وسط الخوف الذي يجتاح أوروبا إزاء حدوث عجز ضخم في إمدادات الغاز الطبيعي للقارة العجوز إثر النزاع بين روسيا وأوكرانيا الذي يحتمل أن يتطور إلى الغزو، نشرت صحيفة "الكوريو" الإسبانية تقريراَ عن البدائل المتاحة للغاز الروسي، والتي كان في مقدمتها الغاز المصري.
وقالت الصحيفة إن الغاز المصري يلعب دوراً هاماً في تأمين احتياجات أوروبا من الطاقة، موضحة أن أوروبا ستلجأ بشكل أكبر للحصول على الغاز الطبيعى حال تدهور الصراع بين أوكرانيا وروسيا، الذى أصبح لا يهدد المواطنين الذين عانوا من الدمار الذى خلفته الحرب منذ 8 سنوات، بل أيضا يهدد الاتحاد الأوروبى الذى يضع اعتماده حالياً على الغاز الروسى.
وأضافت أن مصر فى قائمة الدول البديلة لروسيا بالنسبة للاتحاد الأوروبى للحصول على الغاز الطبيعى، حيث أن الإمداد من موسكو، عبر شركة جازبروم، يمثل-وفقًا لبيانات يوروستات- أكثر من 40% من واردات الطاقة السنوية، وهو ظرف جعل سلطات المجتمع في حالة تأهب في حالة حدوث غزو أدى إلى تفعيل العقوبات الدولية.
وبلغ إجمالي صادرات الغاز الطبيعي المصرى 3.5 مليون طن، خلال النصف الأول من العام المالي 2021-2022، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 7.5 مليون طن بنهاية العام المالي الحالي.
وكانت مصر وقعت مع قبرص اتفاقاً في مايو 2018 لمد خط أنابيب من حقل "أفروديت" القبرصي، الذي تقدر احتياطاته بين 3.6 تريليون و6 تريليونات قدم مكعبة تقريباً، بغرض تسييلها في مصر وإعادة تصديرها إلى أوروبا.
وفي السياق ذاته، قال وزير البترول طارق الملا إن الحكومة المصرية أعطت الأولوية في استراتيجية عملها لتهيئة المناخ الاستثماري الجاذب وتحويل التحديات إلى فرص استثمارية والالتزام بمستحقات الشركاء الأجانب بما ساهم في زيادة جاذبية صناعة البترول لتشجيع تكثيف أنشطة البحث والاستكشاف في مختلف مناطق مصر البترولية البرية والبحرية.
وأضاف في كلمته التي ألقاها الوزير نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة السادسة لرؤساء الدول الأعضاء بمنتدى الدول المصدرة للغاز بالعاصمة القطرية الدوحة أن "الغاز المصري يلعب دوراً مهماً في تأمين جانب من احتياجات دول أوروبا من الطاقة، من خلال تصدير الغاز الفائض، من خلال محطتي إسالة الغاز بمصر على ساحل البحر المتوسط، استكمالا لدور مصر المحوري في المنطقة لتعزيز التعاون الإقليمي ومواصلة الارتقاء بالشراكات الاستراتيجية".