الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بايدن وبوتين وجها لوجه.. شبح الحرب بين روسيا وأوكرانيا يخيم على أوروبا

بايدن وبوتين
بايدن وبوتين

ما زالت الأزمة الروسية الأوكرانية تسيطر على الرأي العام العالمي، وما زال شبح الحرب بين الجارتين يخيم على منطقة شرق أوروبا بالكامل. 

وتزداد المخاوف يوما بعد يوم من الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا، رغما عن المساعي الدولية لتفادي التصعيد العسكري، وتشهد الساحة الدولية في الأشهر الأخيرة تصاعدا للتوتر بشأن أوكرانيا، والغرب معتقد أنها مهددة بغزو روسي.

وقف إطلاق النار 

وأعلنت الرئاسة الروسية "الكرملين"، اليوم الإثنين، أن الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون اتفقا خلال مكالمة هاتفية على ضرورة استمرار المحادثات بشأن أوكرانيا، واتفق بوتين وماكرون على ضرورة مواصلة الحوار بشأن أوكرانيا.

وتم أيضا خلال الاتصال بين بوتين وماكرون التأكيد على أهمية  وقف إطلاق النار وفقا للإليزيه.

وحينها أعلن قصر الإليزيه، أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن وافقا من حيث المبدأ، أن يلتقيا في قمة اقترحها نظيرهما الفرنسي إيمانويل ماكرون، وستعقد القمة بين بوتين وبايدن في حال لم تقم روسيا بغزو أوكرانيا.

ولفت البيت الأبيض، إلى أنه سيتم لاحقا توسيع القمة، لتشمل "جميع الأطراف المعنيين" وستبحث في مسائل "الأمن والاستقرار الاستراتيجي في أوروبا"، كما أعلن مشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن في اجتماع افتراضي الخميس المقبل مع قادة مجموعة السبع لمناقشة الأزمة الأوكرانية.

وأضاف البيت الأبيض: "مستعدون لفرض عقوبات سريعة ومشددة على روسيا إذا اختارت الحرب، ونعتقد أن روسيا مستمرة في استعداداتها لشن هجوم شامل على أوكرانيا قريبًا جدًا".

تحفظات على المشهد

وفي هذا الصدد قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إنه لا يعتقد أن تكون هناك نجاحات في هذه القمة، كما أن هناك محاولة لخفض التوتر ومحاولة للحصول على ضمانات من قبل الجانب الروسي مقابل ضمانات وتعاهدات من قبل الجانب الأمريكي، وهي أمور دارت في 62 دقيقة الأسبوع الماضي، من خلال اتصال هاتفي بين موسكو وواشنطن.  

وأضاف "فهمى"، لـ "صدى البلد"، أن الطرف الفرنسي الألماني يسعي محاولا إلى قيام قمة ناجحة، ولديهم تحفظات كثيرة على المشهد، ولكن الإشكالية متعلقة بالحشد العسكري الروسي، التي يعتبر في وضع استعداد، وبالتالي القضية ليست نجاح أو فشل هذه القمة.

وأشار إلى أن نجاح أو فشل القمة يرتبط بأمريين: عدم توافر إرادة سياسية وعسكرية للجانب الروسي وعدم تراجعه في الأمر، وتغير موقف بعض الأطراف وأهمهم موقف الألماني الفرنسي الداعيين بقوة إلى مراجعة هذا الاتفاق بصورة أو بأخري، وبالتالي نحن أمام تحدي كبير.  

وأوضح أن القمة ليست في حدوثها، ولكن في نتائجها، والأهم في تترجم الأقوال إلى أفعال للجانب الروسي، في ظل استمرار المناورات والتدريبات العسكرية في روسيا البيضاء، وهو ما يشير إلى أن العمل العسكري يستبق العمل السياسي، وخفض التوتر بين أمريكا وروسيا أمر هام جدا خاصة في هذا التوقيت".

تغير الموقف الأوكراني

واختتم: "هناك ملامح جديدة طغت على السطح، ومنها تغير الموقف الأوكراني، وضغطهم في اتجاه أوروبا، ليدخلوا حلف الأطلنطي، والأمر الثاني الأكثر خطورة هو رغبة الولايات المتحدة في حسم المواجهة قبل انتخابات تجديد النصف للكونجرس، وبالتالي يكتسب الرئيس الأمريكي جو بايدن مكاسب سياسية".

فدعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الإثنين، روسيا إلى التهدئة والعودة إلى طريق الدبلوماسية فيما يخص الأزمة الأوكرانية، قائلا في تغريده على تويتر: "ترتفع أصوات الجوقة كل يوم. نحث الحكومة الروسية على التهدئة واختيار طريق الدبلوماسية.. أنا أقف إلى جانب القادة الذين هم متحدون مع أوكرانيا".

صور بالأٌقمار الصناعية 

وأكدت شركة "ماكسار" الأميركية حقيقة ظهور صور ملتقطة بالأقمار الصناعية عمليات انتشار جديدة لقوات روسية ومعدات عسكرية على الحدود الأوكرانية، وتوضح هذه الصور مسار مركبات تعبر حقولا مغطاة بالثلوج وتحيطها غابات وطرق.

وحشدت روسيا 150 ألف جندي على الحدود الأوكرانية، وبالتالي يخشي الغربيون من غزو روسيا جارتها الموالية للغرب نتيجة تصاعد حدة المعارك منذ أيام عدة على خط الجبهة، ويعزو بوتين اندلاع أعمال العنف هذه إلى "الاستفزازات" الأوكرانية، بينما أمر الانفصاليون بإجلاء المدنيين وتعبئة الرجال القادرين على القتال.

ودفع بوتين أمر الإجلاء 53 ألف مدني من أصل ثلاثة ملايين شخص يعيشون في المنطقة الانفصالية، إلى المغادرة نحو روسيا بحسب موسكو، وقد أعلِنت حال الطوارئ في منطقة كورسك الروسية. 

وتسبب الأزمة المتعلقة بأوكرانيا بأسوأ تصعيد للتوتر تشهده أوروبا منذ الحرب الباردة منذ أواخر 2021.