الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مواقف بكى فيها ملك المونولوج.. سر غضب اسرائيل من شكوكو وإجباره على بيع سيارته

صدى البلد

كوميديان قدير.. ملك المونولوج و"شارلي شابلن العرب".. ألقاب عديدة حصل عليها الفنان محمود شكوكو لخفة ظله وسيطرته على أدوار الكوميديا والمونولوج لسنوات طويلة في السينما والمسرح، خاصة أنه كان أول من أدخل فكرة "الأراجوز" في مصر. 
جلبابه البلدي والعصا والطرطور الطويل أعلى رأسه ميزه بين أبناء جيله، علاوة على صوته وافيهاته، وتحل اليوم ذكرى وفاته، ونرصد خلالها  العديد من المواقف التي تعرض لها شكوكو خلال حياته الشخصية ومسيرته الفنية، دفعه بعضها للبكاء رغم شهرته بين محبيه انه دائما مبتسما لا يعرف البكاء.

سر اسم شكوكو

محمود شكوكو إبراهيم إسماعيل موسى، ولد في الدرب الأحمر بالقاهرة في 1 مايو 1912، وتوفي في 21 فبراير 1985 بعد آخر مسرحية له هي زقاق المدق؛ حيث اشتد عليه المرض وتم نقله إلى المستشفى وظل بها أكثر من 3 أشهر.

يحكي أن تسميته باسم مركب "محمود شكوكو" يرجع إلى رغبة جده إسماعيل، حيث كان يربي ديوك رومي، فكانت تتعارك مع بعضها البعض وتصدر صوت "ش ش كوكو"، فأصر أن يكون اسم حفيده "شكوكو" بينما أراد والده أن يطلق عليه محمود، وتم إطلاق الاسم المركب عليه.

عمل مع والده في النجارة، وعندما خطب زوجته الأولى صنع بنفسه جهاز العروس المكون من سرير وكنبتين وترابيزة وأربع كراسي ونملية، وكانت من هواياته جمع تذاكر الترام، حتى اشتهر ونسي هذه الهواية، كان يكسب من النجارة يوميا حوالي 25 قرش بجانب الفن، واستغل شكوكو مهاراته في النجارة لصالحه ولصالح الفن، فعمل على تصنيع العرائس الخشبية، وكانت بداية تقديم عدد من مسرحيات العرائس، منها "السندباد البلدي"، و"الكونت دي مونت شكوكو".

مواقف صعبة وبكاء

روى سلطان، ابن الفنان محمود شكوكو عدة مواقف صعبة مرت بحياته، حتى وصل إلى الانهيار من البكاء أمام ابنه في أحد الأيام، وقال ابنه: "شاهدت الدموع في عين أبي للمرة الأولى عند وفاة جدي، وكان مرتبطًا بإحياء فرح وبعد دفن والده أحيا الفرح ليلا، وعندما اندهش أهل العريس من موقفه قال لهم: "انتو مرتبطين بناس وزفة مقدرش أبوظ عليكم فرحتكم ولا أزعل المعازيم دى، حياتي الشخصية ومالكوش ذنب فيها"، وبالفعل قام بإحياء ليلة العرس وقدم عرض من أجمل العروض الفنية العظيمة.

ويوضح ابنه سلطان موقفا آخر لأبيه أبكاه، وهو عندما كان يتخرج من الكلية حضر الفنان شكوكو الحفل وقرر أن يقدم فقرة خاصة أثناء الحفلة لكي يعبر عن حبه الشديد لابنه ومدى فرحته به، فطلب ابنه من مقدم الحفل أن يقدم والده، الا انه كان في حالة من البكاء الشديد خلف الكواليس، وعندما اعتلى المسرح للغناء ظل متوقفا بضعة دقائق مديرا ظهره حتى لا يرى الجمهور بكاءه، حتى تمالك نفسه وقدم العرض بكل فرح وسرور.

غضب إسرائيل بسبب عنتر ولبلب

في 17 أبريل 1952، واجهه موقف صعب عقب تغير اسم فيلم له من "شمشون ولبلب" الى "عنتر ولبلب"، حيث اعترضت إسرائيل على الفيلم، وذلك بسبب اختيار اسم شمشون بطلا للفيلم، وهو اسم يهودى.

وذكر أن إسرائيل هددت برفع قضية دولية، الأمر الذي أجبر صناع الفيلم على تغيير الاسم، وأيضا كان يقال أن السبب وراء تغيير اسم الفيلم اعتراض الحاخام الأكبر لليهود فى مصر "حايين ناحوم" على اسم شمشون، بجانب اعتراض اليهود المصريين أنفسهم على الاسم.

سر غضب العائلة المالكة

شكوكو كان أول فنان مصري يقتني سيارة ماركة «بنتلي»، التي كان لا يركبها سوى اللوردات والسفراء والأمراء، ما أثار عليه حقد أفراد الأسرة المالكة وبعض أفراد العائلات الأرستقراطية وأجبروه على بيعها. 

وارتبطت هذه السيارة بقصة حب ربطت بينه وبين سيدة المجتمع عائشة هانم فهمي طليقة الفنان يوسف وهبي، ويقال إن هذا الحب كاد أن ينتهي بالزواج، لولا عدم صمود «محمود شكوكو وعائشة فهمي» أمام غضب طليقها الفنان يوسف وهبي وحملاته ضدهم مع رجال القصر.


حكاية شكوكو مع مهرب مخدرات

من المواقف الطريفة لشكوكو، أنه قدم كارت لرجل أعمال تعرف عليه أثناء احدى الرحلات وبعد عودته للبيت فوجئ برجال مكافحة المخدرات يقبضون عليه، وتبين أن رجل الأعمال الذي تعرف عليه ما هو إلا مهرب مخدرات وقد عثر معه على كارت شكوكو ومدون عليه العنوان. 

بعد هذه الواقعة، توقف شكوكو عن طبع كروت باسمه أو كتابة عنوانه لأحد، مكتفيا بالاتصال به عن طريق المتعهدين، وقدم شكوكو أكثر من 600 مونولوج قام بتأليف معظمها، وشارك في أفلام عديدة، ولعل آخر وصاياه أن يتم دفن الجلباب والطرطور والعصا مع جثمانه.  

صلة أمير كرارة بملك المونولوج

كشف الفنان أمير كرارة في عدة لقاءات تليفزيونية، عن صلة القرابة بينه وبين محمود شكوكو.

وقال إنه خال والدته، مؤكدا انه يفتخر دائمًا كونه حفيدًا للعبقري الموهوب بالفطرة الفنان محمود شكوكو، ويؤكد أن المسيرة الفنية لشكوكو، عَلمته كثيرا، وأضافت إليه كفنان، على الرغم من وفاة جده وهو في سن صغيرة.

إنشاء مسرح العرائس

نُسب للقدير شكوكو انشاء مسرح العرائس، حيث جاءت له الفكرة عندما سافر في إحدى المرات إلى الصين وشاهد مسرحية عن خيال الظل الذي يصنع من الخشب وخلفه توضع ستارة بيضاء بجانب الإضاءة، ويظهر الخشب المقصوص على عدة أشكال منها شكل طفل أو رجل أو فتاة.

هكذا استوحى فكرة الأراجوز، ومنها جاءت فكرته بإنشاء مسرح العرائس، وهو الآن مسرح القاهرة، وكان أيضا يحمل اسم مسرح شكوكو للعرائس، وقدم عليه أكثر من أوبريت منها السندباد البحري، وكوكب المريخ وغيرها، وكان يعمل معه في مسرح العرائس المخرج العظيم صلاح السقا والد الفنان أحمد السقا، وأيضا عمل معه فنانين عظماء مثل السيد راضي، ويوسف شعبان.