد الجوانب، يتناول المناحي الفكرية والثقافية والاجتماعية.

كما استقبل الرئيس السيسي، رئيس شركة تاجو الإسبانية لصناعة القطارات، والرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي، ووفدا من الآلية الأفريقية لمراجعة النظراء، والمبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ ورئيس مجلس الأمة الكويتي، عقِب ذلك توجه الرئيس لدولة الكويت للمشاركة في القمة المصرية
الكويتية للتأكيد على العلاقات بين الدولتين الشقيقتن والعمل على توطيد الروابط المشتركة ومناقشة كل القضايا والأزمات التي تتطلب تتضافر الجهود لحلها.

في أثناء تلك الزيارات المكوكية لفرنسا وبلچيكا استطاع الرئيس كسب الدعم الدولي لمؤتمر المناخ cop27 الذي سيعقد في نوفمبر من العام الحالي بمدينة السلام، ولذلك المؤتمر تأثير مباشر على السياسة والسياحة والاستثمار والاقتصاد المصري. 
كما أن مشاركة مِصر في كل تلك المحافل الدولية والعربية والمحلية تؤكد على مكانتها العريقة ودورها الاستراتيجي في موازنة القوى السياسية العالمية، كما إنها تحقق شعبية وجماهيرية مصرية لدي رجل الشارع في تلك البلاد تضع مصر في القالب الذي تستحقه.

ما سبق هو استعراض للجهود التي تبذلها الدولة المِصرية، وربما ما استعرضناه من أحداث على مدى العشر أيام الماضية هو محاولة للفت انتباهك عزيزي القارئ بأن السعي مبذول والجهد موصول للعمل على وضع أسس الجمهورية الجديدة، فإذا لم تكن من المتابعين فلا تكُن من المضللين فمِصر قوية رغماً عن أنف الحاقدين!