الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من طرف خفي " 17 "

صدى البلد

شاهدت صفين لا يتجاوز عدد كل صف منهما 90 مجندا فقط يشكلون كردونا لإغلاق الطريق من الناحيتين لمنع وصول المتظاهرين إلى ميدان التحرير حاول المجندون استخدام الهراوات العصي طارة والغاز المسيل للدموع طارة أخرى بينما استخدم المتظاهرين الذين من بينهم أعضاء بالحركة المنتمين للتيار الإسلامي المولوتوف الذي كان يتم القاؤه من داخل المسجد دون أدنى مراعاة لحرمة المسجد. 

كان المشهد اقرب الى حرب بين عصابة وقوات الاحتلال كان التعامل ضد رجال الشرطة في تلك اللحظات قمه الوحشيه واللا ادميه كان المجند بالنسبة لهم ليس مصريا يؤدي عمله ومجبر على القيام به بل كانوا يعاملونه على انه غاصب او محتل او خارج عن الملة قلبي كان يعتصر بين ضلوعي عندما كنت أشاهد ما يحدث لرجال الشرطة من كانت تطوله أيديهم كانوا يجريدونه من ملابسه و يصورونه عاريا ومعايرته والتنكيل به بجانب اقتراح أحد النشطاء الذين تلقوا تدريبا في صربيا أثناء الاجتماعات التجهيزية بأن يتم اختطاف رجال الشرطة والقيادة بهم مقابل الإفراج عن سجناء الجماعة على غرار ما كان يحدث بين حماس وقوات الاحتلال الصهيوني. 

وتمت الموافقه باجماع على ذلك المقترح الا ان خطة اقتحام السجون وحرق  الاقسام تتعارض مع ذلك لانه لا يمكن للشرطه ان تقوم بخطف نفسها بنفسها وفي نفس الوقت لن يصدق الشعب ذلك بينما حريق الاقسام واقتحام السجون سهل الترويج له بان رجال الشرطه هم من فعلوها للانتقام من الشعب لذلك فشلت خطه الاختطاف لرجال الشرطه والمقايده بيهم  ووجدوا الاسهل هواقتحام السجون وحرق الاقسام لضرب اكثر من عصفورا بهدفا واحدا نعود الى حديثا  عن 28 يناير ،

اشتدت الامور امام مسجد الفتح برمسيس ووصلت الى ذروتها انسحب مجندي الامن المركزي بعد فشلهم في مواجهه الحرب الشرسه ضدهم وباتت الشوارع مفتوحة على مصراعيه للوصول الى ميدان التحرير توجهت الى ميدان التحرير سيرا على الاقدام وشاهدت في ذلك اليوم ما لم اكن اتخيله اطلاقا حيث وجدت شارع رمسيس المؤدي الى ميدان التحرير ملئ باشباه البلطجيه يقومون بتحطيم السيارات المتواجده واشعال النيران بها والاسفلت اختفت معالمه تماما بين حطام الزجاج المتهشم والطوب واثار الكاوتشوك المحروق. 

شعرت بالفزع لاول مره في حياتي وغاب عني الاحساس بالامان وعند وصولي شارع معروف وجدت البلطجيه يحطمون كل ما هو في طريقهم ويخطفون الفتيات و يعتدون عليهم قررت الهروب والدخول لاقرب شارع وخرجت منه على ميدان طلعت حرب شاهدت مجندا بالامن المركزي ملقي على الارض في حاله اغماء نتيجه الاجهاد واصابته بطوبه في راسه ويحاول زميله اسعاف وهو يبكي ويقول له جوم يا محمد لساك فيك الروح مشهد ابكاني وعندما حاولت الاقتراب منهم لتقديم المساعده سألني المجند البسيط بعفويته الطيبه هو احنا صهاينة قلت له ليه بتقول كده رد وقال  علشان الناس بتعاملنا  علي اننا اعداء واننا مش مصريين قلت انتم مصريين ووطنيين اكثر منهم انتم اللي بتحمي ارضنا وعرضنا سيبك من اللى القابض علشان يوصل لك الاحساس ده. 

ومازال يكمل حديثه معي وخرجت زوجه الهارب الممول من شرفه اعلى جروبي تسب وتلعن في الجنود البسطاء المغلوبين على امرهم وتقول انتصرنا رد عليها احد الشباب من الشرفه المقابله اخرسي يا........ واخذ هو الاخر يسب ويلعن في المجند الملقى على الارض ويقول تستاهل لم يجد المجند الاخر الذي يحاول اسعاف زميله سوى  ان يحمله على اكتافه ليجرى به لمحاوله اسعافه عند اقرب سياره وفجأة  خرج طوفان من البلطجيه قاموا بتحطيم جروبي واشعال النيران في السيارات حاولت الاختباء في مدخل احدى العمارات الا ان الناس جميعا كانوا يرون ان كل من له علاقه بالتظاهرات ما هو الا بلطجي بعد توسل قام حارس احد العقارات باخفائي دقائق معدوده حتى ابتعد البلطجيه عن المكان بعد ان قام بتحطيم جروبي خرجت بعد ذلك وتوجهت الى ميدان التحرير وشاهدت قيادات وزاره الداخليه وبصحبتهم اللواء اسماعيل الشاعر مدير امن القاهره يصطفون  امام هارديز وعندما شاهدوني كانت نظرات اعينهم تسالني ماذا يحدث في الاماكن الاخرى وما هو الوضع في الشوارع اقترب منى العميد هشام جمعه رحمة الله عليه مدير مكتب اللواء اسماعيل الشاعر واخذه يسالني عن الوضع فى الاماكن الاخرى لم استطيع الرد لقد تلجم لساني .

طلب لي كوبا من عصير البرتقال وبعد ما تناولته اخذت اقص لهم ما يحدث بمحيط مسجد الفتح وما شاهدته اثناء رحلتي لميدان التحرير وفى ثوانى اختفى الجميع ولم اشاهد منهم احدا بعد ما دخل المتظاهرين في ميدان التحرير وقام نفس الناشط الذي قتل الشهيد المجند احمد عزيز يوم 25 يناير باشعال النيران في سياره الامن المركزي وقام بضرب الضابط الذي كان بداخلها واجباره على خلع ملابسه وتجريده من رتبته وانسحب جميع جنود الامن المركزي بعد ان  تلقوا ضربات موجعه و اصابات بالغه الخطوره بعدما احتل المتظاهرين  الميدان وفور وصول مدرعات الجيش بعد اعلان نزوله وفرض حظر التجوال  اخذ النشطاء يعدون العده لتكوين رد فعل معادي للجيش سيتم شرحه باستفاضه فيما بعد ، اخذت انادي بين المتظاهرين لقد تم فرض حظر التجوال  كان رد النشطاء نحن نجلس هنا للاحتفال بالانتصار على رجال الشرطه حيث اننا بنزول الجيش نجحنا في كسر هيبه الشرطه والقضاء على اسطوره حبيب العادلى

واخذوا يتساءلون فيما بينهم ماذا بعد.. وماذا اذا تنحي الرئيس مبارك من سيتولى مهام رئاسه مصر سؤال الجميع كانوا  يتساءلونه كان رد بعضهم اللواء عمر سليمان والبعض الاخر السيد عمرو موسى ورد ثالث الفريق احمد شفيق وعندما طرح احد النشطاء اسم الهارب ايمن نور و محمد البرادعي كان الناس المتواجدون كادوا ان يفترسونه واخذوا يسبونه يسبون الهارب ايمن نور ويسبون البرادعي الذي هبط بالبرشوت على  حد وصفهم .
 

وللحديث بقية اذا كان فى العمر بقية..