الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بوتين يشعل فتيل الحرب.. الرئيس الروسي يعترف باستقلال دونيتسك ولوجانسك.. والغرب يتخبط

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مساء الاثنين، على مرسومين يقضيان باعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين عن أوكرانيا.

بوتين يعترف باستقلال الجمهوريتين

وجرت مراسم التوقيع على الوثيقتين في الكرملين بحضور رئيسي جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك، دينيس بوشيلين ودينيس باسيتشنيك.

كما وقع بوتين مع بوشيلين وباسيتشنيك على اتفاقين منفصلين حول الصداقة والتعاون والمساعدة بين روسيا من جهة وجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك من جهة أخرى.

وقال بوتين، في خطاب وجهه للشعب الروسي مساء الاثنين حول مسألة الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك قبيل التوقيع على هذه الوثائق، إن سكان منطقة دونباس البالغ عددهم 4 ملايين نسمة "يتعرضون لإبادة جماعية، وذلك فقط بسبب رفضهم للانقلاب على السلطة في أوكرانيا المدعوم غربيا عام 2014، وقاوموا العنصرية القومية العدوانية والنازية الجديدة من زمن الكهوف اللتين تم رفعهما إلى مستوى الحركة الحكومية، ويناضلون من أجل حقوقهم الأساسية للعيش في أرضهم والتحدث بلغتهم الأم والحفاظ على ثقافتهم وتقاليدهم".

وتابع: "روسيا فعلت كل شيء ممكن للحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا وكافحت على مدى كل هذه السنوات بشكل دؤوب وصابر لتحقيق تطبيق القرار 2202 لمجلس الأمن للأمم المتحدة، الذي أثبت مجموعة إجراءات مينسك لتسوية الأوضاع في دونباس، كل شيء كان عبثا، يتغير الرؤساء ونواب الرادا لكن لا يتغير الجوهر والطابع العدواني والقومي للنظام الذي استولى على السلطة في كييف والذي يمثل بالكامل صنيعة للانقلاب على السلطة عام 2014، ومن سلك في حينه سبيل العنف وإراقة الدماء واللاشرعية لم يعترفوا ولا يعترفون بأي حل لقضية دونباس سوى العسكري".

وأعلن بوتين: "في هذا السياق أعتبر ضروريا اتخاذ القرار الذي طال انتظاره للاعتراف فورا باستقلال وسيادة جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية"، طالبا من مجلس الاتحاد دعم هذا القرار والمصادقة على اتفاقي الصداقة مع الجمهوريتين.

وفيما يلي يستعرض "صدى البلد" أهم المعلومات عن جمهوريتي دونيستك ولوجانسك اللتين أعلن بوتين استقلالهما رسميا.

قصة استقلال دونيتسك ولوجانسك

أعلنت المنطقتان استقلالهما في 12 مايو 2014 بعدما صوت معظم سكانهما بشرق أوكرانيا في استفتاء عام لصالح الانفصال، وجاء ذلك عقب الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش المنحدر من دونيتسك الموالي لروسيا في فبراير 2014.

ورفض سكان الشرق الناطقين في غالبيتهم باللغة الروسية والمؤيدين للعلاقات الجيدة مع روسيا، الاعتراف بالسلطة الجديدة في كييف التي تصاعدت في داخلها الأصوات الداعية لحظر استخدام اللغة الروسية، وبدأت تندلع أعمال عنف في المناطق الانفصالية.

وعمت موجة احتجاجات مناهضة لسلطات كييف ومطالبة بإقامة نظام فيدرالي في البلاد، مناطق جنوب شرق أوكرانيا، خاصة دونيتسك ولوجانسك، حيث تمكن المحتجون في أبريل من السيطرة على مقرات إدارية ومؤسسات حكومية وأعلنوا عن تأسيس جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين.

وتشكلت في دونباس قوات الدفاع الذاتي لمنع وصول العناصر القومية الراديكالية من أنصار السلطات الجديدة في كييف في محاولة لإخماد احتجاجات سكان المنطقة.

في المقابل، اعتبرت السلطات الأوكرانية الجديدة الجمهوريتين الشعبيتين تنظيمين إرهابيين وأعلنت بدء عملية لمكافحة الإرهاب في شرق البلاد، استخدمت خلالها الطائرات الحربية والمدفعية والعربات المدرعة.

وبعد أشهر من معارك خلفت أكثر من 40 ألفا بين قتيل وجريح، حسب الأمم المتحدة، ودمارا واسعا، توصل الطرفان بمساعدة روسيا وألمانيا وفرنسا بحلول مطلع العام 2015 إلى حزمة إجراءات تسوية أطلق عليها "اتفاقيات مينسك" ما أدى إلى انحسار القتال و"تجميد" الصراع.

رفض إعلان استقلال الجمهوريتين

ولم تعترف حتى الآن أي دولة باستقلال دونيتسك ولوجانسك، اللتين تنص اتفاقيات مينسك على بقائهما ضمن أوكرانيا مع منحهما وضعا قانونيا خاصا يحمي مصالحهما الأمنية والسياسية الأساسية، لكن روسيا لم تخف تقديمها دعما إنسانيا ومعنويا وسياسيا واقتصاديا للجمهوريتين اللتين حصل نحو 700 ألف من سكانها خلال السنوات الأخيرة على الجنسية الروسية.

وتسيطر الجمهوريتان الشعبيتان على حوالي ثلث أراضي مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك الأوكرانيتين والبالغة نحو 53 ألف كم مربع، ويقدر عدد سكانهما نحو 4 ملايين نسمة.

والجمهوريتان تتمتعان بأراض غنية بموارد طبيعية لا سيما الفحم، وكانت المنطقة تتميز بمستوى عال من تطور الصناعات الثقيلة، إلا أن الحرب وتداعياتها تسببت في أزمة اقتصادية حادة وانكماش ملحوظ في قطاع الصناعة.

من جانبه أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس جو بايدن، سيجتمع على انفراد مع فريق الأمن القومي الخاص به، لمناقشة الأزمة الروسية الأوكرانية، في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لغزو روسي لأوكرانيا.

وقال مسؤول في البيت الأبيض، إن بايدن يلتقي مع فريق الأمن القومي في البيت الأبيض اليوم ويتم اطلاعه بانتظام على التطورات المتعلقة بروسيا وأوكرانيا، خاصة بعد اعتراف الرئيس الروسي باستقلال جمهوريتي دونيستك ولوجانسك.

وأصدر البيت الأبيض، الإثنين، بياناً للرد على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوجانسك عن أوكرانيا.

رد الفعل الأمريكي على الاستقلال

وقال البيان: "لقد توقعنا خطوة من هذا القبيل من روسيا ونحن على استعداد للرد على الفور، سيصدر الرئيس بايدن قريبا أمرا تنفيذيا يحظر الاستثمار والتجارة والتمويل الجديد من قبل الأشخاص الأمريكيين إلى أو من أو في ما يسمى بمنطقتي DNR و LNR في أوكرانيا، وسيوفر هذا الأمر الإلكتروني أيضا سلطة فرض عقوبات على أي شخص مصمم على العمل في تلك المناطق من أوكرانيا، وسنعلن في وقت قريب تفاصيل إضافية من وزارتي الخارجية والخزانة، وسنعلن قريبا أيضا عن تدابير إضافية تتعلق بانتهاك روسيا الصارخ لالتزاماتها الدولية اليوم".

وأضاف البيان: "لنكون واضحين: هذه التدابير منفصلة عن التدابير الاقتصادية السريعة والقاسية التي نعدها بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء، وستكون إضافة إلى التدابير الاقتصادية السريعة والمشددة التي نعدها بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء في حال زادت روسيا من غزو أوكرانيا".

واختتم البيان: "ونحن نواصل التشاور عن كثب مع الحلفاء والشركاء، بما في ذلك أوكرانيا، بشأن الخطوات التالية وحول التصعيد الروسي المستمر على طول الحدود مع أوكرانيا".

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه ناقش مع الرئيس الأمريكي جو بايدن أحداث الساعات الأخيرة، وذلك عقب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتراف بلاده باسقتلال دونيتسك ولوجانسك.

ولفت زيلينسكي، أن مجلس الأمن القومي الأوكراني سيبدأ اجتماعا؛ لمناقشة التطورات الأخيرة.

كما أكد الاتحاد الأوروبي أنه سوف يرد بحزم على اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال الانفصاليين الأوكرانيين.

وقال رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، إن اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك انتهاك لوحدة أراضي أوكرانيا.

وقالت الخارجية البريطانية على اعتراف روسيا بجمهوريتي لوجانسك ودونيتسك، إن الاعتراف يظهر "استخفافها الصارخ" بالتزاماتها في مينسك، وأنها اختارت المواجهة بدلا من الحوار.

تخبط أوروبي في مواجهة القرار

كما قال وزير خارجية فنلندا، إن هذه الحرب سيكون لها آثار سلبية على دولة خارج روسيا، مضيفا أن الامن الغذائي ضرورة ملحة.

فيما أكد وزير خارجية الدنمارك، أن كل الاحتمالات تشير إلى أن الحرب الأقرب، مشيرا إلى أن روسيا تدفع نحو الحرب، وأن الدبلوماسية هي الخيار الأفضل للجميع.

ومن جهته قال وزير خارجية النمسا، الكسندر شالينيبرج، إن العقوبات لا تأتي إيجابية وخاصة مع روسيا، لافتا إلى أنه لا يمكن رفض طلب أوكرانيا الانضمام لحلف الناتو، مشيرا أنه لو وافقنا على طلبات روسيا سينهار الاتحاد الأوروبي.

وأدان حلف الشمال الأطلسي "الناتو" اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باستقلال منطقتي دونيتسك ولوجانسك عن أوكرانيا.

وقال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، إن روسيا تواصل تأجيج الصراع في أوكرانيا بهذا القرار، وأنها تنتهك استقلال وسيادة كييف.