الحاجة صباح المرأة الحديدية :
تعمل في مهنة الحدادة منذ 40 عاما
اخترقت مجال الرجال من اجل كسب لقمة العيش وتربية ابنتها
أمنيتها الوحيدة الذهاب في رحلة عمرة
قررت أن تقتحم أصعب مهن الرجال مرة لتعول أشقائها ومرة آخري لتعول ابنتها بعد وفاة زوجها.. الحاجة صباح أقل لقب يمكن أن يطلق عليها المرأة الحديدة والتي عملت بجد وإخلاص في مهنة الحدادة منذ 40 عاما.
الحاجة صباح رغم انها تتقدم بالعمر وأصبحت 56 عاما وتعيش بمفردها بعد زواج نجلتها الوحيدة إلا انها قررت أن تستمر في عملها الذي يعد من أصعب مهن الرجال .
تجلس أمام النيران وتمسك بالشاكوش وتقاوم بأس الحديد ، الحاجة صباح كما يناديها أهالي قريتها في النعناعية بمركز اشمون في محافظة المنوفية ؛ اسمها نرجس عبد المنصف او الحاجة صباح اخترقت مجال الرجال في مهنة الحدادة من اجل كسب لقمة العيش وتربية ابنتها الوحيدة.
الحاجة صباح او نرجس بدأت في العمل منذ ان كانت في سن الخامسة عشرة في ورشة والدها من أجل مساعدته في مهنة الحدادة الشاقة في عملها وساعدت والدها في مهنته التي ورثها عن والده وذلك لتربية أشقائها.
تزوجت نرجس وأنجبت طفلتها وأصبحت بعيدة عن مهنة الحدادة ولكن لم تلبث ان ترتاح ن الشقاء فقد توفي زوجها بعد عامين من الزواج تاركا لها طفلة تبلغ من العمر عامين ورفضت ان تتزوج مرة اخرى وعكفت على تربية نجلتها .
لم تجد الحاجة صباح طريق أمامها سوى العودة الي العمل مرة اخرى في ورشة والدها لتعول ابنتها .
تقطن الحاجة صباح في منزل علي طريق القاهرة وعلي مساحة 21 مترا يتكون المنزل من طابقين الدور الاول ورشة صغيرة والثاني طابق بغرفة واحدة تسكنها بعد زواج نجلتها.
وقالت الحاجة صباح كما يناديها الأهالي، انها ورثت المهنة من جدها ووالدها حيث تعمل بها منذ 40 سنة وعلمها والدها واتقنت مهنتها بعد وفاة والدها غير مبالية بكلام الاهالي قائلة " بقول للناس ما فيش بديل ده مصدر دخلي معاشي من الشئون 270 جنيها".
وتابعت :" نجلتي تدعى نورا وتوفي والدها بعد سنتين من ولادتها وخرجت من التعليم في سن مبكرة وتزوجت وكنت لها الاب والام" موضحة انها تقوم بعمل ادوات الفلاح من الفؤوس والمناقر وبعض الأدوات للبنائيين ومقصات تقليم الأشجار.
وعانت في الذهاب لمدينة طنطا من حين لآخر لشراء الفحم والحديد والان يساعدها زوج نجلتهاـ مؤكدة انها تعمل يوميا 12 ساعه من السابعة صباحا حتي السابعة مساء.
واختتمت الحاجة صباح حديثها قائلة :" نفسي في رحلة عمرة واعيش " مستورة “ حتي آخر يوم في عمري” .